استمع إلى الملخص
- زيارة قاليباف للبنان تحمل رسالة دعم من إيران للبنان وحزب الله، وتأتي في سياق تحدي الحظر الجوي الإسرائيلي ودعم محور المقاومة.
- تتزامن الزيارة مع تصاعد عمليات حزب الله وتهديدات إسرائيلية، وتهدف لتعزيز التنسيق بين جبهات المحور لمواجهة العدوان الإسرائيلي وتأسيس نظام إقليمي جديد.
شدد ميقاتي على التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي رقم 1701
قاليباف: زيارتي تحمل رسالة دعم إلى جانب لبنان شعبا وحكومة ومقاومة
برهاني: زيارة قاليباف تتحدى محاولات إسرائيل فرض حظر جوي في لبنان
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال لقائه رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أن أولويات الحكومة في هذه المرحلة "هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة أبنائه". وشدد "على التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار كاملاً".
وفي زيارة غير معلنة مسبقاً وفي ذروة العدوان الإسرائيلي على لبنان، وصل رئيس البرلمان الإيراني قاليباف، صباح اليوم السبت، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على طريقة رحلته إلى جنيف، للمشاركة في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي. وقال قاليباف بعيد وصوله إلى مطار بيروت إن زيارته جاءت تلبية لدعوة نظيره اللبناني، نبيه بري، ومضيفا أنها تحمل رسالة دعم من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والحكومة والشعب الإيرانيين للوقوف إلى جانب لبنان شعبا وحكومة ومقاومة.
وأوضح قاليباف، في حديث مع التلفزيون الإيراني، أنه سينطلق من بيروت إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي لإيصال "رسالة مظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني إلى العالم، ووضع البرلمانات أمام مسؤولياتنا في الساحة الدولية لدعم المظلوم". وقاليباف هو ثاني أرفع مسؤول إيراني يزور لبنان خلال العدوان الإسرائيلي عليها منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، حيث سبقها زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الرابع من الشهر الجاري.
ماذا تحمل زيارة قاليباف إلى بيروت؟
ويصف الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية العربية، هادي برهاني، لـ"العربي الجديد"، زيارة قاليباف إلى لبنان في هذا التوقيت بأنها "ذات أهمية كبيرة"، قائلاً إنها تأتي في ذروة العدوان الإسرائيلي، وتحدياً لمحاولات إسرائيلية بفرض حظر جوي في لبنان أمام الطائرات الإيرانية. وأشار إلى أن زيارة عراقجي قبل أيام إلى لبنان كانت تمثل تحديا مشابها لإفشال تلك المحاولات الرامية إلى قطع التواصل بين لبنان وإيران.
ويضيف برهاني أن زيارة قاليباف "تظهر إرادة إيران في دعم الشعب اللبناني وحزب الله وصمودهما أمام الهجمات الإسرائيلية الواسعة"، قائلا إن طهران "تريد من خلال هذه الزيارات إظهار عزيمتها على دعم كامل لحزب الله في هذه الأيام العسيرة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة"، لافتا إلى أنها "تؤكد أنها لن تتخلى عن دعم حزب الله، باعتباره أهم رصيد استراتيجي لإيران في العالم العربي وفي جبهة المقاومة ضد إسرائيل".
ويؤكد الخبير الإيراني أن "حزب الله يملك من القدرات والشعبية ما يمكّنه من التغلب على المشاكل الراهنة وتبعات اغتيال قادته رفيعي المستوى"، مضيفا أن طهران "تسعى إلى أن تلعب دورا إيجابيا في هذا الصدد، وإيصال رسالة إلى حلفائها في المنطقة بأنها لن تتخلى عنهم مهما كانت الظروف".
وهنا يلفت برهاني إلى أن الزيارة تأتي أيضا في ظل تهديدات إسرائيلية متصاعدة بتنفيذ هجمات على إيران "مما يعني أن هذه التهديدات لم تكن لها مفاعيل في الإرادة الإيرانية في دعم محور المقاومة، ولم تثن القادة الإيرانيين عن الذهاب إلى جبهة القتال اللبنانية بأنفسهم استخفافا بتلك التهديدات". وأوضح أن من أجندة الزيارة أيضا المزيد من التنسيق بين جبهات المحور لـ"التصدي بشكل أكثر تأثيرا واتحادا أمام العدوان الإسرائيلي"، ومشيرا إلى أن قاليباف من كبار قادة الحرس السابقين وله علاقات قوية مع هذه المؤسسة العسكرية و"هذا ما يزيد من أهمية زيارته".
الزيارة تأتي أيضا في ظل تهديدات إسرائيلية متصاعدة بتنفيذ هجمات على إيران
من جهته، يقول المحلل الإيراني علي رضا مجيدي، في حديث مع "العربي الجديد" إن زيارة قاليباف إلى لبنان تأتي في سياق مقاربة إيرانية بأن "لبنان وغزة هما الخندق الأول، فإذا انكسرا لن يتوقف الاحتلال وسيطاول عدوانه بقية الدول"، مضيفا أن إيران تعمل "جاهدة بكل ما في وسعها" لمنع تحقيق الكيان الإسرائيلي أهدافه وإيقافه من دون تمكنه من توسيع العدوان في المنطقة. وأشار إلى أن "إيران ومحور المقاومة يرون أن الرسالة اليوم هي الوقوف في وجه مخطط القوى العظمى في المنطقة واستقلال دولها، والمتجسد في الكيان الصهيوني وعدوانه"، ولافتا إلى أن الهدف هو تأسيس نظام إقليمي جديد بمحورية الاحتلال.
ويؤكد أن طهران توظف جميع قدراتها وإمكانياتها لإفشال هذا المخطط، مشيرا إلى أنه "من الخطأ بمكان التصور بأن ما يجري هو بين الطرفين الإسرائيلي واللبناني فقط، بل هو عدوان يستهدف كل المنطقة وصولا إلى النظام الإقليمي المنشود لدى الصهاينة".
ويضيف أن زيارة قاليباف تتزامن مع تصاعد عمليات حزب الله خلال الأيام الأخيرة وصموده ميدانيا وسياسيا، "عكس ما يروج بأن الحزب قد تراجع"، مشددا على أن "أطراف لبنانية كانت بصدد إطلاق مرحلة عزلة حزب الله سياسيا، لذلك فإن الزيارة أيضا تحمل رسالة في هذا السياق بأن ذلك لن يحدث".