ميليشيا عراقية/ تويتر
25 مارس 2021
+ الخط -

نظمت مليشيا مسلحة تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، ويصنفها مسؤولون أمنيون عراقيون على أنها إحدى واجهات جماعة "كتائب حزب الله"، إحدى أبرز المليشيات المرتبطة بإيران في العراق، استعراضا مسلحا، اليوم الخميس، لعناصرها في مناطق مهمة وسط العاصمة بغداد، إحداها بالقرب من وزارة الداخلية.

واستقدمت المليشيا سيارات رباعية الدفع تحمل أسلحة متوسطة وقاذفات صاروخية ومعدات عسكرية مختلفة، فيما اكتفت القوات الأمنية بمشاهدة ما يجري على غرار المواطنين الذين أغلق العديد منهم محالهم التجارية وقطعوا أعمالهم بعد إغلاق المليشيا عدداً من الطرق الرئيسة والفرعية، وبدأ عناصرها بالاحتكاك مع المواطنين بالشوارع أو في سياراتهم.

وتداول ناشطون صورا ولقطات فيديو تظهر العشرات من السيارات المحملة بالمسلحين، وهي تتجول في مناطق الكرادة والجادرية والدورة وطريق محمد القاسم وبالقرب من وزارة الداخلية، مع أسلحة متنوعة ويافطات تهدد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، والمسؤول بوزارة الداخلية، الفريق أحمد أبو رغيف، الذي يتولى التحقيق في عدد من قضايا الفساد بتكليف حكومي.

وأصدرت مليشيا "ربع الله"، بيانا تداولته وسائل إعلام محلية جاء فيه: "نحيي سواعد المجاهدين وبنادقهم التي جالت أرض العاصمة بغداد هذا اليوم في رسالة تهديد للأميركي وعملائه واطمئنان وقوة للمضحين والمجاهدين من أبناء هذا البلد العزيز، ونشد على أيدي الشرفاء من أعضاء مجلس النواب العراقي المطالبين بخفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي".

وحذر البيان جهات سياسية قال إنها "تتعمد تعطيل إقرار الموازنة من أجل الحصول على مكتسباتها الخاصة"، كما حذر من تسليم حصة إقليم كردستان العراق من الموازنة المالية.

وجاء في البيان كذلك: "لن نسكت طويلاً فيما إذا لم تتحقق مطالب الشعب، وبالخصوص أبناء المحافظات الجنوبية في فقرات هذه الموازنة وقد أعذر من أنذر".

ولم تعلق الحكومة العراقية أو أجهزة الأمن حتى الآن على هذه التطورات. 

في المقابل، نقلت قناة "صابرين نيوز"، وهي الذراع الإعلامية لمليشيا "كتائب حزب الله"، لقطات مصورة لاستعراض المليشيات في بغداد.

وهتف المسلحون، بعدما وصلوا إلى شارع فلسطين والكرادة والسعدون وشارع القناة، وهي مناطق تحت نفوذ مليشيا "كتائب حزب الله"، "يا يوم تريده ابو رغيف مجتف يايوم تريده"، وهو تهديد باللهجة العراقية باعتقال أبو رغيف، المعروف بعدائه للمليشيات.

وقالت مصادر أمنية من بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات ربع الله استعرضت بأسلحة متنوعة، وأشاعت أنها تظاهرت من أجل مطالب شعبية، ولكنها حركة سياسية بامتياز، ضد أبو رغيف الذي يستعد لشنّ حملة ضد عناصر المليشيات المعروفة لدى الحكومة العراقية، المتورطة في عمليات قتل وخطف وقصف للمنطقة الخضراء"، مشيرة إلى أن "الأمر العسكري الذي صدر صباح اليوم كان بعدم الاحتكاك مع هذه المليشيات إلى حين انتهاء استعراضها العسكري في بغداد".

من جانبه، قال الباحث العراقي غيث التميمي، إن "هذه المليشيات تريد بين فترة وأخرى إهانة الدولة العراقية والقانون، ومن ضمن أهدافها النيل من العراقيين لصالح الجارة إيران"، موضحاً في حديثٍ مقتضب مع "العربي الجديد"، أن "كتائب حزب الله صارت تمثل أخطر التهديدات الأمنية للعاصمة بغداد، بالرغم من كونها تستولي على القسم المالي في الحشد الشعبي، إلا أن لديها خلافات عميقة مع فريق الكاظمي الذي يمسك بزمام الحكومة".

 
المساهمون