قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، اليوم الخميس، إن موسكو لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تعزز وحداتها العسكرية في سورية.
وقال لافرينتييف في حديث لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية، إن "هناك معلومات... عن أن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في شمال شرق سورية، وكذلك في التنف التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ فترة طويلة"، على حد قوله.
وللولايات المتحدة عشرات القواعد والنقاط في شمال شرق سورية، أكبرها قاعدة التنف الواقعة في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، وهي تتبع للتحالف الدولي ضد الإرهاب، وتضم قوات من عدة بلدان.
ونشرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مقاتلات F-22 Raptor من قاعدة لانغلي الجوية بالولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، واصفة إياها بأنها "أفضل طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في العالم" لمواجهة تصرفات روسيا.
وأمس الأربعاء، اتهم قائد العمليات بسلاح الجو الأميركي أليكسوس غرينكويتش، القوات الروسية بتشجيع طياريها على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد مخاطر الحوادث والصراع في سورية.
وفي إحاطة مرئية للصحافيين، قال اللواء غرينكويتش إن الطائرات الروسية تواصل تعريض القوات الأميركية للخطر من خلال انتهاك بروتوكولات خفض التصعيد في سورية عدة مرات في اليوم.
وأضاف أنه "رغم التحذيرات السابقة فإن العدوان الروسي قد تفاقم"، مبيناً أن المقاتلات الروسية المحملة بالذخيرة تنتهك أحيانًا ثلاث أو أربع مرات المجال الجوي للقوات الأميركية في يوم واحد.
وأردف: "هذا الصباح فقط شاهدنا مثالاً لانتهاك طائرات روسية، حيث دخلت مجالنا الجوي في وقت مبكر من هذا الصباح بتوقيت سورية، وحدثت مثل هذه الانتهاكات بالأمس واليوم السابق".
روسيا تسلم أنقرة ودمشق مشروع خريطة طريق لتطبيع العلاقات
من جهة أخرى، كشف لافرينتييف، في ختام الجولة الأخيرة من المحادثات حول سورية في أستانة، أن موسكو سلمت أنقرة ودمشق مشروع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقال لافرينتييف: "بعد لقاء وزراء خارجية الدول الأربع، وضع الجانب الروسي على عاتقه إعداد المشروع للاتفاق عليه. هناك مثل هذا المشروع، وتم تسليمه للأطراف المعنية، أي لتركيا ودمشق، وكذلك للجانب الإيراني".
وأكد أن المشروع قابل للتعديل، حيث "يمكن إدخال تعديلات حسب ما يرونه هم... وهي قد تكون مختلفة عن المشروع الأصلي الذي اقترحه الجانب الروسي"، حسب تعبيره.
وكان وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري قد وجهوا على أثر لقائهم في موسكو في 10 مايو/ أيار الماضي، بإعداد مشروع خريطة طريق لتطبيع العلاقات التركية السورية. وفي 20 يونيو/ حزيران الجاري، انعقد في أستانة لقاء نواب وزراء خارجية، حيث تمّ النظر في هذه المسألة.
وفي وقت سابق، حدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، القضايا ذات الأولوية بالنسبة إلى خريطة الطريق، ومن بينها مهام استعادة حكومة النظام السوري السيطرة على كامل أراضي البلاد، وضمان أمان الحدود السورية التركية، واستبعاد إمكانية شن هجمات عابرة للحدود، وغيرها من الإجراءات.