مواجهات في شمال كوسوفو.. وصربيا تضع جيشها بحالة تأهب قصوى

26 مايو 2023
اندلعت المواجهات إثر تعيين رؤساء بلديات من أصل ألباني (فرانس برس، الأناضول)
+ الخط -

استخدمت الشرطة، الجمعة، الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة من صرب كوسوفو، تجمعوا أمام مبان للبلدية في شمال كوسوفو، بعد أن ساهمت الشرطة في تعيين رؤساء بلديات من أصل ألباني، إثر انتخابات مثيرة للجدل.

وشاهد صحافي، في وكالة فرانس برس، عدداً من السكان الصرب الذين احتشدوا عند سماع صفارة إنذار، عادة ما تطلق رداً على وجود لشرطة كوسوفو، اشتبكوا مع العناصر في بلدة زفيكان ذات الغالبية الصربية. وأُبعدوا في نهاية المطاف.

وفي مقاطع فيديو مختلفة نُشرت على الإنترنت، أمكن أيضاً سماع طلقات نارية وقنابل صوتية.

وقد وصلت عربات الإسعاف إلى المكان، حيث أصيب نحو 10 أشخاص بجروح طفيفة، جراء "قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع، كما أصيبوا بجروح ظاهرة في الوجه"، حسبما قالت مساعدة رئيس المستشفى المحلي دانيكا رادوميروفتيش لوسائل إعلام محلية.

وأصيب خمسة شرطيين بجروح طفيفة، جراء "أدوات ثقيلة وقنابل صادمة" ألقيت في اتجاههم، وفق شرطة كوسوفو.

وأضافت أنّ "أضراراً مادية لحقت بأربع عربات رسمية. إحداها أضرمت فيها النيران... كما سمعت أصوات إطلاق نار في الجوار".

وأكدت شرطة كوسوفو، في وقت سابق، أنّ عناصرها يرافقون رؤساء البلدية المنتخبين لدخول المبنى. وذكرت شبكة "آر تي أس" العامة، أنّ شرطة كوسوفو استخدمت أيضاً الغاز المسيل للدموع في بلديتي زوبين بوتوك ليبوسافيتش.

الجيش الصربي في حال تأهب

ووضعت صربيا المجاورة جيشها في حال تأهب قصوى، وأمرته بالتحرك نحو حدود كوسوفو، حسبما صرح وزير الدفاع الصربي لوسائل إعلام محلية.

والجيش الصربي في حال تأهب مشددة على خلفية توترات مع كوسوفو تكررت في السنوات الماضية، كان آخرها في ديسمبر/ كانون الأول، بعد أن أقام الصرب حواجز احتجاجاً على اعتقال شرطي سابق.

أميركا ودول أوروبية تندد بأعمال العنف في كوسوفو

إلى ذلك، نددت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة بقرار كوسوفو الدخول عنوة إلى بعض المباني التابعة للبلدية في شمال كوسوفو، اليوم الجمعة، ودعت السلطات إلى التراجع وتهدئة الأوضاع.

وقالت الدول الخمس، في بيان مشترك نُشر على موقع الحكومة البريطانية الإلكتروني "نندد بقرار كوسوفو الدخول عنوة إلى المباني البلدية في شمال كوسوفو، بالرغم من دعوتنا لضبط النفس. ندعو السلطات في كوسوفو إلى التراجع على الفور ووقف التصعيد، والتنسيق الوثيق مع بعثة الاتحاد الأوروبي وبعثة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو".

وأضاف البيان "نعبر أيضاً عن قلقنا بسبب قرار صربيا رفع درجة تأهب قواتها المسلحة على الحدود مع كوسوفو، وندعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الخطاب التحريضي".

وتسجل اضطرابات متكررة في الجيوب الشمالية لكوسوفو، حيث ظل العديد من الصرب موالين لبلغراد، ولم يعترفوا أبدا بإعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد عن جارتها في عام 2008.

ويعيش في كوسوفو نحو 120,000 صربي، عدد كبير منهم في المناطق الشمالية الأربع.

وقاطعت الأقلية العرقية الصربية في كوسوفو الانتخابات المحلية في الشمال في إبريل/ نيسان، مما سمح للألبان بالسيطرة على المجالس المحلية، رغم نسبة إقبال على التصويت دون 3,5%.

وأيدت بلغراد مقاطعة الانتخابات، وتدفع نحو إقامة "رابطة بلديات صربية" هي نوع من الاستقلال الذاتي للأقلية الصربية، حيث غالبية السكان البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة هم من الألبان.

وأعلن الحزب الصربي الرئيسي من كوسوفو أنه سيكون هناك "رد حاسم" من الصرب إذا لم يتوقف "القمع" الذي يمارسه رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي.

وفي مارس/ آذار أخفقت كوسوفو وصربيا في توقيع اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بينهما، رغم أشهر من الدبلوماسية المكوكية لوسطاء من الاتحاد الأوروبي.

(فرانس برس، رويترز)