مواجهات القدس: مطالبات فلسطينية بحماية دولية والسفارة الأميركية تعرب عن قلقها

23 ابريل 2021
جنود إسرائيليون يعتدون على مواطنين مقدسيين خلال احتجاجات ليلية أمس (Getty)
+ الخط -

طالبت القوى والفصائل الفلسطينية والرئاسة والحكومة الفلسطينية بضرورة توفير حماية دولية، وأن يكون هناك موقف دولي وإسلامي عاجل، ردًا على ما جرى مساء الخميس من اعتداء على أهالي مدينة القدس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، أنّ "القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي خط أحمر"، وناشدت المجتمع الدولي لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من بطش المستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة "عن هذا التدهور الخطير".

من جانبه، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان العالمية، بإدانة تلك الاعتداءات، والعمل على توفير الحماية الدولية للمواطنين المقدسيين.

وأشاد اشتية، في منشور على "فيسبوك"، بـ"شجاعة أهالي مدينة القدس المحتلة، وتصديهم البطولي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإفشال مخططاتهم التي تستهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، قبلة المسلمين الأولى خلال الشهر الفضيل، بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر تمس بمشاعر المدافعين عن مقدساتهم".

في هذه الأثناء، قال وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية فادي الهدمي، في بيان، إنّ "الاعتداء الإسرائيلي تزامن مع انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية ما يشير إلى أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي"، داعيًا المجتمع الدولي لـ"التحرك السريع والفاعل لوضع حد لاعتداءات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية على المواطنين المسالمين".

إلى ذلك، طالبت حركة "فتح" بـ"موقف عربي وإسلامي عاجل للدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، خاصة في ظل هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة من قبل الاحتلال ومستوطنيه الهادفة إلى السيطرة على المدينة المقدسة وتصفية الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي فيها"، وفق بيان لها.

من جانبها، دعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إلى "تحويل الهبة الشعبية البطولية التي يخوضها أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة لانتفاضة شعبية عارمة، من أجل التأكيد على هوية وعروبة المدينة، والتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، ومن أجل فرض الإرادة الشعبية على الاحتلال، وتحويل عوامل الرفض الصهيونية لأي استحقاق وطني ديمقراطي في المدينة إلى معركة اشتباك مفتوحة معه".

واعتبرت الجبهة، في بيان، أن "استمرار تواطؤ بعض الأنظمة الرجعية العربية وتدخلهم الفج في الشأن الفلسطيني لصالح الاحتلال، وتورطهم في عمليات تسريب الأراضي والعقارات، تشجع الاحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى".

في هذه الأثناء، أكد "الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني" (فدا) على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف اعتداءاتها واعتداءات مستوطنيها سواء على المواطنين المقدسيين أو ممتلكاتهم أو المقدسات المسيحية والإسلامية.

بينما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لـ"جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" أحمد مجدلاني: "إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتهويد واستيطان مستمر بالقدس، هو إرهاب دولة منظم، ومحاولة بائسة من أجل تطبيق قوانينه العنصرية على العاصمة"، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد.

إلى ذلك، أكدت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" أن "المعركة الضارية التي يخوضها شبّان القدس اليوم دفاعاً عن هوية مدينتهم الفلسطينية وعروبتها هي النموذج الذي يجب أن يقتدي به الكلّ الوطني، والذي ينبغي أن يلقي كل الدعم والمساندة من قبل الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الوطنية".

ورأت الجبهة، في بيان، أن "ما يجري الآن في أحياء القدس وشوارعها من مواجهات باسلة مع شرطة الاحتلال وعصابات المستوطنين هو الرد العملي الملموس على محاولات إحياء صفقة القرن، وهو الشكل الذي من خلاله يمارس أبناء القدس السيادة على مدينتهم".

ردود فعل غاضبة في غزة

وفي قطاع غزة، نُظمت اليوم الجمعة فعاليات متعددة، رغم حظر التجول الرسمي، لنصرة القدس والشباب الثائر الذي يواجه المحتل الاسرائيلي والمستوطنين، وستستمر الفعاليات على مدار الأيام المقبلة بشكل فصائلي ووطني. 

ووجهت "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في بيان رسمي، رسالة للشباب المقدسي، وقالت إنّ "الشرارة التي تشعلونها اليوم ستكون فتيل الانفجار في وجه العدو المجرم، وحينها ستجدون كتائبكم ومقاومتكم حيث ينبغي أن تكون في قلب معركتكم تلقن العدو الدروس القاسية وغير المسبوقة بعون الله". 

وقالت الكتائب إنها تتابع عن كثب "الهجمة الصهيونية الإجرامية من قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين على المسجد الأقصى المبارك وأهلنا في مدينة القدس المحتلة"، وسمت تصدى المقدسيين للعدوان بأنها "انتفاضة مباركة". 

وفي رسالتها للاحتلال، قالت الكتائب: " نقول للعدو الذي يظن أنه يمكن أن يستفرد بأقصانا وأهلنا في القدس بألا يختبر صبرنا فقدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق". 

وسبق بيان القسام، بيان لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أشار فيه إلى أنّ ما يجري في القدس "تأكيد على عروبة وإسلامية وفلسطينية هذه المدينة، وأنها لا يمكن أن تخضع للاحتلال أو تقبل به وبسياساته الفاشية، فمعركة القدس هي معركة حضارية ومعركة هوية ووجود في هذه المدينة المباركة، وهي معركة إرادة بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال غاشمة". 

وقال هنية إنّ حركته" في قلب هذه المواجهة داخل المدينة وخارجها كما كل أبناء الشعب الفلسطيني"، مؤكداَ أنهم "مشاركون وداعمون ومساندون في مختلف المستويات والاتجاهات للتحركات". 

ولفت هنية إلى أنّ " القدس اليوم وفي الماضي والمستقبل تعبر عن ضمير شعبنا ووجدانه، وبوصلة لأحراره وأحرار أمتنا والعالم، وهي صورة نقية لطبيعة الصراع، وشعبنا سوف ينتصر في هذه الجولة كما انتصر في كل الجولات السابقة"، مذكراً بما حدث في معركة البوابات وغيرها "والذي كان صورة واضحة بأنّ القدس جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، وشعبها ثائر صامد صابر مرابط لديه من القوة ما يحقق إرادته ويمنع الاحتلال من فرض معادلاته". 

السفارة الأميركية تعلّق

وفي بيان باللغات الإنكليزية والعبرية والعربية، قالت السفارة الأميركية في القدس، إنها "قلقة بشدة" إزاء أحداث العنف.

وأضافت "نأمل من جميع الأصوات المسؤولة أن تعزز إنهاء التحريض والعودة إلى الهدوء واحترام سلامة وكرامة الجميع في القدس".

A Statement by U.S. Embassy Jerusalem: הודעה משגרירות ארצות הברית בירושלים بيان من سفارة الولايات المتحدة في القدس

تم النشر بواسطة ‏‎U.S. Embassy Jerusalem‎‏ في الجمعة، ٢٣ أبريل ٢٠٢١

وعادت ونصحت السفارة، الجمعة، موظفيها ورعاياها، بعدم الاقتراب من أماكن المواجهات التي تشهدها المدينة المحتلة.

وقالت السفارة في بيان اطلعت "الأناضول" عليه: "تدعو سفارة الولايات المتحدة بشدة مواطنيها بتوخي اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة وعيهم الأمني، والابتعاد عن أماكن المواجهات". وأضاف البيان: "تقع الحوادث الأمنية غالباُ دون سابق إنذار".

وأشار أن "هناك زيادة ملحوظة في الاحتجاجات وأعمال العنف في مدينة القدس بالقرب من البلدة القديمة ووسط المدينة وأجزاء من شمال وشرق القدس". وتابع: "تشمل حوادث العنف الأخيرة أعمال التخريب، ورشق الحجارة، وإحراق المركبات، والاعتداء على المارة".

موقف أردني

من جانبها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية التحريض و الاستفزازات التي قامت بها مجموعات يهودية متطرفة ليلة أمس في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.

وحمّلت الوزارة السلطات الإسرائيلية، القوة القائمة بالاحتلال، كامل المسؤولية لسماحها لهذه المجموعات بالوصول إلى البلدة القديمة.

المساهمون