نتنياهو حاول تقليص تفويض مجلس الحرب لأعضاء وفد التفاوض مع حركة حماس من خلف ظهورهم

02 مايو 2024
اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي عقب الهجوم الإيراني، 14 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نتنياهو يسعى لتقليص التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي في التفاوض مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى، مطالبًا بضرورة الحصول على إذنه الشخصي قبل التوصل إلى أي بند من بنود الصفقة.
- الوزير بني غانتس يعارض تعليمات نتنياهو، مؤكدًا على ضرورة استغلال التفويض الأوسع الممنوح للوفد، مما يعكس انعدام الثقة بين أعضاء مجلس الحرب ونتنياهو ويؤثر على قدرة إسرائيل على التفاوض.
- جنرالات الاحتياط يحذرون من مخاطر شن عملية عسكرية في رفح وينتقدون إدارة نتنياهو للحرب على غزة، مشددين على أهمية البحث عن حلول دبلوماسية واستراتيجية شاملة.

في وقت تتعالى تحذيرات جنرالات في الاحتياط من مخاطر شن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ذكرت صحيفة إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول تقليص التفويض الذي منحه مجلس الحرب الأسبوع الماضي لأعضاء الوفد المكلف بإدارة التفاوض غير المباشر مع حركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم الخميس، أن نتنياهو عقد لقاء مع أعضاء الوفد الإسرائيلي وهم: رئيس الموساد، دفيد برنيع، ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى في الجيش، نيتسان ألون، وأبلغهم أنه يتوجب عليهم الحصول على إذنه الشخصي قبل التوصل لأي بند من بنود صفقة تبادل محتملة، حتى البنود المتعلقة بقضايا منح مجلس الحرب أعضاء الوفد هامش مرونة واسعاً بهدف التوصل لتفاهمات بشأنها مع حركة حماس عبر الوسطاء المصريين والقطريين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد أن علم الوزير بني غانتس، عضو مجلس الحرب وزعيم حزب "معسكر الدولة" عن لقاء نتنياهو مع أعضاء الوفد، حتى عقد اجتماعاً عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" مع كل من برنيع وبار وألون، مشددا على مسامعهم بوجوب توظيف التفويض الأوسع الذي منحه إياهم مجلس الحرب وعدم الالتفات إلى تعليمات نتنياهو. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة تدل على تعاظم حجم انعدام الثقة بين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، وتحديدا الوزيرين غانتس وجادي إيزنكوت.

في هذه الأثناء، انضم المزيد من جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال إلى قائمة المحذرين من شن عملية عسكرية في رفح. وقال الجنرال عاموس جلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، إنه بخلاف مزاعم نتنياهو، فإن شن عملية في رفح "لن يضمن تحرير الإسرائيليين الذين تختطفهم حماس".

وفي مقابلة أجرتها معه اليوم إذاعة "أف أم 103"، ونقل فحواها موقع "والاه"، اتهم جلعاد، الذي يرأس حاليا معهد السياسات والاستراتيجية في جامعة أيخمان، نتنياهو، بأنه يدير الحرب على غزة "بدون استراتيجية"، محذرا من أن عدم التوصل لحل في قطاع غزة يعني استمرار المواجهة مع حزب الله اللبناني في الشمال. وشدد جلعاد على أنه بدون أن تلعب إسرائيل دورا في تحديد مستقبل الحكم في قطاع غزة في اليوم التالي للحرب فإن "إنجازاتها العسكرية في الحرب ستتبدد"، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من إسرائيل الالتحاق "بتحالف استراتيجي إقليمي".

وأضاف أنه يتوجب على إسرائيل أن تعمل على استعادة المخطوفين بكل وسيلة على اعتبار أن هذا يمثل "هدفا أسمى لها من منطلق أن الوقت ينفد بشكل لا يضمن بقاءهم أحياء"، مشددا على أن "الدولة" مطالبة باستعادتهم لأنها قصرت في الدفاع عنهم وحمايتهم. واعتبر أن نجاح زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في البقاء على قيد الحياة وإصراره على "إملاء" شروطه يدلان على أن إسرائيل تخوض الحرب بدون استراتيجية شاملة.

وأوضح أن شن عملية عسكرية في رفح بدون تنسيق مع الولايات المتحدة يعني المخاطرة بتفجير مواجهة شاملة في الشمال مع حزب الله دون الحصول على دعم الأميركيين، مع كل ما ينطوي عليه هذا التطور من مخاطر، حيث ستتعرض الجبهة الداخلية لأزمة كبيرة، محذرا من أن عدم تنسيق الهجوم على رفح مع الأميركيين قد يجعل إسرائيل لوحدها في مواجهة إيران.

وكان الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال جيورا آيلاند، قد طالب مطلع الأسبوع الجاري بوقف الحرب على غزة فورا والاستجابة لشروط حركة حماس وعدم المخاطرة بشن عملية في رفح. وفي مقابلة مع الإذاعة التابعة لسلطة البث، أضاف آيلاند الذي سبق أن قاد شعبة العمليات في جيش الاحتلال، أن التجربة قد دللت على أنه بخلاف ما يردده السياسيون والعسكريون في إسرائيل فإن الضغط العسكري لا يسهم في تحسين فرص إطلاق الرهائن الإسرائيليين، بل يزيد مخاطر تورط تل أبيب في مواجهة طويلة الأمد مع تعاظم خطر امتدادها إلى ساحات أخرى.

كما حث الجنرال يسرائيل زيف، القائد السابق لشعبة العمليات، في مقابلة أجراها معه موقع "والاه"، أول من أمس الثلاثاء، على عدم شن عملية في رفح وإنهاء الحرب والتوصل لصفقة تبادل بشكل عاجل.

المساهمون