قُتل أربعة أشخاص تابعين للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، صباح اليوم الإثنين، بعد اختطافهم من مجهولين بساعات قليلة في ريف درعا جنوبي البلاد، ليرتفع عدد عناصر النظام المقتولين إلى خمسة في المحافظة خلال أقل من 24 ساعة، بينما واصلت قوات النظام حصار منطقة درعا البلد ومنعت دخول الإغاثة والمساعدات الإنسانية للعائلات المحتاجة في المنطقة.
وقال "تجمع أحرار حوران" الإعلامي إن الأهالي عثروا صباح اليوم على أربعة جثث على الطريق الواصل بين بلدتي الحراك وناحتة في ريف درعا الشرقي، مضيفاً أنها تعود لأربعة أشخاص اختطفوا من قبل مجهولين، مساء أمس الأحد، وهم من بلدة المسيفرة.
وذكر التجمع أن الجثث ظهر عليها آثار تعذيب شديدة وجرى نقلها إلى المستشفى الوطني في مدينة إزرع، مضيفاً أن الجثث تعود لأشخاص يعلمون ضمن الفرقة الرابعة بعد إجرائهم تسوية مع النظام السوري. وتابع أن جميعهم كانوا من المدنيين قبيل سيطرة النظام على المحافظة.
وبحسب التجمع، فإن من بين الأربعة المقتولين عبدالرحمن جمعة العلي، الملقب أبو عامر، وهو قائد مجموعة محلية تابعة للفرقة الرابعة في المسيفرة، سبق أن شاركت مجموعته في عمليات اقتحام ضد معارضين للنظام في عدد من بلدات درعا، وهو متهم بتجنيد العشرات من أبناء المنطقة للفرقة الرابعة.
وكان الناشط محمد الحوراني، قد قال في حديث مع "العربي الجديد" في وقت سابق اليوم إن مجهولين هاجموا مساء أمس القيادي في المجموعات المحلية التابعة للفرقة الرابعة عبد الرحمن العلي، واختطفوه إلى جهة مجهولة، مضيفاً أنه جرى اختطاف ثلاثة أشخاص آخرين كانوا برفقته.
وقال الناشط إن العملية وقعت في بلدة المسيفرة في ريف درعا الشرقي، مشيراً إلى أن "العلي" من أبناء المنطقة ويعمل على تجنيد الشبان لصالح مكتب الأمن التابع للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري. وكان قد تعرض سابقاً لمحاولتي اغتيال من قبل مجهولين على خلفية مشاركة مجموعته في عمليات اقتحام ضد معارضين للنظام في عدد من بلدات درعا.
وأفاد أيضاً بمقتل عنصر من الأمن العسكري التابع للنظام السوري بهجوم من مجهولين بسلاح رشاش بالقرب من المدرسة الثانوية وسط مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنه يبدو أن هناك عمليات انتقامية تجري خلال الفلتان الأمني الحاصل في درعا، وذلك تشير إليه عملية القتل الأخيرة، حيث تعرض العناصر لعملية تعذيب قبيل القتل، وهو ما لم يكن يحدث في وقت سابق، أو كان وقوعه نادرا.
ويأتي ذلك في ظل استمرار النظام السوري بدعم روسي في حصاره على منطقة درعا البلد في مدينة درعا لرفضها الرضوخ لشروط التسوية، كما تشهد عموم المحافظة فلتاناً أمنيا في ظل محاولات النظام بسط سيطرته الكاملة على المحافظة وإنهاء جميع مظاهر المعارضة.
ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء عملية الخطف والقتل حالها حال جميع العمليات التي شهدتها درعا خلال الأشهر الماضية، وأدت تلك العمليات إلى مقتل وجرح العشرات، سواء من عناصر سابقين في فصائل المعارضة أو مدنيين أجروا تسوية مع النظام السوري على خلفية ملاحقتهم من النظام، أو من المدنيين المتهمين بالتعامل مع قوات النظام.
الحصار مستمر
وقال "تجمع أحرار حوران" إن النظام السوري منع أمس الأحد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم من إدخال مساعدات إنسانية إلى منطقة درعا البلد، مشيراً إلى أن النظام يواصل حصار المنطقة منذ الرابع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي.
وجاء المنع تطبيقاً للإجراءات التي تتخذها اللجنة الأمنية التابعة للنظام بالاتفاق مع الجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة والمدعو "أسد الله". وبحسب التجمع، فإن عدد الأسر التي تحتاج للمساعدة في درعا البلد يقدر بـ11 ألف أسرة، وتحصل على مخصصات غذائية كل ثلاثة اشهر.
وقال مصدر للتجمع، إن معظم العائلات في درعا البلد لم تحصل على المساعدات المخصصة من برنامج الغذاء، والتي من المفترض أن تحصل عليها منذ 15 يوماً على الأقل، إذ يمنع النظام الهلال الأحمر من الدخول والتوزيع، والهلال هو الذي يشرف على توزيع المساعدات المقدمة من برنامج الأغذية.
وأضاف أن جزءاً من العائلات يتلقى المساعدة من الجمعيات التابعة للنظام السوري، ولكن تلك الجمعيات مراكزها خارج درعا البلد، ولا يستطيع المدنيون الوصول إليها اليوم خوفاً من تعرض قوات النظام لهم.
وبدأ النظام بحصار منطقة درعا البلد مباشرة بعد رفضها عرضا من الجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة، وكان العرض يطالب الأهالي بتسليم السلاح الخفيف الموجود بحوزتهم مقابل سحب النظام اللجان المحلية المسلحة التابعة له.
ويهدف النظام من ذلك إلى إخضاع المنطقة التي تعد مهد الثورة السورية، وإنهاء مظاهر المعارضة هناك، وكانت قوات النظام السوري قد عززت سابقا حواجزها في مدينة درعا عموما ومواقعها في محيط درعا البلد ودرعا المحطة التي تعد المربع الأمني للنظام.