للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل الطائرات التركية المسيرة عمليات استهداف ناجحة لقيادات بارزة في حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لائحة الإرهاب في مناطق عدة شمالي العراق، ذلك في تطور جديد على مستوى العمليات العسكرية التركية المتواصلة منذ 23 من شهر إبريل/نيسان الماضي.
وكشفت مصادر كردية في إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، أن الضربات التركية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من قيادات "الكردستاني".
وأكد مسؤول عراقي كردي في مدينة دهوك ضمن إقليم كردستان والحدودية مع تركيا، لـ"العربي الجديد"، أن ما لا يقل عن سبعة عناصر قيادية بارزة في حزب "العمال الكردستاني" لقوا مصرعهم خلال الأسبوعين الماضيين بعمليات نفذتها طائرات تركية مسيرة طاولت مناطق قرب السليمانية وسنجار ودهوك"، كاشفاً أن العمليات تمت من خلال استهداف سياراتهم أو مقرات تواجدهم.
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن "من بين القتلى مسؤولا بارزا بالكردستاني ومطلوبا لأنقرة بتهمة عمليات إرهابية داخل تركيا، وفر للعراق قبل سنوات وقضى بضربة جوية قرب السليمانية مع اثنين آخرين الأسبوع الماضي".
كما كشف عن استهداف الطائرات التركية، هذا الأسبوع، القيادي بحزب العمال الكردستاني سرحد شنكالي، في منطقة جبل سنجار خلال تنقله بسيارة مع ثلاثة من مرافقيه، مرجحاً أنه لقي مصرعه بالهجوم.
ويعد جبل سنجار منطقة مغلقة لصالح "العمال الكردستاني" ولا يمكن لغيرهم الدخول، لذلك لا يمكن، بحسب المتحدث، التأكد مما أسفرعنه القصف فعلا.
كذلك استهدف القصف التركي سيارة تقل عنصرين بارزين من حزب "العمال" قرب بلدة سنكسر التابعة لمحافظة السليمانية ما تسبب بمقتلهما على الفور، بحسب المسؤول ذاته.
ورجح المسؤول العراقي الكردي أن تكون المخابرات التركية هي من تتولى عملية تصفية وملاحقة قادة حزب "العمال" داخل العراق في تكتيك جديد يهدف لإضعاف قدرات الحزب الذي تعرض لخسائر كبيرة على يد الجيش التركي في الأشهر الأخيرة.
في السياق ذاته، نقل موقع إخباري كردي مقرب من سلطات إقليم كردستان عن القيادي السابق في حزب "العمال الكردستاني"، فائق كولبي، شكوكه بوجود علاقة بين الاستهدافات الأخيرة والتعاون بين الاستخبارات التركية والاتحاد الوطني الكردستاني، ثاني أكبر أحزاب الإقليم والمتنفذ في مدينة السليمانية.
وتساءل كولبي "كيف بإمكان تركيا استهداف سيارات حزب العمال الكردستاني، في مناطق ماوات وبشدر من دون تنسيق؟".
وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية تم استهداف العديد من قادة وكوادر "العمال الكردستاني" ضمن حدود محافظة السليمانية.
ورجح أن "يكون حزب العمال على دراية بأن الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الطالباني) وراء ذلك ولا يريد التكلم عنه، أو يعتبر أن الوقت غير مناسب للحديث عن ذلك، أو ربما يتوقع أن هناك آخرين وراء ذلك؟".
في السياق ذاته، قال الصحافي المختص في الشأن الأمني والسياسي بإقليم كردستان العراق، أحمد الجاف، لـ"العربي الجديد"، إن "التكتيك التركي الجديد هو ضرب مفاصل الحزب المؤثرة ونجحت أنقرة في بناء شبكة تجسس ومعلومات مهمة داخل مناطق تواجد وأنشطة حزب العمال"، معتبراً أن "الطيران المسير بات أبرز أسلحة تركيا في العمليات الحالية".
وكشف عن أن الضربات التي استهدفت عناصر بارزة في الحزب شملت مناطق سيدكان التابعة لمحافظة دهوك، ومنطقتي ماوت وشدر التابعة للسليمانية وسنجار ضمن محافظة نينوى، والمنطقتان الأخيرتان بعيدتان عن مناطق التماس، مضيفاً "يمكن اعتبار القصف تطوراً من حيث عمليات تتبع مسلحي الكردستاني".
وأمس الخميس، جدّدت المقاتلات التركية قصفها لتحركات ومعاقل حزب "العمال" في قرى حدودية عدة، طاولت أبرزها مناطق ديرلوك وكاره.
وتنفذ القوات التركية منذ 23 من شهر إبريل الماضي، عمليات برية وجوية جديدة هي الثانية من نوعها منذ منتصف العام الماضي، ضد مسلحي حزب "العمال" المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان.
وأطلقت أنقرة على تلك العمليات اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل حيث ينشط مسلحو الحزب في تلك المناطق ويستخدمونها لتنفيذ اعتداءات "إرهابية" متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.