قصفت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، مجددا مناطق جنوبي إدلب في شمال غرب سورية، ساعات بعد اجتماع في موسكو على مستوى نائبي وزيري الخارجية في تركيا وروسيا حول سورية، أكد أهمية مواصلة التنسيق في ما يخص هذا البلد، بينما أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، استعداد بلاده لأي طارئ في شمال سورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فضلت عدم كشف هويتها، أن قوات النظام السوري قصفت فجر وصباح اليوم بالمدفعية الثقيلة بلدات وقرى ضمن ريف إدلب الجنوبي، في إطار خروقاتها اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما استهدفت الفصائل بالقذائف الصاروخية مواقع لقوات النظام في كفرنبل جنوبي إدلب.
وحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد سقطت على بلدة كنصفرة الواقعة ضمن جبل الزاوية وحدها أكثر من 120 قذيفة، ما أدى لأضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
ووفق المصدر ذاته فقد هاجم مسلحون مجهولون فجر اليوم الجمعة بالأسلحة الرشاشة، حاجزاً لـ "هيئة تحرير الشام" في منطقة كفرلوسين شمال إدلب بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث جرت اشتباكات بين الطرفين، تسببت بسقوط جرحى من "تحرير الشام".
#المرصد_السوري قوات النظام تستهدف بلدة #كنصفرة في #جبل_الزاوية بأكثر من 120 قذيفة صاروخية ومدفعيةhttps://t.co/xGzuls5OVm
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) October 23, 2020
وقتل أمس مدني جراء قصف لقوات النظام على منطقتي البارة وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والذي تسبب أيضاً بوقوع 5 إصابات في صفوف المدنيين أثناء عملهم في جني محصول الزيتون.
وميدانيا أيضا، انتقل عدد من عناصر "الحرس الثوري" الإيراني، إلى محافظة إدلب، بعد دخولهم عبر العراق إلى الأراضي السورية، بحسب وكالة "الأناضول".
وأوضحت الوكالة، اليوم الجمعة أن 30 آلية عسكرية حملت 75 عنصراً من "الحرس الثوري" الإيراني وصلت من محافظة دير الزور إلى مناطق سيطرة النظام في الشمال السوري وتوجهوا الى خط الجبهة في إدلب للقتال إلى جانب قوات النظام.
وتنتشر في دير الزور بالقسم الخاضع لسيطرة النظام مليشيات "حزب الله العراقي"، و"النجباء"، و"فاطميون" و"لواء المنتظر" وغيرها من المليشيات العراقية والإيرانية، ويقودها جميعاً "الحرس الثوري" الإيراني.
في غضون ذلك، انتهى أمس الخميس، اجتماع في موسكو على مستوى نائبي وزيري الخارجية في تركيا وروسيا حول سورية، بالتأكيد على أهمية مواصلة التنسيق بما يخص قضايا هذا البلد.
وقالت الخارجية الروسية في بيانٍ لها إنه "تم التأكيد خلال اجتماع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره التركي سادات أونال على أهمية مواصلة بذل الجهود المنسقة بين روسيا وتركيا حول الوضع في سورية". وأضاف البيان، أن التنسيق مهم أيضا في إطار عملية أستانة، من أجل المساهمة في تحقيق حل شامل على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
من جهته، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، استعداد بلاده لأي طارئ في منطقة شمالي سورية، وبقاء قواته على أهبة الاستعداد. وقال آكار في كلمة له الخميس في العاصمة التركية أنقرة: "استطعنا من خلال عملياتنا العسكرية إفشال محاولة تأسيس ممر إرهابي شمالي سورية، لكن هل انتهت تلك المحاولات، بالطبع لا، لذا على قواتنا المسلحة أن تظل على أهبة الاستعداد تحسباً لأي طارئ"، وفق ما نقل عنه موقع "تركيا بالعربي".
وأكد الوزير التركي أن بلاده ستواصل مطاردة "التنظيمات الإرهابية" داخل حدود البلاد وخارجها.
وفي الآونة الأخيرة، تحدثت تقارير إعلامية عدة عن عرض موسكو على أنقرة تقليص وجودها العسكري شمال غربي سورية، وهو ما رفضته أنقرة، لكنها بادرت قبل أيام الى إخلاء أكبر نقطة عسكرية لها في مورك شمالي حماة الواقعة ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، فيما يعتقد انه بداية لتفكيك وسحب نقاط تركية أخرى معزولة ومحاصرة من جانب قوات النظام.