موعد موحد في أربعة ميادين عراقية لتظاهرات ذكرى "انتفاضة تشرين"

26 سبتمبر 2022
يحيي العراقيون الذكرى الثالثة لاندلاع تظاهرات أكتوبر (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

يستعدّ ناشطون ومتظاهرون عراقيون للنزول إلى الشارع، في الذكرى الثالثة لاندلاع تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، التي يصنفها مراقبون على أنها "انتفاضة"، عمّت مدن جنوب ووسط العراق وبغداد.

واتفق المتظاهرون من مختلف مدن وسط وجنوب البلاد، بمشاركة من ناشطي محافظتي صلاح الدين وديالى، على الخروج في احتجاجات تحمل مطالب شعبية أساسية، أهمها حصر السلاح المتفلت ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وكان تحالف "قوى التغيير"، وهو المظلة الجامعة لمعظم الأحزاب والكيانات السياسية والتجمعات الشبابية التي أسست بعد التظاهرات العراقية، قد اجتمع الجمعة الماضية في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، وأعلن أنه سيشارك في الاحتجاجات لمنع طمس ذكرى تظاهرات تشرين، ومنع استمرار استيلاء السلاح على السياسة، وفقاً لبيان موحد كان قد صدر عقب الاجتماع.

وأفادت مصادر من تنسيقيات الاحتجاجات العراقية، بأن "التظاهرات التي ستنطلق في الأول من أكتوبر المقبل، ستكون هي الأكبر من بين سلسلة الاحتجاجات، عقب انتهاء تظاهرات تشرين مطلع عام 2021 بشكل نهائي، وستشارك فيها معظم الفعاليات الشبابية والمنظمات والأحزاب الجديدة، من ضمنها بعض الأحزاب الوطنية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي".

وأضافت المصادر في تعليقات لـ"العربي الجديد"، أن "التظاهرات ستنطلق في أربعة ميادين ضمن ثلاث محافظات، وهي ساحات النسور والتحرير في بغداد، والصدرين في النجف، والحبوبي في الناصرية بمحافظة ذي قار"، مؤكدة أن "تنسيقيات الاحتجاج العراقي أجمعت على أن تكون التظاهرات المقبلة بأعداد كبيرة جداً، في سبيل تذكير الفصائل المسلحة والمليشيات الموالية لإيران بأن الحراك الشعبي لم يتراجع".

من جهته، قال الناشط السياسي وعضو حركة "وعي" سهيل هاتف، إن "الاحتجاجات هي الوسيلة السلمية التي يملكها العراقيون الذين يرفضون كل أشكال الهيمنة المسلحة على القرار السياسي، بما في ذلك الأحزاب التقليدية التي لا تزال تستخدم المحاصصة الحزبية والطائفية في طريقة تشكيل الحكومات وتوزيع المناصب".

وأكمل هاتف حديثه مع "العربي الجديد"، أن "جميع القوى السياسية الجديدة وجماهيرها ستشارك في الاحتجاجات المقبلة، ولا مشكلة في أن تُشارك جماهير التيار الصدري، بشرط ألا تستحوذ وتسيطر على الحراك الشعبي مثلما حدث في مناسبات سابقة".

بدورها، لفتت إيناس العزاوي، وهي ناشطة عراقية تشارك في الاحتجاجات، إلى أن "الشعارات التي جرى الاتفاق عليها لا تختلف عن الشعارات التي رفعها المحتجون، لأن مبادئ انتفاضة تشرين ذاتها ولم تتغير، وسيكون الهتاف لرفض التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، إضافة إلى محاسبة القتلة، ومنع استمرار العبث بالأمن العراقي من خلال سلاح المليشيات".

وأشارت الناشطة لـ"العربي الجديد"، إلى أن "تظاهرات الأول من أكتوبر المقبل لن تتوسع، لأن الوضع الأمني والسياسي لا يسمح بتحويلها إلى اعتصامات"، معتبرة أن "الاحتجاجات الشعبية والنقمة قد تتجدد في أي لحظة، لأن كل أسباب الاحتجاج لا تزال موجودة، وأن القوى السياسية لم تصلح نفسها نهائياً، بل إنها مستمرة في السيطرة على السلطة بطرق غير قانونية".

واندلعت التظاهرات العراقية في 1 أكتوبر 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه.

وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً، في وقت لم تُحاسَب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.

المساهمون