منتدى سانت بطرسبرغ.. بوتين يولّي وجهه نحو الشرق لكسر العزلة الغربية

07 يونيو 2024
بوتين على هامش منتدى سانت بطرسبرغ في روسيا، 6 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- روسيا توجه جهودها لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول خارج النفوذ الغربي كالصين والسعودية، ردًا على العقوبات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا، مما يشير إلى تحول كبير في سياستها الخارجية.
- منتدى سانت بطرسبرغ للاستثمار يشهد مشاركة متزايدة من دول غير غربية في ظل غياب المستثمرين الغربيين، ما يعكس توجه روسيا نحو تنويع شراكاتها الاقتصادية والبحث عن فرص جديدة.
- الاقتصاد الروسي يسعى للتغلب على تحديات العقوبات من خلال تعزيز التجارة والاستثمار مع "الدول الصديقة"، مع التأكيد على استخدام العملات الوطنية في التجارة لتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.

في ظل العزلة التي فرضتها عليها الحرب، تتجه روسيا باقتصادها الذي يبلغ حجمه تريليوني دولار لعمالقة مثل الصين والسعودية وربما لزيمبابوي وأفغانستان في منتدى سانت بطرسبرغ للاستثمار الرئيسي الذي أطلقه القياصرة في الأساس ليكون نافذة على أوروبا. فقد أثارت الحرب في أوكرانيا أوسع اضطرابات في علاقات روسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وفرضت العقوبات الغربية ثورة في العلاقات الاقتصادية الروسية قليلا ما تحدث.

ومنذ وضع بطرس الأكبر أسس الدولة الروسية الحديثة وجعل سانت بطرسبرغ عاصمة لها في أوائل القرن الثامن عشر، نظر حكام روسيا إلى الغرب بما هو مصدر للتكنولوجيا والاستثمار والأفكار. إلا أن حرب أوكرانيا عام 2022 أجبرت الرئيس فلاديمير بوتين على التحول بنظره نحو آسيا وبقية العالم غير الغربي وسط ما يقول الكرملين إنه يصل لمستوى الحصار الاقتصادي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين. ولم تفلح العقوبات الغربية في اجتثاث الاقتصاد الروسي، وعززت موسكو علاقاتها مع الصين والقوى الإقليمية الكبرى في الشرق الأوسط وفي أنحاء أفريقيا وأميركا اللاتينية.

ومن غير الواضح حجم الأموال التي قد تكون هذه البلدان على استعداد لاستثمارها في الاقتصاد الروسي وما هي التبعات المحتملة. كما لم يتم الإعلان عن أي صفقات ضخمة حتى الآن. لكن المسؤولين الروس يقولون إن هذه مجرد بداية وإن العلاقات مع الغرب دُمرت لعقود قادمة.

45 مسؤولاً أجنبياً في منتدى سانت بطرسبرغ

ويشارك في منتدى سانت بطرسبرغ رئيسا بوليفيا وزيمبابوي، بالإضافة إلى 45 مسؤولا أجنبيا من بينهم وزير الطاقة السعودي ووزير التجارة العماني ومسؤول كبير في طالبان. وغاب عن المنتدى المستثمرون الغربيون والبنوك الاستثمارية الذين كانوا في الماضي يتدفقون إليه للظفر بحصة من الثروة المعدنية الهائلة في روسيا صاحبة أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في أوروبا. ولم ترصد رويترز أي مشاركة من شركات غربية كبرى في المنتدى.

التنين الصيني

في مؤشر يعكس تطورات المرحلة، كان جناح ألفا بنك عبارة عن تنين صيني ضخم مزين بأحرف صينية مع تأكيد على أن ألفا هو "أفضل بنك للأعمال التجارية مع الصين". كما تجول وفد من حركة طالبان التي لا تزال محظورة رسميا في روسيا، بين الأجنحة. واستقطبت حركة طالبان في الأصل عناصر من المقاتلين الذين تمكنوا بدعم من الولايات المتحدة من صد القوات السوفييتية في الثمانينات. ويتمحور المنتدى حول عبارة "الأساس لعالم متعدد الأقطاب هو خلق نقاط نمو جديدة".

الصورة
وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان يحضر منتدى الاستثمار الرئيسي، سانت بطرسبرغ 6 يونيو 2024 (Getty)
وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان يحضر منتدى الاستثمار الرئيسي، سانت بطرسبرغ 6 يونيو 2024 (Getty)

وفي حين أظهر الاقتصاد الروسي متانة في مواجهة العقوبات الغربية الصارمة، تواصل الأسعار تسجيل ارتفاعات وسط تضخم الإنفاق الدفاعي. وبالقيمة الدولارية، عاد الاقتصاد لنفس الحجم الذي كان عليه قبل عقد من الزمان، ويجد بوتين نفسه في حلقة مفرغة من حرب اقتصادية مع الغرب الذي تفوق قوته المالية بواقع 25 مرة على الأقل قوة روسيا على أساس الناتج المحلي الإجمالي الاسمي. والتقى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال المنتدى بمسؤول الطاقة الرئيسي في إدارة بوتين وهو نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك. وصرح نوفاك بأن "الدول الصديقة" تحصل على الغالبية العظمى من صادرات بلاده النفطية وأن تكلفة نحو 70% منها يتم دفع ثمنه بالعملات الوطنية.

(رويترز)