قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأحد، إن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماسيمو أبارو، سيزور طهران قريباً، متحدثاً عن مواصلة تخصيب لليورانيوم على أساس إطار عمل وضعه البرلمان.
وأوضحت وكالة "رويترز" أن إسلامي قال في معرض رده على أسئلة بشأن تقارير عن إبطاء طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 بالمائة: "التخصيب النووي لدينا مستمر على أساس قانون إطار العمل الاستراتيجي"، في إشارة إلى تشريع ذي صلة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران أبطأت إلى حد كبير في تكوين مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من اللازمة لصنع أسلحة وقلصت بعض مخزونها، وهي خطوات يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة وإحياء المحادثات الأوسع نطاقاً حول أنشطة إيران النووية.
من جهة أخرى، قال إسلامي في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية على هامش إزاحة الستار عن أدوية مشعة في طهران إنه أيضاً سيشارك في الاجتماع العام المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وسيجري مباحثات مع المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي.
وبشأن أربعة مواقع إيرانية مختلف عليها مع الوكالة الدولية التي سبق أن أعلنت أنها عثرت فيها على جزئيات اليورانيوم المخصب، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن الخلافات بشأن هذه المواقع الأربعة تقلصت إلى موقعين.
وأعرب إسلامي عن أمله في حل قضية الموقعين الباقيين "في ظل التعامل الثنائي" بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأواخر الشهر الماضي، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أيضاً أن بلاده قد قدمت سابقاً وثائق ومستندات بشأن الموقعين الباقيين، كاشفاً أنه "إذا لم تكن مقبولة سنوضح وسنقدم المزيد من الوثائق".
تُعدّ قضية التحقيقات إحدى أهم نقاط الخلاف، وتحولت قضية المواقع إلى العقبة الرئيسية أمام الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية المتعثرة من سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
أهداف زيارة نائب غروسي
وعن موعد زيارة ماسيو أبارو، قال الإعلامي عباس أصلاني المقرب من الفريق الإيراني المفاوض، لـ"العربي الجديد" إن الزيارة على الأغلب ستحصل الأسبوع المقبل، معتبراً أن زيارة هذا المسؤول الأممي لطهران "تكتسب أهمية في هذا التوقيت لعدة أسباب".
ولفت إلى أن الزيارة "تأتي على أعتاب إصدار التقرير الفصلي للوكالة" بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وما يزيد من أهمية الزيارة، حسب أصلاني، أنها تأتي أيضاً في ظل الجهود الرامية بين الطرفين، المنصبة على حل قضية الموقعين الاثنين، بعدما حُلَّت الخلافات بشأن موقعين آخرين من أصل أربعة مواقع، مضيفاً أن نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، زار أخيراً فيينا وأجرى مباحثات مع مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومضى أصلاني قائلاً إن التقرير المقبل خلال سبتمبر/ أيلول القادم للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران "له أهمية"، لكونه يصدر في ظل تقارير غربية عن خفض إيران تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية.
وذكرت تقارير أميركية أخيراً أن ثمة تفاهمات غير رسمية قد حصلت بين طهران وواشنطن على هامش صفقة تبادل السجناء والإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية والعراق، مشيرة إلى أن طهران بموجب هذه التفاهمات قد خفضت مستوى تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل تخفيف الحظر على تصدير النفط وغضّ الجانب الأميركي الطرف عن صادرات إيران النفطية.
وفي السياق، أكد أصلاني أن التقرير المرتقب للوكالة "يشكل قياساً لمعرفة مدى صحة تلك التقارير الغربية"، مشيراً إلى أن أهمية التقارير الأممية بشأن برنامج إيران النووي بعد تعثر المفاوضات النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي وتقدم البرنامج النووي الإيراني، تكمن في أن "هناك ترقباً لمعرفة طبيعة التقارير التي تصدر بشأن هذا البرنامج، وموقف الدول الغربية من ذلك، وما اذا كانت هذه التقارير ستدفع هذه الدول إلى السعي لاستصدار قرار (ضد إيران) أو لا".
وتوصلت الولايات المتحدة وإيران، أوائل الشهر الحالي، إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين مسجونين، مقابل الإفراج عن العديد من الإيرانيين المسجونين، ووصول طهران في نهاية المطاف إلى حوالى 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني.
وكان وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، قد أعلن في تصريحات إعلامية أوردتها الخارجية القطرية على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن قطر "لعبت دوراً محورياً في تيسير الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، لإطلاق سراح عدد من السجناء، وإنشاء قناة تواصل لمعالجة عدد من المسائل المتفق عليها بين الطرفين".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الدوحة بذلت جهوداً كبيرة أفضت إلى تحقيق التقارب بين إيران والولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء.
وأوضح الأنصاري أن دولة قطر، باعتبارها وسيطاً دولياً موثوقاً به، قامت بدور كبير وفعال لتحقيق التوافق بين الجانبين، وأنها تواصل جهودها في مختلف الملفات أملاً في أن يفضي هذا الاتفاق إلى تفاهمات أكبر تتعلق بالملف النووي الإيراني.
يشار إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، كان قد أجرى مطلع مارس/آذار الماضي زيارة لطهران توجت باتفاق مع محمد إسلامي على خريطة طريق لحل الخلافات بين الطرفين. وبعد هذا الاتفاق، أصبحت تقوم وفود فنية من الوكالة بزيارات لإيران، فضلاً عن زيارات وفود إيرانية فنية لمقر الوكالة في فيينا، لبحث حل القضايا العالقة.