ميشيغن: فوز سهل لبايدن بالانتخابات التمهيدية وسط احتجاجات على حرب غزة

28 فبراير 2024
+ الخط -

16% من الديمقراطيين صوتوا بـ"غير ملتزم" ولم يعطوا صوتهم لبايدن

حسم المسلمون والعرب الأميركيون فوز بايدن في ميشيغن عام 2020

تثير الأصوات القائمة على الاحتجاج القلق قبيل الانتخابات العامة

لا يتوقع أن تعيق ميشيغن تقدم ترامب نحو نيل ترشيح الحزب الجمهوري

حقق الرئيس الأميركي جو بايدن فوزاً سهلاً في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغن، الثلاثاء، لكنه انطوى على رسالة توبيخ من الأميركيين العرب احتجاجاً على موقفه من الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وجاءت نتيجة الانتخابات التمهيدية للحزبين خالية من التشويق، إذ لا وجود لمنافسة فعلية تقريباً لبايدن في الترشيح الديمقراطي، بينما أعلن الجمهوريون عن فوز دونالد ترامب بشكل مبكر في انتخاباتهم التي تنقسم إلى مرحلتين ولا تختتم إلا مع نهاية الأسبوع.

وبعد إغلاق مراكز الاقتراع، مساء الثلاثاء، أفادت المقاطعات في نتائج أولية بأنّ 16% من الديمقراطيين في الولاية صوتوا بـ"غير ملتزم" بدلاً من إعطاء صوتهم لبايدن، في إطار حملة لإقناع الرئيس بالتراجع عن دعمه لإسرائيل.

والجدير ذكره أنه في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين لم تتجاوز نسبة "غير ملتزم" 2%، بينما بلغت 11% في المرة الأخيرة التي سعى فيها رئيس ديمقراطي في الحكم إلى إعادة انتخابه، حين فاز باراك أوباما عام 2012.

لا يواجه بايدن البالغ من العمر 81 عاماً أي معارضة جدية لترشحه لولاية ثانية في البيت الأبيض. ولكن مع تزايد عدد الضحايا المدنيين في الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل في غزة، تراجع تأييده بين المسلمين والعرب الأميركيين، وهم كتلة حسمت فوزه في ميشيغن بفارق ضئيل عام 2020 على ترامب.

تضم هذه الولاية في الغرب الأوسط الأميركي أكبر نسبة من السكان الذين يُعرفون عن أنفسهم بأنهم من أصل شرق أوسطي أو شمال أفريقي في البلاد، ويتركز معظمهم حول ديترويت.

وقالت النائبة الديمقراطية عن ميشيغن رشيدة طليب، الفلسطينية الأميركية الوحيدة في الكونغرس: "شعرت بالفخر اليوم بسحب بطاقة اقتراع للحزب الديمقراطي والتصويت بـ(غير ملتزمة)".

وأضافت في تسجيل على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ "74% من الديمقراطيين في ميشيغن يدعمون وقف إطلاق النار إلا أن الرئيس بايدن لا ينصت إلينا، بهذه الطريقة يمكننا استخدام الديمقراطية للقول (استمع إلى ميشيغن)".

لن يمنع ذلك نيل بايدن بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي بسهولة، إذ إن نتائج منافسه الرئيسي المحتمل، عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس، متدنية في استطلاعات الرأي.

لكن من شأن عدد كبير من الأصوات القائمة على الاحتجاج أن يثير القلق قبيل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني العامة، إذ لن يكون بإمكان بايدن خسارة حتى جزء من أصوات ائتلافه في الولاية.

"محاسبة" بايدن في ميشيغن

يقول مسؤولو البيت الأبيض إن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشعر بايدن بالإحباط، ولكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، حتى مع استمرار الجهود للتوسط في وقف ثان للقتال.

وطلب بايدن من الكونغرس مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بمليارات الدولارات، واستخدمت حكومته حق النقض ضد دعوات متعددة لمجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار. ولم تحقق حملة مماثلة تدعو إلى وقف إطلاق النار خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامبشر أي نتيجة، لكن ميشيغن يعيش فيها عدد أكبر بكثير من المسلمين والعرب.

قال عبد الله حمود، رئيس بلدية ضاحية ديربورن ذات الكثافة السكانية العربية في ديترويت، إنّ التصويت، الثلاثاء، يتعلق "بمحاسبة الرئيس بايدن على أفعاله". وأضاف على صفحته على "إنستغرام": "عندما نذهب إلى مركز الاقتراع ... وندلي بصوتنا على أننا (غير ملتزمين)، فإن ما نقوله هو أن قراره بشأن فلسطين غير مقبول، وأن مقتل 30 ألف شخص غير مقبول، وأن المساعدات العسكرية التي لا تتوقف غير مقبولة".

وكتب حمود، الأسبوع الماضي، في مجلة "نيويورك تايمز"، أنّه "مع مرور كل يوم وكل دقيقة يفشل فيها الرئيس في فعل الشيء الصحيح، تتضاءل ثقتنا به، أنا وكثيرون غيري".

وأضاف "مع كل قنبلة أميركية الصنع تلقيها الحكومة اليمينية الإسرائيلية على غزة، تلف حالة خِدر صارخة وشعور بالعجز كل شيء، وهو ما يحد من أي مساحة يمكن للثقة أن تكبر فيها".

بدورها، شددت فاطمة الصغير (27 عاماً)، على أنها تسعى إلى أن يجبر تصويتها بـ"غير ملتزمة" بايدن على تغيير مواقفه.

وقالت "أعتقد أنه من الواضح أن الاستعطاف الإنساني لا يساهم في تغيير مواقف معظم السياسيين، لذا قد تجبره رغبته بالفوز في ميشيغن على الدعوة إلى وقف إطلاق النار".

في الجانب الجمهوري، اكتسح ترامب نتائج الولايات التي صوتت مبكراً، ومن غير المتوقع أن تعيق ميشيغن تقدمه نحو نيل ترشيح الحزب.

وخسرت منافسته الوحيدة المتبقية، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، في ولايتها كارولاينا الجنوبية أمام ترامب في نهاية الأسبوع لكنها رفضت التراجع، قائلة إنها لا تعتقد أن ترامب قادر على إنزال الهزيمة ببايدن.

وتلقت هيلي ضربة أخرى، الأحد، عندما أعلنت عائلة كوخ الثرية أنها أوقفت تبرعاتها لحملتها.

وينظم كلا الحزبين الانتخابات، الثلاثاء، على الرغم من أن الجمهوريين اعتمدوا نظاماً هجيناً معقداً يختتم المنافسة بعد أربعة أيام من خلال تجمعات حزبية تشبه المجالس الشعبية الانتخابية (كوكس) في كل منطقة من مناطق الولاية الثلاث عشرة.

في الثاني من مارس/ آذار، سيتم اختيار أكثر من ثلثي المندوبين الجمهوريين وهم الأفراد الذين تعينهم كل ولاية لدعم المرشحين في مؤتمر الحزب الصيفي لاختيار المرشح للرئاسة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون