في خطوة هي الأولى من نوعها، قالت وسائل إعلام عراقية كردية، الجمعة، إن طائرات تركية ألقت منشورات باللغتين الكردية والتركية على مناطق حدودية عراقية، ضمن محافظة دهوك بإقليم كردستان، تدعو مسلحي حزب "العمال الكردستاني" إلى الاستسلام، أو العودة إلى أهاليهم قبل أن يلاقوا مصير العناصر السابقة من مسلحي الحزب، الذين قضوا خلال الأشهر الأخيرة على يد الجيش التركي.
وتواصل قوات تركية برية وجوية، منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، عمليات واسعة النطاق وعلى عمق يصل لنحو 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، تستهدف مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لائحة الإرهاب، والذي ينشط في البلدات العراقية الحدودية ويستخدمها كنطاق انطلاق لشن اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.
وتستهدف عمليتا "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، المتواصلتان للأسبوع الثالث على التوالي، عدة مناطق أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، ونجحت لغاية الآن في القضاء على العشرات من مسلحي حزب العمال وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة لهم.
وقالت وكالة "دراكا مازي"، المعنية بتغطية أخبار إقليم كردستان العراق وتبث بعدة لغات، أن طائرات تركية ألقت منشورات في مناطق بلدتي (شيلادزي) و(كاني ماسى) ضمن مدينة العمادية، التابعة لمحافظة دهوك.
ونقلت الوكالة عن مصادر، لم تسمها، أنّ المنشورات كانت باللغتين التركية والكردية، وتحث في مجملها مسلحي حزب "العمال الكردستاني" على "الاستسلام والعودة لأهاليهم"، داعية إياهم لـ "الاستسلام للعدالة وتسليم أنفسهم للسلطات والمحاكم لغرض العودة إلى حياتهم الطبيعية".
طائرات تركية تلقي منشورات باللغة الكوردية والتركية على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني الـ PKK!
— Darka Mazi Arabic (@DarkaMaziArabic) May 21, 2021
تابعونا على تلغرامhttps://t.co/yynijV9c9jhttps://t.co/tNe2slSX0q pic.twitter.com/zhggOWvRdO
ومما جاء في المنشورات "ألم يحن الوقت لأن تقولوا لمن استغلوكم منذ أعوام ويأكلون ما لذّ وطاب ويعيشون في رفاهية: قف/كفى! "، وأيضاً "انظر لمن استسلم وعاد لحضن عائلته الدافئ ويمضي حياته بفرح وسرور، واجعله مثالاً لك واقتدِ به"، وكذلك "امض حياتك المتبقية في حضن عائلتك وأحبابك، فأبواب الحياة السعيدة مفتوحة أمامكم"، وأيضاً "لا تصرّ على الخطأ، ولا تتأخر في تسليم نفسك للعدالة! فدولتنا رقيقة القلب رحيمة!".
في السياق ذاته، قال مدير ناحية جمانكي، شمال محافظة دهوك، الند أمير، إن طائرات تركية شنت سلسلة غارات، الجمعة، على أهداف ومواقع مختلفة في أطراف البلدة التي ينشط فيها مسلحو حزب العمال الكردستاني.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن أمير قوله، إن "القصف لم يسفر عن خسائر بالأرواح، ولكن هنالك أضرار مادية وحرائق بمزارع الفلاحين"، مبيناً أن "سكان القرى كانوا قد نزحوا منها بسبب القصف المستمر، ولكنهم يذهبون إليها للعمل الزراعي"، وأضاف أنه "بسبب تواجد عناصر حزب العمال ضمن حدود هذه المناطق والقرى، فإن الطائرات التركية تقوم بالقصف بشكل مستمر".
وحول تطورات العملية التركية الجارية في بلدات ومناطق حدودية عراقية، قال الخبير بالشأن الأمني أحمد الجاف، إن القوات التركية حققت تقدماً جديداً على مستوى الجغرافيا في سيطرتها على مناطق جبلية في متين وزاخو وسوران، وترتب على ذلك تراجع واضح لعناصر حزب العمال.
وأضاف الجاف في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الخسائر التي تكبدها مسلحو الحزب، خلال الأسابيع الأخيرة، كانت كبيرة على مستوى الأفراد وكذلك مخازن العتاد التي تم تدميرها، متوقعاً "صيفاً صعباً على مسلحي حزب العمال بفعل العمليات التركية التي تهدف لمنع الحزب من تنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية".