استمع إلى الملخص
- تعمل المقاومة على ثلاثة محاور: الميدان، حيث يتصدى المقاومون للعدوان؛ السياسي، حيث يتم التفاوض لوقف العدوان؛ وملف النزوح، حيث تُخفف تشكيلات حزب الله وحركة أمل عن الأهالي المتضررين.
- أعلن حزب الله عن استهداف دبابتي ميركافا في اللبونة واشتباكات في القوزح، مؤكداً إحباط تقدم الاحتلال للمرة الثامنة.
أكد النائب عن كتلة حزب الله البرلمانية (الوفاء للمقاومة)، حسن فضل الله، اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكّن حتى اليوم من السيطرة الكاملة على أيّ قرية أو الاستقرار في أي قرية، مشيراً إلى أنه "يعتمد سياسة دمِّر صوِّر واهرب"، وذلك مع استمرار المواجهات على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بين جيش الاحتلال وحزب الله، الذي يعلن باستمرار صدّ محاولات التسلّل الإسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية جنوباً.
وقال فضل الله في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، إن "الاحتلال يعتمد سياسة الأرض المحروقة، من خلال التدمير الممنهج للقرى والبلدات على امتداد المناطق التي يستهدفها، خصوصاً في الجنوب، وعلى خط الحدود، حيث يحاول إقامة منطقة عازلة ليس فقط من السكان، بل أيضاً من الأبنية والحقول والشجر، لتنفيذ مشروعه القديم الجديد بإقامة ما يسمّيه المنطقة العازلة، وهو ما خطط له منذ عام 1978 وصولاً إلى حرب عام 2006".
وأكد فضل الله أن "مشروع العدو الحقيقي جعل جنوبي الليطاني جزءاً من كيانه، وهو بالتأكيد ما ستحبطه سواعد المقاومين وصمود شعبها"، قائلاً إن "خطورة هذا المشروع الصهيوني تدفع شعبنا اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى التمسك بمقاومته، وتجعل المقاومين أكثر إصراراً على التصدي لهذا العدوان وإحباط أهدافه"، مضيفاً: "لذلك لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين الأبطال، وما تفرضه في الميدان من مواقع يومية هي مفخرة للبنان والأمة جمعاء، وغير ذلك رهانات على سراب".
وأشار النائب عن حزب الله إلى أن "الصورة التي رسمها (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو لمشروعه آخذة في التبدل، وما اعتقده انتصاراً سريعاً يبني عليه مشروعه الجديد بتصفية حزب الله، وإحداث تغييرات بنيوية في لبنان والمنطقة، لم يكن سوى استعجال المتغطرس الذي ظنّ أنه باغتيال الأمين العام حسن نصر الله وقادة آخرين، وارتكابه المجازر المروعة، يحقق أهدافه كاملة، ولاقاه بذلك أعداء لبنان وشعبه باستعجال حصاد الثمار على المستوى السياسي، سواء بالدعوة إلى فرض معادلة سياسية في لبنان أو تكوين شرق أوسط جديد، إذ قلب المقاومون البواسل على خط الحدود المشهد، وبدأت المقاومة مرحلة جديدة عنوانها التصدّي للعدوان، والدفاع عن الوطن".
وقال: "إلى جانب المقاومين على خطوط النار، هناك آلاف المتأهّبين للالتحاق بالجبهة ينتظرون دورهم في المشاركة في واجب الدفاع عن بلدهم، وهم يصرّون ويلحّون من أجل الالتحاق، لكن الجبهة فيها العدد الكافي ولا تحتاج الآن إلى المزيد"، مشيراً إلى أن "ثبات المقاومين في المعركة البرية، ومواصلة المقاومة إطلاق صواريخها على قواعد الاحتلال الإسرائيلية على مدى جغرافي واسع، هو بحدّ ذاته دليل على فشل العدوان في تحقيق أهدافه المرحلية المُعلَنة".
وتحدث فضل الله عن أن "المقاومة تعمل على خطوطٍ ثلاثة، الأول هو الميدان، وله رجاله البواسل وادارته الميدانية المرنة التي تقدّر ظروف ومتطلّبات المعركة، وقد بلغ مستوى التحكّم والسيطرة حدوده المطلوبة"، مشدداً على أن "خيارنا مواصلة القتال بكل الوسائل التي تحتاجها المواجهة لمنع العدو من تحقيق أهدافه وإجباره على وقف عدوانه". أمّا الخط الثاني، فيقول فضل الله إنه على المستوى السياسي، حيث إنه "منذ بدء جبهة الإسناد قبل سنة، فإن رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين للوصول إلى وقف العدوان، واليوم يسعيان للوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار، وهذا الملف يتابع بدقة وتنسيق كامل بين قيادة حزب الله وبري"، مضيفاً: "لسنا بوارد الدخول بأي تفصيل في هذا الأمر، وهو بعهدة الجهود السياسية التي تجري على أكثر من صعيد".
أما المستوى الثالث، فهو ملف النزوح، إذ أشار فضل الله إلى أنه "إلى جانب تقديرنا للجهود الرسمية والمبادرات الفردية والمدنية والحزبية، فإنّ تشكيلات حزب الله وحركة أمل تعمل بالطاقة القصوى للتخفيف عن أهلنا، وندعو الجميع إلى التعاون، ولن ندخل بأيّ سجال مع أحد لأن المطلوب وقفة إنسانية وطنية، وملف إعادة الإعمار بيد أمينة صاحبة العهد والوعد".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن حزب الله استهداف دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى احتراقهما ووقوع طاقميهما بين قتيل وجريح، فضلاً عن خوضه أمس اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في محيط بلدة القوزح من مسافة صفر بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، معلناً أن المواجهة أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال. واليوم أيضاً، قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن المقاومة أحبطت تقدم الاحتلال للمرة الثامنة على التوالي باتجاه اللبونة، جنوبي الناقورة.