منافسا نتنياهو يحاولان وضع اللمسات النهائية على اتفاق للإطاحة به

31 مايو 2021
سيتولى بينت رئاسة الحكومة بالتناوب مع يائير لبيد ( Getty)
+ الخط -

 سعى منافسا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إلى وضع اللمسات النهائية على تشكيل ائتلاف وحدة يطيح نتنياهو، بينما يتوقع معلقون اندلاع معركة مريرة في الفترة القادمة.
وحظي زعيم المعارضة يائير لبيد، أمس الأحد، بدعم القومي المتشدد نفتالي بينت لتشكيل حكومة "تغيير" تضم أطرافا مختلفة أيديولوجيا.
ويجب أن يتم الاتفاق، الذي سيتولى بموجبه بينت رئاسة الوزراء أولا في تناوب مع لبيد على المنصب، في موعد نهائي أقصاه منتصف ليل الأربعاء.

ونتنياهو (71 عاما) هو الشخصية السياسية المهيمنة في جيله، وليس لدى خصومه الكثير من القواسم المشتركة، بخلاف رغبتهم في الخروج من ظله ومن فترة اضطراب سياسي غير مسبوقة شهدت إجراء أربعة انتخابات غير حاسمة في غضون عامين.
وعلى أمل أن ينزع عن بينت ويمينيين آخرين رفضوا مساندته المصداقية، وصف نتنياهو ما فعلوه بأنه "احتيال القرن" الذي سيعرض إسرائيل للخطر، فيما اتسم رد لبيد بالتحفظ.
وقال في خطاب بثه التلفزيون: "بعد أسبوع من الآن، يمكن لدولة إسرائيل أن تدخل عهدا جديدا. ستنعم فجأة بقدر أكبر من الهدوء. سيذهب الوزراء لأعمالهم دون تحريض، دون كذب، ودون محاولة بث الخوف طوال الوقت".
ومع من أن لبيد وصف بينت قائلا "صديقي، رئيس الوزراء المكلف"، وعبر عن أمله التوصل إلى اتفاق معه قبل الأربعاء، فقد حذر قائلا "لا تزال هناك العديد من العقبات في طريق تشكيل حكومة جديدة".
وفي صباح اليوم التالي لتحرك بينت ضد خصمه اليميني، انقسمت التعليقات السياسية في إسرائيل بشأن كل شيء، عدا فكرة إقصاء نتنياهو.
وكتبت سيما كادمون بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "حدث أمس أمر لا يمكن المبالغة في أهميته. تهيأت فرصة حقيقية (..) حكومة بديلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"

لكنها أضافت "لم ينته الأمر بعد. تلوح أيام طويلة سيفعل فيها نتنياهو قطعا كل شيء لتحويل الزخم".
ويواجه نتنياهو مشكلات أخرى، على رأسها قضية فساد متهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي اتهامات ينفيها جميعها.

 انتخب نتنياهو للمرة الأولى رئيسا للوزراء في 1996، وعاد للسلطة في 2009 ليظل في المنصب لأكثر من عقد.
وخرجت صحيفة "إسرائيل هيوم" الموالية لنتنياهو وهي تحمل عنوانا رئيسيا ضخما يقول إن بينت وجدعون ساعر، وهو يميني آخر في محادثات مع لبيد، في "خدمة اليسار".
وأبقى نتنياهو الباب مفتوحا أمام اليمينيين الذين قد ينشقون، وأصر على أنه لا يزال قادرا على تشكيل الحكومة المقبلة.
وإذا فوت لبيد وبينت الموعد النهائي المقرر يوم الأربعاء لتشكيل ائتلاف حاكم، فيمكن للكنيست اختيار مرشح لتشكيل ائتلاف جديد. وإن أخفق الجميع تجري البلاد انتخابات خامسة.
لكن مصدرا مطلعا على محادثات تقاسم السلطة بين بينت ولبيد قال إن "تقدما كبيرا" تحقق صوب التوصل إلى اتفاق نهائي، على الرغم من خلافاتهما السياسية. وأضاف المصدر "ما يوحدهما أكثر بكثير مما يفرق".
ويريد كل من بينت، وهو وزير دفاع سابق، ولبيد، وهو وزير مالية سابق، الاستثمار في قطاعي التعليم والصحة، والتصدي لأي مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد-19.
وأيد بينت ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، لكن حلفاءه المحتملين الذين يميلون إلى اليسار قد يدعون "للتنازل عن أراض للفلسطينيين".
وأشار المصدر المطلع على المحادثات إلى أن بينت ولبيد اتفقا على وضع تلك القضية جانبا، وقال "لن تكون هناك عمليات ضم، ولن يكون هناك انسحابات بموجب وضع نهائي".
و"الوضع النهائي" مصطلح دبلوماسي لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي توقفت المفاوضات بشأنه في 2014.
ولم يطرأ تغير يذكر على أسواق المال الإسرائيلية اليوم الاثنين، حيث استقر سعر الشيقل عند 3.25 أمام الدولار.
وبمجرد تشكيل ائتلاف حاكم، سيتوقع المستثمرون إقرار ميزانية الدولة لعام 2021. وتستخدم إسرائيل حاليا نسخة معدلة بشكل متناسب من ميزانية 2019، التي كانت قد أُقرت في منتصف 2018، بسبب المأزق السياسي المستمر منذ عامين.
(رويترز)

المساهمون