ملك الأردن يستقبل رئيس الوزراء العراقي في أول زيارة خارجية له

21 نوفمبر 2022
خلال لقاء الملك الأردني وولي عهده محمد شياع السوداني في عمان (الديوان الملكي)
+ الخط -

أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة عمّان، تناولت "آليات تعزيز التعاون الاقتصادي واستكمال المشروعات المشتركة بين البلدين". 

وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني، فإن العاهل الأردني أعرب عن "تمنياته لرئيس مجلس الوزراء العراقي بالنجاح في مهامه، واعتزازه بمستوى العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين، مؤكدا أهمية مواصلة التعاون الثلاثي مع مصر، باعتباره نموذجا للتكامل في المنطقة".

وأكد الملك عبد الله الثاني "حرص الأردن والعراق على تعزيز التعاون على المستويات كافة، لا سيما السياسية والاقتصادية، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية".

ولفت ملك الأردن إلى أهمية دور العراق في محيطه العربي والإقليمي، مشددا على أن "أمن العراق يعد ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها". كما تطرقت المباحثات إلى "قضايا المنطقة وأزماتها، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب، ضمن نهج شمولي". 

من جهته، أكد السوداني "حرص العراق على إدامة العلاقات المتميزة مع الأردن"، مشددا على استمرار التعاون المشترك في مختلف المجالات "لما فيه مصلحة الشعبين، وبما ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها".

وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، كما حضرها عن الجانب العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء إحسان العوادي، ومحافظ الأنبار علي الدليمي.

وكان السوداني قد وصل اليوم الإثنين إلى العاصمة الأردنية عمّان، في أول زيارة خارجية له بعد تسلّم رئاسة الحكومة العراقية، وحظي باستقبال رسمي من الملك وولي عهده.

مشاريع اقتصادية

وعن الزيارة، يقول الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، نضال الطعاني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن العلاقات بين الأردن والعراق "تاريخية ومتجذرة، ويمكن البناء عليها لمصلحة الشعبين والمنطقة كلها".

وأضاف أن زيارة السوداني "توضح حسن النوايا لمستقبل التعاون بين البلدين"، مؤكدا أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وضرورة التوسع بالتجارة البينية، خاصة في ظل الأوضاع العالمية المتعلقة بآثار الحرب على أوكرانيا، وآثار جائحة كورونا، والأمن الغذائي.

وأشار إلى أن التعاون في المشاريع الاقتصادية الكبرى "سيخدم البلدين مستقبلا، وربما دول المنطقة كمصر وسورية ولبنان". 

وحول أثر التباين بين مواقف القوى السياسية في العراق حول العلاقة مع الأردن، قال الطعاني إن التباين السياسي موجود، لكن المصلحة السياسية والاقتصادية للشعبين قد تطغى على التباين الموجود، مشيرا إلى أن "التغيرات السياسية قد تعيق أحيانا المشاريع الاقتصادية، لكن على الجميع العمل لمستقبل أفضل".

"مهام استراتيجية" في ظل الانقسامات

بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الحسين بن طلال، الدكتور حسن الدعجة، إن رئيس الوزراء العراقي "يحتاج إلى هذه الزيارة ليثبت للداخل والخارج أنه يقوم بمهام استراتيجية في ظل الانقسامات في العراق، خاصة بعد التباين في المواقف للقوى السياسية في الفترة الأخيرة، وهي مصلحة سياسية واقتصادية أردنية وعراقية".

وأوضح الدعجة، لـ"العربي الجديد"، أن "التعاون مع دول الجوار والوصول إلى عراق موحد سيدفع عجلة التنمية إلى الأمام، ويحد من الفوضى وعدم الاستقرار. تعزيز الوحدة الداخلية وتعزيز العلاقات مع دول الجوار يقوي الرئيس".

كما أشار إلى أن "الزيارة تأتي أيضا استكمالا لما بناه الرؤساء السابقون في إطار تعزيز العلاقات، والتضامن مع المحيط العربي من خلال المشاريع التي أطلقت في ما يعرف بالشام الجديد، والتي تضم العراق ومصر والأردن، ومنها المشاريع الاقتصادية الكبرى مثل الربط الكهربائي، وكذلك أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة، ومشروع أنابيب الغاز، وكذلك المشاريع الاقتصادية على الحدود بن البلدين". 

وكان مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية قد قال قبيل الزيارة لـ"العربي الجديد"، إن السوداني يعتزم إجراء زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية خلال الساعات المقبلة، برفقة وفد حكومي يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين العراقيين، حيث سيجري خلال الزيارة عقد اجتماعات مع عدد من المسؤولين الأردنيين.

وبيّن المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن زيارة السوداني تهدف إلى مناقشة الكثير من الملفات الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة الملف الأمني، وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين، وغيرها من القضايا التي تتعلق بالاستثمار والقضايا التي تمر بها المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي.

وبحسب المسؤول، فإن رئيس الوزراء سيبحث في الأردن ملف التعاون لاسترداد المطلوبين، والأموال المهربة، لوجود كثير من هؤلاء في العاصمة عمان، مشيراً إلى أن هذا الملف "سيكون محل اهتمام لدى السوداني خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأردنيين".

السوداني يزور الكويت وفرنسا ومصر ودولاً أخرى

ويعتزم السوداني إجراء جولات خارجية جديدة، ستشمل الكويت وفرنسا ومصر ودولاً أخرى خلال الأيام المقبلة، كما قال المسؤول. وتأتي هذه الزيارات من أجل كسب الدعم الدولي لحكومته، وكذلك توفير الدعم في ملفات الأمن والاقتصاد، والعمل على التعاون مع العراق لاسترداد المطلوبين والأموال المهربة.

من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن السوداني يسعى من هذه الزيارات إلى كسب الدعم الإقليمي والدولي بالملفات العراقية التي تحتاج إلى دعم من هذا النوع من ناحية الاقتصاد والاستثمار والأمن، وكذلك قضايا محاربة الفساد، والعمل على إعادة الأموال المهربة، وتسليم المطلوبين لدى القضاء العراقي في الكثير من البلدان.

وبيّن الفايز أن "السوداني يريد إيصال رسائل من خلال جولاته الخارجية بأن حكومته مع إقامة علاقات خارجية متوازنة مع الأطراف كافة، وهي ليست مع محور ضد محور آخر، إضافة إلى إظهار أن الحكومة العراقية تريد بناء علاقات مع الجميع وفق المصالح العليا للبلاد، وهو ما يعد من أبرز الرسائل التي سينقلها السوداني خلال اجتماعاته مع رؤساء البلدان التي ينوي زيارتها خلال الساعات المقبلة أو الأيام المقبلة".

وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية أن "العراق بحاجة إلى الدعم الإقليمي والدولي في الكثير من الملفات، وأن زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لبعض الدول تأتي لكسب الدعم، خصوصاً أن حكومته لاقت دعماً وترحيباً من مختلف دول العالم، وهو يريد ترجمة هذا الدعم، عبر اتفاقيات عديدة تخص الاستثمار والاقتصاد وغيرهما".

المساهمون