- الشيخ فهد يوسف سعود الصباح يعود كنائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع والداخلية، في ظل غياب مجلس الأمة، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التحديات في السياسة الكويتية.
- التوترات والنقاشات النيابية ضد الشيخ فهد، خصوصاً بعد اعتقال الناشط مساعد القريفة، تعكس مدى الاحتقان السياسي وتوقعات بمزيد من التحديات والتغيرات في الكويت.
أدّى رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح والوزراء في الكويت، اليوم الأربعاء، اليمين الدستورية، أمام أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وذلك لمباشرة الحكومة الجديدة أعمالها. وتضم الحكومة الكويتية الجديدة، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي يشغل فيها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وكذلك وزير الدفاع ووزير الداخلية بالأصالة، وذلك بعدما كان أحد عناوين الأزمة السياسية الحالية في الكويت، والتي أفضت إلى حلّ البرلمان والتعليق الجزئي للدستور.
الشيخ فهد يوسف سعود الصباح أبرز العائدين
وتأتي الحكومة الكويتية الجديدة وهي الـ46 في تاريخ البلاد، والثانية في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح منذ تقلّده منصبه حاكماً للبلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في ظل الغياب التام لمجلس الأمة الكويتي، للمرة الأولى في تاريخ الحياة السياسية في البلاد، منذ أول انتخابات أجريت بعد تحريرها من غزو العراق عام 1992. وكان أمير الكويت قد أعلن يوم الجمعة الماضي، بعد نحو شهر من الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 4 إبريل/نيسان الماضي، حلّ البرلمان، ووقف العمل ببعض مواد الدستور، وذلك لمدة لا تزيد عن أربع سنوات.
وكان أبرز العائدين إلى الحكومة الجديدة، المكوّنة من 13 وزيراً، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ووزيراً للداخلية بالأصالة، بعدما شغل منصب وزير الدفاع، ومنصب وزير الداخلية بالوكالة في الحكومة السابقة، وكان أحد عناوين الأزمة السياسية الحالية في الكويت، والتي أفضت إلى حلّ البرلمان والتعليق الجزئي للدستور.
تأتي الحكومة الجديدة في ظلّ الغياب التام لمجلس الأمة الكويتي
ووجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في خطابه يوم الجمعة الماضي، الذي أعلن فيه حلّ البرلمان وتعليق بعض مواد الدستور، نقداً قاسياً لسلوك أعضاء مجلس الأمة، بعد تلويح عدد من أعضاء المجلس بالاستجوابات، في حال إعادة تكليف وزراء في الحكومة الجديدة، من دون أن يسمي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح بالاسم. لكن الشيخ مشعل اعتبر تصرف النواب في ما يتعلق بالتلويح بالاستحوابات تعدّياً على الصلاحيات الدستورية لأمير للبلاد، في مخالفة صريحة للدستور.
تصويب نيابي على وزير الداخلية
كما ساهم اعتقال وزارة الداخلية الناشط السياسي والمرشح لانتخابات البرلمان أخيراً، مساعد القريفة، في 23 إبريل/ نيسان الماضي، وإحالته من قِبل النيابة العامة إلى السجن المركزي وحبسه مدة 21 يوماً، على ذمة التحقيق في قضية "أمن دولة"، على خلفية ما تضمّنه خطابه خلال موسم الانتخابات، وتسبب في زيادة حدة الاحتقان والتصعيد السياسي من قِبل أعضاء مجلس الأمة، ضد وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح.
ساهم اعتقال وزارة الداخلية الناشط السياسي مساعد القريفة، في زيادة الاحتقان والتصعيد السياسي ضد وزير الداخلية
ويوم الخميس الماضي، وهو اليوم الذي سبق خطاب أمير الكويت بحلّ البرلمان، ووقف بعض مواد الدستور، عقد تسعة نواب بالبرلمان الكويتي اجتماعاً في مكتب النائب عبد الهادي العجمي في مجلس الأمة. وبحسب مصادر نيابية شاركت في هذا الاجتماع، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنه تمّ البحث في الاجتماع عن تنسيق تقديم استجواب إلى الشيخ فهد يوسف الصباح في حال عودته إلى منصب وزير الداخلية.
وبعد الاجتماع، صرّح العجمي حول أهمية تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات بالانسجام مع مُخرجاتها، مُستنداً إلى المادة الـ57 من الدستور الكويتي، وهي المادة التي تستوجب إعادة تشكيل الحكومة "عند بدء كل فصل تشريعي لمجلس الأمة"، أي بعد الانتخابات مباشرة. وأشار إلى أن المذكرة التفسيرية تشرح بوضوح أن التشكيل الحكومي يجب أن يكون وفقاً لاتجاهات وعناصر المجلس الجديد، وبيّن أن اجتماع النواب جاء حتى لا تغيب هذه الفكرة عن رئيس مجلس الوزراء، وأنه في حال "عودة أي عنصر غير مرغوب فيه من الشارع الكويتي"، فإنهم "ملتزمون باتخاذ صلاحياتهم الدستورية كافة"، في إشارة إلى استخدام "أداة الاستجواب" للإطاحة بالوزراء.
تصريحنا الصحفي نيابة عن النواب المجتمعين اليوم في مكتبنا بمجلس الأمة. pic.twitter.com/Vk11MDJLuT
— ا.د عبدالهادي العجمي (@DrAbdulhadiAjmi) May 9, 2024
بعد ذلك، أعلن ممثل "تجمع ثوابت الأمة" (السلفي)، النائب بدر الداهوم، انضمامه إلى النواب التسعة، ورفضه على وجه التحديد عودة الشيخ فهد يوسف الصباح إلى الحكومة.
اضم صوتي مع الإخوة النواب التسعة وسبق أن وجهت رسالة لرئيس الوزراء بحسن اختيار حكومته وفقاً لنتائج الانتخابات ومخرجاتها التي قال الشعب فيها كلمته من خلال الصناديق ،
— د. بدر زايد الداهوم (@DrBaderALdahoom) May 9, 2024
وأخص بالذكر #فهد_اليوسف الذي أحيل للتقاعد لعدم كفاءته في العسكرية ولما لمسنا منه فشل واضح وهدم لقيم الشرع والقانون…
من جهته، شرح النائب أنور الفكر، أحد المُشاركين في الاجتماع النيابي، في تصريح صحافي، في المركز الإعلامي بمجلس الأمة، مُشكلته مع وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، وذكر يومها عدداً من الملفات والقضايا، من بينها "سحب الجنسية الكويتية" التي أساء فيها الوزير استخدام القانون، وأنها يجب أن تخضع إلى القضاء وليس إلى مزاج الوزير، مُشدداً على كون الأخير يتبنى السياسات العنصرية في إدارة هذا الملف، ولمّح إلى مساءلته السياسية في حال عودته إلى الحكومة من جديد.
المؤتمر الصحفي للنائب / أنور الفكر
— أنور الفكر (@AnwarAlFicker) May 9, 2024
9 مايو 2024 pic.twitter.com/lvIciB6Vz0