موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فاجأت إسرائيل

موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فاجأت إسرائيل وخلطت الأوراق

07 مايو 2024
رحلة نزوح جديدة لكن هذه المرة باتجاه عكسي من رفح إلى مناطق شمالاً، رفح 6 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حكومة الاحتلال الإسرائيلي تفاجأت بموافقة حماس على وقف إطلاق النار في غزة، مما أثار ردود فعل إسرائيلية تضمنت هجوماً على معبر رفح وقصف مواقع بالقطاع، وسعت لإيجاد مبررات لرفض الصفقة.
- المفاوضات شهدت تطورات بظهور بنود جديدة في رد حماس غير متوقعة لإسرائيل، وقرار إسرائيلي بعدم إرسال وفد للمفاوضات في القاهرة اعتُبر خطأً أثر على معرفتهم بتفاصيل الصفقة.
- الإحباط يسود الجانب الإسرائيلي بسبب "خداع" الوسطاء في صياغة مسودة الصفقة دون شفافية، مما يضع إسرائيل أمام خيار صعب بين قبول المقترح لإنهاء الحرب أو رفضه وظهورها كطرف رافض للسلام.

إسرائيل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل من السلوك الأميركي

مسؤولون إسرائيليون: واشنطن لم تطلعنا على ما يكفي من المعلومات

مسؤول أميركي: لم تكن هناك مفاجآت

فوجئت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بموافقة حركة حماس على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مساء الاثنين، ولم يمض وقت قصير حتى بدأت هجوماً مكثفاً على معبر رفح، وقصفت عدة مواقع في قطاع غزة، كما تسارعت ردود الفعل الإسرائيلية التي حاولت إيجاد مبررات لرفض الصفقة، تارة بزعم أن رد حماس "مجرد ألاعيب"، وتارة أخرى بأنّ موافقتها ليست على النسخة ذاتها التي اقترحتها إسرائيل.

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار لموقع والاه، اليوم الثلاثاء، إن إعلان حماس فاجأ الحكومة الإسرائيلية، وأشاروا إلى أن إسرائيل تلقّت الرد من الوسطاء بعد حوالي ساعة فقط من نشر الحركة موقفها على الملأ. ووفقاً للموقع العبري، عندما قرأ الإسرائيليون ردّ حماس، "فوجئوا باكتشاف العديد من البنود الجديدة فيه، والتي لم تظهر في الاقتراح الإسرائيلي الذي قدّمته مصر وقطر لحماس قبل نحو عشرة أيام".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "بدا أنه اقتراح جديد تماماً"، بينما قال اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين إنه عندما كان وفد حماس في القاهرة، في الأيام الأخيرة، قدّم المصريون اقتراحاً جديداً دون تنسيقه مع إسرائيل. وذكر مصدر مطّلع لم يسمّه الموقع، أن الولايات المتحدة دعت إسرائيل للمفاوضات التي جرت في القاهرة، لكن الإسرائيليين قرروا عدم إرسال وفد إلى مصر.

واعترف مسؤول إسرائيلي بأنّ عدم إرسال وفد كان قراراً خاطئاً وحدّ من قدرة إسرائيل على معرفة ما يجري في المفاوضات. وادّعى مسؤولون إسرائيليون أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، وعدداً آخر من كبار المسؤولين الأميركيين الضالعين في المفاوضات، عرفوا بشأن مقترح الصفقة الجديد، ولكنهم لم يبلّغوا إسرائيل بذلك. وأضاف الإسرائيليون أنّ الصياغة النهائية للاقتراح جرت صباح أمس الاثنين في الدوحة بعلم إدارة جو بايدن.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدّثوا للموقع إلى شعور إسرائيل بأنّ الأميركيين والمصريين والقطريين "خدعونا"، عندما صاغوا مسوّدة صفقة جديدة ولم يتصرفوا "بشفافية" مع إسرائيل. وقال اثنان منهم إن شكاً كبيراً يساور إسرائيل بأنّ إدارة جو بايدن قدّمت ضمانات لحركة حماس، من خلال الوسطاء المصريين والقطريين، بأن تؤدي الصفقة إلى وقف الحرب.

وأجرى بيرنز ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت محادثة هاتفية، صباح أمس، بشأن الصفقة، ومع هذا فوجئ غالانت أيضاً لدى إعلان حماس موافقتها على المقترح، بعد ساعات من تلك المحادثة.

وعمم مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بياناً، ليل الاثنين الثلاثاء، أشار فيه إلى أن المقترح الذي وافقت عليه حماس لا يلبّي مطالبها.

وجاء في البيان: "قرر كابينت الحرب بالإجماع أن إسرائيل تواصل العملية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس، بغية الدفع نحو الإفراج عن مخطوفينا وتحقيق أهداف الحرب. وفي موازاة ذلك، وعلى الرغم من أن مقترح حماس بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية، سترسل إسرائيل وفداً إلى الوسطاء من أجل استنفاد امكانية التوصل إلى اتفاق بشروط ستكون مقبولة لإسرائيل".

ردّ حماس خلط الأوراق

بدورها، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أنّ رد حماس فاجأ إسرائيل، ونقلت عن مصدر أجنبي مطّلع على تفاصيل الصفقة، لم تسمّه، قوله إن "المقترح هو ذاته مع تغييرات طفيفة"، مضيفاً أن "الكرة الآن في ملعب نتنياهو".

ونقلت الصحيفة تقديرات جهات ضالعة في المفاوضات، لم تسمّها، أن إسرائيل ستجد صعوبة في الرفض التام للمقترح، على الرغم من الخلافات. ونقلت عن مسؤول مطّلع على المفاوضات قوله "إذا كان نتنياهو يريد صفقة، فهذه إلى حد كبير الصفقة الأفضل التي يمكن توفيرها الآن".

في سياق متصل، اعتبر الصحافي والمعلق في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية آفي يسخروف أنه على الرغم من أن المقترح المصري - القطري لم يكن مقبولاً منذ البداية لدى إسرائيل، إلا أن رد حماس الإيجابي "خلط الأوراق من جديد، لتنتقل الكرة مجدداً إلى الملعب الإسرائيلي. وسيتوجّب الآن على حكومة إسرائيل وعلى رأسها رئيسها بنيامين نتنياهو اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان في نيتها الرد بإيجاب على المقترح والموافقة على إنهاء الحرب أو رفضه والظهور أمام العالم على أنها هي التي رفضت إنهاء الحرب".

واعتبر الكاتب أن موافقة إسرائيل ستمثل نصراً لحركة حماس، "ليس في عيون العالم العربي فحسب، ولكن حتى في نظر إسرائيل"، وأن "رئيس حماس في غزة يحيى السنوار غيّر نظرة العالم إلى الفلسطينيين، وجعل دولة إسرائيل تبدو مريضة في عيون الكثيرين".

خيبة أمل من السلوك الأميركي

وذكر "والاه" أنّ إسرائيل تشعر بالإحباط وخيبة الأمل من السلوك الأميركي في المفاوضات بشأن الصفقة، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين كبار، لم يسمّهم، قولهم إنّ إدارة بايدن كانت على علم بالاقتراح الجديد المتعلّق بالصفقة التي تفاوضت عليها مصر وقطر مع حماس في الأيام الأخيرة، لكنها لم تطلع إسرائيل على ما يكفي من المعلومات قبل إعلان حماس قبولها للاقتراح.

الصورة
دبابة إسرائيلية تقتحم معبر رفح وجيش الاحتلال يرفع أعلام إسرائيلية في المكان (إكس)
دبابة إسرائيلية تقتحم معبر رفح وجيش الاحتلال يرفع أعلاماً إسرائيلية في المكان (إكس)

ورفض مسؤول أميركي كبير هذه التصريحات، وفقاً للموقع ذاته، وقال إنّ مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية على اتصال وثيق مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن هذه القضية، مضيفاً "لم تكن هناك مفاجآت".

وأضاف الموقع أنّ الطريقة التي سارت بها الأمور في الأيام الأخيرة خلقت في إسرائيل شعوراً بالحسرة وخيبة الأمل والشك تجاه الدور الأميركي في المفاوضات حول صفقة المحتجزين، الأمر الذي قد يزيد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويؤثر على مستقبل الجهود للإفراج عن المحتجزين.

وقال المسؤول الأميركي، الذي لم يسمّه الموقع، إنّ التفاوض بشأن الصفقة عملية معقّدة للغاية لأنها تتم من خلال وسطاء في القاهرة والدوحة. وأضاف أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ إسرائيل أجرت المفاوضات بدافع حسن نية وأنّ العرض الذي قدمته إسرائيل في نهاية إبريل/ نيسان كان "الأكثر سخاءً" حتى الآن، وتابع قائلاً: "من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، على حماس ببساطة إطلاق سراح المختطفين".

وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله، مساء الاثنين، إنّ الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة. وأضاف المسؤول أنّ المسؤولين الأميركيين يركّزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان في رفح، مشيراً إلى أنّ الإسرائيليين لا ينفذون ذلك على ما يبدو.