عادت وزارة الخارجية الأميركية وأعلنت من جديد عن مكافأة لمن يدلي بأي معلومة عن مكان وجود زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، في خطوة اُعتبرت رفضاً لمحاولات رفع تصنيف الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية.
وكان برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية قد أعلن، في شهر مايو / أيار عام 2017، عقب الإعلان عن تشكيل هيئة تحرير الشام التي تنشط في محافظة إدلب، عن مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تتعلّق بمكان وجود أحمد حسين الشرع (أبو محمد الجولاني).
وأشار الإعلان إلى أن الجولاني يتظاهر بالاهتمام بسورية، لكن الناس لم ينسوا جرائم "جبهة النصرة" بحقهم، وتضمّن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم المعلومات.
#الجولاني يتظاهر بالاهتمام بـ #سوريا لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه جبهة النصرة (هتش) بحقهم.
— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) November 24, 2020
إذا كان لديك معلومات عنه قد تحصل على مكافأة تصل إلى 10 #ملايين دولار، أرسل ما لديك إلى برنامج مكافآت من أجل العدالة عبر سكنال أو تلغرام أو واتساب على 0012022941037#مكافأة_للعدالة pic.twitter.com/n8axGpFhQU
واعتبر الباحث في مركز جسور وائل علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن إعادة الإعلان عن استمرار البحث عن الجولاني هي بمثابة رفض من الإدارة الأميركية لكل الجهود التي تقوم بها الهيئة وزعيمها في محاولة للخروج من التصنيف على قوائم الإرهاب العالمية.
وأضاف الباحث أن عمل الهيئة على تسويق نفسها على أنها قوة محلية لا تشكل أي خطر على أميركا ومصالحها وحلفائها في المنطقة، يضمن لها عدم الاستهداف من الولايات المتحدة الأميركية كفصيل، طالما أن عملها العسكري موجّه ضد قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
ولم يستبعد علوان أن تضيف الولايات المتحدة شخصيات أخرى من الهيئة ومن غيرها من الفصائل الموجودة في الشمال السوري على قائمة المطلوبين، ما دام التنظيم مصنفاً على قوائم الإرهاب.
ويعد الجولاني أحد أهم الشخصيات المصنفة على قوائم الإرهاب في سورية، إلى جانب قياديين في تنظيم "حراس الدين" المبايع لتنظيم "قاعدة الجهاد"، كما تصنّف الولايات المتحدة التنظيم الذي يرأسه على قوائم الإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة، زاد الجولاني من ظهوره الإعلامي. وبحسب ما نشرت وكالة "إباء" التابعة للهيئة، فإنه ظهر إعلامياً أخيراً ثماني مرات، حرص خلالها على الظهور إلى جانب المدنيين والمرضى، ووجهاء العشائر، بعيداً عن المواقع العسكرية.
وتسعى الهيئة إلى طرح نفسها كجسم معتدل من أجل الوصول إلى تسويات تحافظ على وجودها في إدلب، وبخاصة أن معظم عناصرها من السوريين، ولا يمكن طردهم من سورية أو القضاء عليهم كما حصل مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتحاول الهيئة في الآونة الأخيرة إبعاد القياديين والعناصر المتشددين عن الواجهة، وبخاصة الأجانب، كأبي اليقظان المصري وعبد الله المحيسني السعودي، كما جرى اغتيال آخرين ونسبت العمليات إلى مجهولين.
وتسيطر الهيئة على مدينة إدلب وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، وتُحكم سيطرتها على المنطقة من خلال ما تسمى بـ"حكومة الإنقاذ" التي تفرض إتاوات على السكان، وتتحكم بمعظم مفاصل الحياة وبالمعابر ومؤسسات الكهرباء والمياه والاتصالات والمخابز.