ميشال عون ونجيب ميقاتي يتبادلان الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة

02 سبتمبر 2021
تنافس كبير على حقائب وزارية (حسين بيضون)
+ الخط -

على عكس "التوقعات الإيجابية الصباحية" ظهر خلافٌ حادٌّ بعد ظهر اليوم الخميس بين محرّكي "الطبخة الحكومية" في لبنان، رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، ترجم في بيانَيْن اتهاميَيْن متبادلَيْن بالتعطيل، بالتزامن مع تنافس كبير على حقائب وزارية.

وأصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بياناً أشار فيه إلى أن "البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتّى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا الأسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً".

وشدد ميقاتي على أن "اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً"، مؤكداً أنه "ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح وتعاون وتشاور مع رئيس الجمهورية، ويتطلع في المقابل إلى تعاون بناء بعيداً من الشروط والأساليب التي باتت معروفة".

وأوضح مكتب الرئيس المكلف، أن "ميقاتي يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً".

ولم يتأخر الرد من مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية، ليكرر التأكيد على أن "عون لا يريد الثلث الضامن لا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو يدعو الجميع إلى وجوب عدم إلصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهدافٍ خاصة مضلّلة".

وقال المكتب، في بيان، إن "هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم، وقد عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها، وهي تقوم على عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية، وتالياً عدم القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة، ورفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين، وضرب مصداقية الدولة ومؤسساتها، بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطية لمآربهم، والأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والإمعان في إفقارهم".

وشدد المكتب على أن "المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل الرئيس عون، إنّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الإدانة للرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها".

وتتهم أوساط رئيس الجمهورية ميقاتي بأنه محاط بتأثيرات في عملية التأليف، تارةً من نادي الرؤساء السابقين، على رأسهم سعد الحريري الذي كما اعتذر عن تشكيل الحكومة وعطّل العملية لأشهر طويلة يريد أن يكرر السيناريو مع خلفه ليظهر عون أمام الرأي العام بأنه المعرقل الوحيد والمتسبب بانهيار لبنان اقتصادياً ومعيشياً، وتارةً من رئيس البرلمان نبيه بري الذي رفع سقف هجومه على عون أخيراً، وكذلك من رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي يصرّ ميقاتي على منحه الحقائب التي يريدها.

في حين تتهم أوساط ميقاتي، ومن خلفه معارضو الرئيس اللبناني وفريقه الذين يتقدمهم صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بتعطيل البلاد للحصول على الثلث المعطل وتالياً السيطرة على الحكومة ومصيرها، ورفع سقف المطالب على صعيد الحقائب الوزارية السيادية.

وقال مصدر مطلع على الاتصالات الحكومية لـ"العربي الجديد" إن "الخلاف اليوم بات على وزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية بشكل أساسي عدا عن حقائب أخرى، كالعدل والداخلية، وذلك ربطاً بأهمية الوزارتين في المرحلة الراهنة، سواء على صعيد النهوض الاقتصادي أو البطاقة التمويلية لجهة الشؤون، ما رفع حدة الصراع عليها".

ولفت المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أن "ما حصل اليوم لا يعني أن ميقاتي سيعتذر أو أن الملف كله تفجّر، إذ إن المحاولات مستمرة عبر اتصالات مكثفة لتذليل العقبات، والتمهيد للقاء جديد بين الرئيسين بعد اجتماعهما الأخير الخميس الماضي".

وانسحبت الأجواء الإيجابية حكومياً التي تصدّرت العناوين في الساعات الماضية على سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي انخفض إلى ما دون 18 ألف ليرة، قبل أن يعاود ارتفاعه ليتجاوز عتبة الـ19 ألف ليرة من جديد بمجرد صدور البيانين عن مكتبي عون وميقاتي.

وربطت هذه الأجواء بشكل أساسي بحديث رئيس البرلمان نبيه بري عن ضرورة تشكيل حكومة هذا الأسبوع، ومبادرته عبر موفدين لحلّ العقد المتبقية، وإعلان عون أمس الأربعاء خلال استقباله وفد مجلس الشيوخ الأميركي أن "عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً والكثير من العقبات قد ذلِّلت"، وهو ما عمّمته أيضاً أوساط ميقاتي.

المساهمون