تبنت منصات إعلامية تابعة لفصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران، بياناً أصدرته مليشيا أطلقت على نفسها اسم "ألوية الوعد الصادق"، وأعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض أمس السبت، مؤكدة أنه حصل من خلال طائرات مسيَّرة انطلقت من داخل الأراضي العراقية. مع العلم أن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، نفى أمس علاقة الجماعة بالهجوم، وذلك بعد ساعات من إعلان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن اعتراض وتدمير "هدف جوي معادٍ، كان متجهاً صوب الرياض"، من دون توضيح نوع الهجوم على غير العادة ما إذا كان صاروخياً أو طائرات مسيَّرة.
تنبه القوات المسلحة اليمنية أنها لم تنفذ أية عملية هجومية ضد دول العدوان خلال ال24 ساعة الماضية.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) January 23, 2021
كما نؤكد أن من حقنا الطبيعي والمشروع الرد على دول العدوان طالما استمر العدوان والحصار وأن القوات المسلحة اليمنية تقوم بالإعلان عن أية عملية تنفذها بكل فخر وشرف واعتزاز.
ووفقاً لقناة "صابرين نيوز"، على منصة "تلغرام"، وهي الذراع الإعلامية لمليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، التي تتخصص بإعلان هجمات الكاتيوشا والعبوات الناسفة التي تستهدف المنطقة الخضراء ومطار بغداد الدولي وأرتال التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فإن الهجوم على الرياض انطلق "من الأراضي العراقية بواسطة طائرات FIX wing drone من نوع kamikaze، وبأيادٍ عراقية"، متحدثة عمّا أسمته "قاعدة توازن الردع الدولي".
ونقلت القناة نفسها بياناً لمليشيا أطلقت على نفسها اسم "ألوية الوعد الصادق"، بأنهم "أوفوا بوعدهم"، وأيضاً "أرسلوا طائرات الرعب المسيَّرة إلى قصر اليمامة"، فيما حمل البيان تهديداً أيضاً باستهداف مدينة دبي في الإمارات.
لكن خبيراً بشؤون الجماعات المسلحة في العراق، طلب عدم ذكر اسمه لقاء إدلائه بالمعلومات لأسباب وصفها بالأمنية، قال إن "المليشيا (ألوية الوعد الصادق) اسم مماثل لتسميات سابقة مثل أصحاب الكهف"، و"الأمر بالمعروف"، و"ربع الله"، و"قاصم الجبارين"، وكلها واجهات لـ"كتائب حزب الله"، وتستخدمها لاعتبارات داخلية في العراق تتعلق بالحكومة والقوى السياسية الشيعية التي تدفع نحو التهدئة".
واعتبر أن "الكتائب (كتائب حزب الله) لديها 6 مواقع تنتشر فيها على الحدود مع السعودية منذ عام 2018، ورفضت الانسحاب منها عدة مرات، رغم وجود حرس الحدود العراقي في المنطقة تلك، ولا وجود لأي خطر إرهابي، لكون المناطق تلك لم يصل إليها "داعش" أساساً منذ دخوله العراق عام 2014".
ويعيد إعلان الجماعات المسلحة الموالية لإيران حول تبنيها الهجوم الجديد على الرياض هجوماً سابقاً تعرضت له منشآت أرامكو السعودية مطلع سبتمبر/ أيلول 2019، ووجهت أصابع الاتهام إلى جهات عراقية بالوقوف وراء القصف من داخل العراق.
وتعتبر منطقة نقرة السلمان بين المثنى والبصرة، المقابلة لمنطقة حفر الباطن السعودية، أقرب النقاط من العاصمة السعودية، إذ لا تتجاوز المسافة 500 كيلومتر، على عكس المناطق الحدودية الأخرى بين البلدين المحاذية للأنبار غربي العراق، إذ ترتبط السعودية بحدود برية مع العراق تبلغ أكثر من 800 كم، بدءاً من الأنبار (غرباً)، وصولاً إلى أطراف محافظة البصرة المجاورة لمحافظة المثنى جنوبيّ العراق.
ولم تعلق أي من الجهات العراقية على الإعلان الجديد للمليشيات، لكن الخبير العسكري العراقي حاتم الفلاحي قال، لـ"العربي الجديد"، إنه "من ناحية عسكرية بات ممكناً جداً القصف من داخل الأرضي العراقية، ويمتلك "حزب الله العراقي" هذه الإمكانية".
وأضاف الفلاحي أن ""كتائب حزب الله" تمتلك طائرة الرقيب ثابتة الجناح القادرة على الوصول إلى تلك المناطق، وهي طائرة إيرانية بطبيعة الحال، إذ باتت المليشيا تمتلك بنىً عسكرية واستراتيجية ضخمة خلال الفترة الماضية، سمح وجودهم في جرف الصخر بتطوير إمكانات عالية، ومنها الطائرات المسيَّرة".
وأشار إلى أن "المسافة من أقرب نقطة عراقية على الحدود إلى العاصمة السعودية هي نحو 500 كم، بينما من اليمن لدينا أكثر من ألف كم في أفضل الأحوال".
واعتبر الفلاحي أن مليشيا "حزب الله" العراقية "باتت العصا الغليظة لإيران في العراق الذي أصبح بدوره بوابة لوصول الأسلحة الإيرانية لكل الجهات، سواء سورية أو لبنان أو اليمن، ومختلف جبهات الصراع الذي تشارك فيها إيران".
وحول الحكومة العراقية، أوضح الفلاحي أنها "غير قادرة على حماية المنطقة الخضراء من صواريخ الكاتيوشا، فكيف تقوم بحماية الحدود الدولية التي تمتد لمئات الكيلومترات".