مندوبة واشنطن الأممية: الهجوم على محطة زابوريجيا النووية هدد روسيا وأوروبا

04 مارس 2022
المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد (Getty)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن، الجمعة، جلسة طارئة لنقاش الاتهامات المتعلقة باستهداف روسيا محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا. ودعت لعقد الاجتماع كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج وفرنسا وألبانيا وأيرلندا.

وحول محطة زابوريجيا للطاقة النووية والحريق الذي اندلع حولها، عبّرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، عن القلق البالغ الذي يشعر به الأمين العام أنطونيو غوتيريس، وقالت: "ما فهمناه هو أن الحريق أثر على منشأة تدريب وليس على نظام التبريد أو مركز الطاقة"، مؤكدة أن "العمليات العسكرية حول المواقع النووية وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية ليست فقط غير مقبولة ولكنها غير مسؤولة، وأنها تتعارض مع القانون الدولي الإنساني".

ومن جهته قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن معلومات وصلت إلى الوكالة مفادها بأن "بعض الصواريخ قد أصاب مبنى مجاورا للمجمع الذي فيه ستة مفاعلات، واندلع حريق تمكنت طواقم الإطفاء من إخماده. وقد تأكدنا من خلال اتصالاتنا المباشرة بالجهات المنظمة للمنشآت، من عدم حصول أي أضرار لأي منظومة خاصة بالأمن أو السلامة، كما لم تتضرر المفاعلات نفسها، فقط المبنى (المجاور) الذي اشتعل".

وشدد على أنه وعلى الرغم من استمرار العمليات حول المفاعلات وداخلها لضمان سلامتها إلا أن "الوضع ليس اعتيادياً عندما تتولى قوات عسكرية مسؤولية (الحفاظ) على الموقع".  وشدد على أن منظمة الطاقة على تواصل دائم مع السلطات الأوكرانية الحكومية والنووية والرقابية ومع الشركة التي تشغل المنشآت النووية والمشغلين على الأرض.

وأعرب عن استعداده للسفر بأقرب وقت ممكن إلى تشيرنوبل "للتشاور مع النظراء الأوكرانيين والقوات التي استلمت زمام الأمور للتوصل لإطار ثابت بحيث يتم احترام المبادئ الأساسية المتعلقة بالأمن والسلام، بما فيها سلامة المنشآت". وأشار إلى أن السلطات الروسية والأوكرانية تقيم اقتراحه حاليا.

ومن جهتها قالت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، "إن هجوم روسيا عرّض أكبر محطة نووية في أوروبا للخطر وهدد أوكرانيا وروسيا وأوروبا". ودعت روسيا لسحب قواتها من المحطة والسماح بنقل وعلاج المصابين ولكي يصل المشغلون بشكل كامل للموقع والتمكن من التواصل مع المفتشية والتناوب على العمل لضمان تشغيل المحطة بشكل آمن وباستمرار.

وأكدت على أنه يجب أن يسمح للمهندسين الأوكرانيين والمطافئ بتقيم الضرر ولا سيما لأنابيب توريد المياه". ثم شددت على أنه "لا يمكن أن تصبح المرافق النووية جزءا من هذا الصراع، استمرار إمدادات الكهرباء بشكل آمن ضروري وكذلك الوقود والديزل". ثم قالت "يجب أن تُضمن الممرات الآمنة، وعلى روسيا أن تتوقف عن أي استخدام إضافي للقوة قد يعرض المفاعلات للخطر".

أما السفير الروسي، فاسيلي نبنزيا، فوصف اجتماع اليوم بأنه "محاولة من سلطات كييف لإثارة هستيريا مصطنعة بشأن ما يحدث في أوكرانيا". وأنكر أن تكون قوات بلاده قد شنت هجوما على المحطة ووصف ذلك بالكذب والحملة غير المسبوقة. وقال "هل تتخيلون أن تضرب القوات الروسية المحطة النووية وينشأ عن ذلك حريق؟... تخضع المنطقة والمناطق المحيطة للسيطرة الروسية منذ الـ28 من شهر فبراير".

وأضاف "إثر المفاوضات مع المسؤولين عن المحطة توصلنا إلى اتفاق بشأن انتقالها لسيطرة القوات الروسية، والهدف هو عدم السماح بقيام متعصبين أوكرانيين أو غيرهم من المجموعات الإرهابية باستغلال الوضع لشن هجوم إرهابي، وكذلك من أجل ضمان سلامة المحطة وعدم وقف إمدادات الكهرباء لأوكرانيا وأوروبا".

وتحدث عن وجود خبراء روسيين متخصصين بما في ذلك في نظم التشغيل والنظم التقنية للمحطة والوضع مشابه لمحطة تشيرنوبيل. وقال إن الأمن تضمنه القوات الروسية والمشغلون الأوكرانيون للمحطة.

وحول حيثيات الحادثة قال "إن دورية روسية تعرضت لهجوم من مجموعة أوكرانية، لحمل الدورية على إطلاق النار والرد في منطقة تتجاوز حرم المحطة، وأثناء تلك العملية لم يكن أي من مشغلي المحطة في مركز التدريب ولم تقع إصابة بينهم كما ادعت ممثلة الولايات المتحدة وما زالوا يعملون، كما أن معدل الإشعاع بالنسب المسموح بها وكل المنطقة خاضعة للسيطرة الروسية والأمن مضمون بشكل كامل والعمل يتم بشكل اعتيادي".

يذكر أن هذا الاجتماع الطارئ يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تعقد بشكل طارئ لنقاش الوضع في أوكرانيا، ولم يصدر عنه أي بيان أو شيء مشابه. ومن المفترض أن يجتمع المجلس الإثنين لسماع إحاطة حول الأوضاع الإنسانية. وتناقش الدول الأعضاء حاليا مشروع قرار حول تقديم المساعدات الإنسانية، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم التصويت عليه الإثنين أو في وقت لاحق من الأسبوع.