نتنياهو: سنستعيد باقي المحتجزين بهذه الطريقة أو غيرها

08 يونيو 2024
نتنياهو خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه المحتجزين، 8 يونيو 2024 (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستقبل الإسرائيليين المحتجزين المنقذين من غزة، متعهدًا بإعادة جميع المخطوفين ومشيدًا بالعملية العسكرية رغم المجزرة بمخيم النصيرات التي خلفت 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب.
- حركة حماس تقلل من أهمية الإنقاذ، معتبرةً إياه فشلًا استراتيجيًا لإسرائيل، بينما تصف كتائب القسام العمل بجريمة حرب، مما يعكس ردود فعل متباينة تجاه العملية.
- مظاهرات في حيفا تنديدًا بالمجزرة تواجه بتدخل الشرطة الإسرائيلية واعتقالات، فيما يشيد وزير الأمن القومي الإسرائيلي بتصرفات الشرطة، ما يعكس التوتر والانقسام داخل المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني.

استغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فرصة لقائه اليوم السبت بالمحتجزين الإسرائيليين الأربعة الذين جرى إخلاؤهم من وسط غزة بعد ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة مروعة في مخيم النصيرات راح ضحيتها 210 شهداء وأكثر من 400 مصاب، لتلميع صورته والتباهي بما أنجز على حساب أرواح المدنيين الفلسطينيين.

وقال نتنياهو خلال لقائه المحتجزين وأفراد عائلاتهم في مستشفى شيبا في تل هشومير بمنطقة تل أبيب: "هذا يوم مؤثر لا مثيل له لجميع المواطنين الإسرائيليين وللكثيرين في كل أنحاء العالم، وهذا هو يوم مؤثر لي شخصياً"، مضيفاً: "التقيت للتو أندري وشلومي وألموغ ونوعا. قلت لهم: الحمد لله على عودتكم إلى بيوتكم. التقيت عائلاتهم مرة أخرى".

وأضاف: "أود أن أكرر وأوضح: سنعيد جميع المخطوفين (المحتجزين الإسرائيليين). ونعمل الآن أيضاً على عمليات استرجاع أخرى وعلى فرص أخرى". وقال جيش الاحتلال في بيان حول العملية: "في عملية نهارية خاصة لقوة مشتركة من الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة الإسرائيلية (اليمام)، أُنقِذ أربعة رهائن إسرائيليين من موقعين منفصلين في قلب (مخيم) النصيرات". وأشار البيان إلى أن المحتجزين الإسرائيليين الأربعة هم: "نوعا أرغاماني (25 عاماً)، وألموغ مئير جان (21 عاماً)، وأندريه كوزلوف (27 عاماً)، وشلومي زيف (40 عاماً)"، لافتاً إلى أنهم تعرّضوا للأسر خلال مداهمة مقاتلي المقاومة الفلسطينية مهرجان "نوفا" بغلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبخصوص المجزرة، قال نتنياهو: "عندما طُرحَت هذه العملية أمامي للتصديق النهائي عليها مساء يوم الخميس، علمت بأنها معقدة جداً وخطيرة جداً. أود أن أقول لكم إن المسافة بين النجاح والفشل ضئيلة للغاية. ولكنني صدّقت على هذه العملية بلا تردد"، مدعياً "أثق بقدرات الشاباك وبجيش الدفاع وبالشرطة الإسرائيلية، وأثق بقدرات الأبطال مقاتلي الوحدة الشرطية الخاصة والشاباك الذين وقفوا في وجه النيران وقضوا على الإرهابيين وحرروا المخطوفين".

ضحايا مجزرة مخيم النصيرات

وتابع "عندما سمعت: الألماس في أيدينا (المحتجزون الإسرائيليون الأربعة) اتسع القلب بفخر لا نهاية له وبتنهد من الارتياح. العملية نجحت"، مدعياً أنّ "هذه عملية بطولية ستسجل في كتب تاريخ العمليات والبطولات الإسرائيلية، ولكنها لم تأتِ دون ثمن". وحتى دون ذكر ما خلفته مجزرة مخيم النصيرات من شهداء وجرحى، تباكى نتنياهو على ضابط لقي حتفه خلال العملية قائلاً: "تحمل أيضاً ألماً شخصياً كبيراً، وهذا ما حدث هذه المرة بعد سقوط واحد من أفضل أبنائنا، وهو النقيب أرنون زمورا، ضابط الوحدة الشرطية الخاصة".

وهذه العملية هي الأولى من هذا النوع التي يستعيد فيها جيش الاحتلال أسرى إسرائيليين أحياء من قطاع غزة، بعد سلسلة عمليات فاشلة انتهى بعضها بمقتل الأسرى أو استعادة جثامين منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي الفترة التي لم يتوقف خلالها نتنياهو عن الادعاء أنه سيجري استعادة المحتجزين. وشاركت خلية أميركية عملت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين الأربعة من مخيم النصيرات، وفق ما نقلته شبكة "سي أن أن" عن مسؤول أميركي، مشيراً إلى أنّ خلية أميركية في إسرائيل "دعمت جهود إنقاذ 4 رهائن، وعملت مع القوات الإسرائيلية في عملية تحريرهم".

وتحوّلت ساحات مخيم النصيرات وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب عند منتصف نهار السبت، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي وتسلل لقوات خاصة إسرائيلية داخله، فيما أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح.

وقللت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، اليوم السبت، من أهمية تمكن جيش الاحتلال من استخلاص المحتجزين الأربعة في غزة بعد أكثر من ثمانية أشهر على شنه الحرب على القطاع، معتبرة أن ذلك "لن يغيِّر من فشله الاستراتيجي في قطاع غزة"، فيما قال الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة إن ما نفذه الاحتلال الإسرائيلي في منطقة النصيرات "جريمة حرب مركبة وأول من تضرر بها هم أسراه"، مضيفاً أن "العملية ستشكل خطراً كبيراً على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم". وأشار في منشور مقتضب على حسابه بتطبيق "تليغرام" إلى أن "العدو تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم في أثناء العملية".

اعتقال 5 مشاركين بمظاهرة بحيفا تنديداً بمجزرة النصيرات

في سياق متصل، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي خمسة مشاركين في مظاهرة في حيفا في الداخل الفلسطيني تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات. وحضرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ووحدات خاصة فاق عددها عدد المتظاهرين، وفضّت المظاهرة واعتدت على المشاركين فيها.

وكتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في منشور على "فيسبوك": "كل الاحترام لشرطة لواء الساحل التي اعتقلت متظاهرين وفرقت المظاهرة بسرعة التي تدعم حماس. صفر تسامح لداعمي الإرهاب"، فيما طالب مركز "عدالة" المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بالتراجع عن تعليماته بمنع التظاهر والاحتجاج.

المساهمون