موسكو لا تؤكد القمة بين بوتين وجونغ أون وتتحدث عن مناورات عسكرية محتملة

05 سبتمبر 2023
من لقاء بين الزعيمين في جزيرة روسكي في شرقي روسيا العام 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

رفضت روسيا، الثلاثاء، تأكيد معلومات أوردتها واشنطن حول قمة قريبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لبحث مبيعات أسلحة من بيونغ يانغ إلى موسكو في حربها ضد أوكرانيا، لكنها تحدثت عن احتمال إجراء مناورات عسكرية مشتركة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "كلا، لا يمكننا تأكيد ذلك"، رداً على سؤال حول ما إذا كان كيم سيلتقي بوتين قريباً. وأضاف "ليس لدينا ما نقوله حول هذه المسألة".

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الاثنين، أن البلدين يبحثان احتمال تنظيم مناورات عسكرية مشتركة.

وقال الوزير، كما نقلت عنه وكالة تاس، "نبحث ذلك مع الجميع بما يشمل كوريا الشمالية. لم لا؟ إنهم جيراننا".

وكان البيت الأبيض أعلن، الاثنين، أن كيم جونغ أون ينوي التوجه إلى روسيا لكي يبحث مع بوتين مبيعات أسلحة.

وندد أيضا بالزيارة التي قام بها شويغو إلى كوريا الشمالية، في نهاية يوليو/ تموز، حيث حضر عرضاً عسكرياً الى جانب كيم جونغ أون "في محاولة لاقناع بيونغ يانغ ببيع ذخائر مدفعية لروسيا".

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون: "كما سبق أن حذّرنا علناً، فإنّ مفاوضات الأسلحة بين روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تتقدّم بشكل حثيث".

وأضافت لوسائل إعلام "لدينا معلومات مفادها أن كيم جونغ أون يتوقّع أن تتواصل هذه المحادثات لتشمل حواراً دبلوماسياً في روسيا على مستوى القادة".

عقوبات

وأوردت "نيويورك تايمز" أنّ بوتين يريد الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية. من جهته، يريد كيم الحصول على تقنيات متقدمة للأقمار الاصطناعية والغواصات، بالإضافة إلى مساعدات غذائية.

ترى واشنطن أن مثل هذه الاتفاقات في مجال التسلح "ستنتهك قرارات مجلس الأمن" التي تفرض عقوبات على كوريا الشمالية.

وقال مسؤولون أميركيون أيضاً للصحيفة، إن كيم سيتوجه على الأرجح في قطار مدرع خلال الشهر الحالي إلى فلاديفوستوك في روسيا بالقرب من كوريا الشمالية للقاء بوتين.

تستضيف فلاديفوستوك، من 10 إلى 13 سبتمبر/ أيلول، المنتدى الاقتصادي الشرقي الذي ضم السنة الماضية ممثلين عن 68 دولة.

وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية، لوكالة فرانس برس، إن عناصر عدّة "تشير" إلى أن المناقشات بين بيونغ يانغ وموسكو، بشأن عمليات مستقبلية لتسليم الأسلحة، تتقدم.

وأضاف: "أي شكل من أشكال التعاون بين كوريا الشمالية والدول المجاورة يجب أن يتم بطريقة لا تخلّ بالأعراف الدولية والسلام".

وكان الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أعرب، الأربعاء، عن قلقه إزاء التقدم السريع في هذه المفاوضات حول شحنات الأسلحة المستقبلية من بيونغ يانغ إلى موسكو، ودعا النظام الشيوعي إلى "وضع حد" لهذه المناقشات.

وكشف كيربي أن "هذه الصفقات المحتملة ستؤدي إلى حصول روسيا على كميات كبيرة" من الأسلحة، خصوصاً ذخيرة للمدفعية، بالإضافة إلى مواد خام لصناعات الدفاع.

من جهتها، أضافت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن هذه الأسلحة "ستستخدم ضد أوكرانيا".

"حتمي"

نادراً ما يسافر الزعيم الكوري الشمالي إلى خارج البلاد. فإلى جانب رحلاته إلى سنغافورة وفيتنام، في عامَي 2018 و2019، لحضور اجتماعات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قام كيم جونغ أون بأربع زيارات للصين. وسبق للرئيس الكوري الشمالي أن التقى بوتين في فلاديفوستوك العام 2019.

وكانت واشنطن أعلنت، الأسبوع الماضي، أن كوريا الشمالية زودت روسيا صواريخ وقذائف، في العام 2022، استخدمتها مجموعة فاغنر في أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان، الأسبوع الماضي، في الأمم المتحدة، في بيان مشترك، أنّ أي اتفاق لزيادة التعاون الثنائي بين روسيا وكوريا الشمالية سيعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عقد صفقات أسلحة مع بيونغ يانغ، وهي قرارات أيدتها موسكو نفسها.

وأضافت الدول الأربع، أنه بعد زيارة شويغو لبيونغ يانغ، سافرت مجموعة أخرى من المسؤولين الروس إلى كوريا الشمالية لمتابعة المحادثات بشأن شراء الأسلحة.

وقال تشو هان بوم، الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني، إن العقوبات الدولية لن تمنع عمليات تبادل الأسلحة بين بيونغ يانغ وموسكو.

وأضاف أن روسيا وكوريا الشمالية "لا تشعران بالقلق" إزاء العقوبات، لأنهما تخضعان لها أصلاً، مشيراً إلى أن التعاون العسكري بين البلدين يبدو "حتمياً".

والشهر الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على ثلاثة كيانات متّهمة بمحاولة تسهيل عمليات بيع الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا.

وتبيّن أن هذه الكيانات مرتبطة بمواطن سلوفاكي كانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عليه عقوبات، في مارس/ آذار الماضي لتسهيله بيع أسلحة بين بيونغ يانغ وموسكو، بحسب وزارة الخزانة.

وبحسب المصدر نفسه، تواجه روسيا نفادا للذخيرة وخسارة في المعدات الثقيلة في أوكرانيا، ما يضطرها للّجوء إلى حلفائها الرئيسيين للحصول على مساعدة.

(فرانس برس)

المساهمون