قتل ثلاثة عناصر من "الجيش الوطني السوري" خلال اشتباكات مع عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) فجر اليوم الأحد، شماليّ محافظة حلب، فيما قتل قيادي من "قسد" بانفجار عبوة ناسفة شرقيّ سورية.
وذكر مصدر مقرب من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات شهدتها الجهة الجنوبية من مدينة عفرين فجر اليوم "الجيش الوطني" وعناصر متسللين من "قسد"، أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى من "الجيش الوطني"، جميعهم من فصيل "فرقة الحمزة"، فيما نشرت شبكات مقربة من "الجيش الوطني" أسماء القتلى.
وأضاف المصدر أن الاشتباكات جاءت بعد محاولة مجموعة من قوات "قسد" التسلل على المحاور الجنوبية لمدينة عفرين، مؤكداً أن الاشتباكات استمرت عدة ساعات، تخللها قصف من المدفعية التركية على مواقع قوات "قسد" في مدينة تل رفعت ومناطق أخرى شماليّ حلب.
وتشهد نقاط الجبهات التي تفصل بين قوات "قسد" و"الجيش الوطني" بشكل شبه يومي اشتباكات ومحاولات للتسلل منذ خمس سنوات، دون أي تغيّر في مناطق السيطرة، حيث تمتد الجبهة لأكثر من مئة كيلو متر من مدينة عفرين شماليّ حلب، وحتى مدينة جرابلس في الشرق.
مقتل قيادي في "قسد" جراء انفجار عبوة ناسفة
إلى ذلك، قتل قيادي من قوات "قسد" بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة كانت تقله على الطريق الواصل بين مدينة الرقة وبلدة عين عيسى.
وذكرت وكالة أنباء النظام "سانا"، أن عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق الواصل بين مدينة الرقة وبلدة عين عيسى انفجرت في أثناء مرور سيارة كان يستقلها قيادي في (قسد) وسيارة أخرى ترافقه، ما أدى إلى مقتله على الفور وإعطاب السيارة، دون الكشف عن هوية القيادي.
هجمات جديدة لـ"داعش"
في غضون ذلك، يواصل تنظيم "داعش" منذ نحو أسبوعين تنفيذ هجمات مركزة تستهدف قوات النظام السوري وقوات "قسد" والعاملين معها، وفق ما أطلق عليه التنظيم "غزوة الثأر للشيخين".
وذكرت وكالة "أعماق" المقربة من التنظيم، أن عناصر "داعش" فجروا أمس عبوة ناسفة استهدفت آلية لـ"قسد" على طريق قرية "حاوي الحصان"، في ريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى إعطابها. وأضافت الوكالة أن هذا الهجوم تزامن مع هجوم آخر وقع في منطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حيث استهدف عنصر من "قسد" بطلقات مسدس أدت إلى مقتله.
سبق ذلك هجمات متفرقة للتنظيم في أرياف دير الزور الشرقية والغربية والشمالية، استهدفت عاملين مع "قسد"، ووقعت إحدى هذه الهجمات بالقرب من قاعدة أميركية في ريف دير الزور الشرقي.
وتعرضت دورية عسكرية تابعة للمليشيات الإيرانية لهجوم من قبل عناصر تنظيم "داعش" عند مفرق قرية أرك على طريق تدمر- دير الزور في البادية السورية، ما سبّب خسائر بشرية في صفوف مليشيا "سيد الشهداء العراقية" المدعومة من إيران، حيث قتل 4 عناصر وأصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة نقلوا إلى مشفى باسل الأسد الوطني بتدمر، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيق المرصد 195 قتيلاً منذ مطلع العام الحالي، حيث قتل 104 من عناصر تنظيم "داعش" جراء غارات جوية روسية طاولت مناطق في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب، فيمل قتل 91 عنصراً من قوات النظام والمليشيات الموالية لها في 35 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، جرت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.
اغتيالات جديدة في درعا
وفي الجنوب السوري، قتلت امرأة برصاص مسلحين مجهولين في مدينة طفس غربي درعا.
وذكر "تجمع أحرار حوران"، أن السيدة صباح البردان كانت أمام منزلها عندما أطلق مسلّحون النار عليها مباشرةً، وهي والدة الشاب محمد إبراهيم الربداوي، أحد المطلوبين الستة الذين طالب نظام الأسد بتهجيرهم نحو الشمال السوري مطلع عام 2021.
كذلك أطلق مسلحون النار على قاسم محمد اليعقوب في بلدة محجة بريف درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة نُقل على أثرها إلى المشفى. ويعمل اليعقوب للأمن العسكري، وهو متطوع في الفرقة الـ 15، وفق "شبكة أخبار درعا وريفها".
وأصيب الشاب محمد منيف القداح بجروح جراء استهدافه بإطلاق نار مباشر خلال مشاجرة بين شبان في مدينة الحراك تطورت إلى استخدام الأسلحة الرشاشة، وفق شبكات محلية.
وقال "تجمع أحرار حوران"، اليوم الأحد، في تقرير شهري، إن محافظة درعا شهدت الشهر المنصرم ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال والاعتقال ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في يوليو/ تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
وأكد التقرير مقتل 65 شخصاً في محافظة درعا، بينهم 6 أطفال، وواحد قتل خارج المحافظة خلال شهر إبريل/ نيسان الماضي، لافتاً إلى أن من بين القتلى شخصين توفيا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، فيما قتل 5 نتيجة انفجار ألغام، وقضى معظم البقية جراء اغتيالات وعمليات قتل مباشر، عبر 44 عملية ومحاولة اغتيال.
ومن بين القتلى أيضاً، ضابط واحد في قوات النظام برتبة ملازم، وصف ضابط و7 عناصر آخرين، جميعهم قتلوا بواسطة إطلاق نار.
وعادة لا تتبنى أي جهة عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجل تحت اسم مجهول، بينما يتهم ناشطون النظام السوري والمليشيات الإيرانية بالوقوف خلف كثير من هذه العمليات التي تطاول غالباً معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
ووثق التجمع اعتقال 15 شخصاً من قبل قوات النظام في محافظة درعا خلال الشهر الماضي، لافتاً إلى أن أعداد المعتقلين في المحافظة أكبر من الرقم الموثق، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوفات أمنية.
ووثق أيضاً 6 عمليات خطف في محافظة درعا، حيث عثر على 4 من المخطوفين مقتولين بعد اختطافهم داخل المحافظة، و2 اختُطفا في أثناء ذهابهما إلى لبنان، وما زالا مجهولَي المصير حتى الآن.