قُتل ثلاثة أشخاص، فجر اليوم الاثنين، بينهم عناصر من "الجيش الوطني السوري" المعارض إثر عملية إنزال جوي للتحالف الدولي ضد "داعش" في قرية السويدية في ناحية جرابلس شمال شرقي حلب، في حين تضاربت الأنباء عن هوية المستهدف في العملية وانتسابه.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان على تويتر، اليوم الاثنين، أنها استهدفت قيادياً بارزاً في "تنظيم داعش" بشمال سورية، وجاء في البيان أن المستهدف هو "قائد كبير ومسؤول تخطيط ميداني" في تنظيم داعش وأنه "كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات في الشرق الأوسط وأوروبا".
وقال البيان "إن الغارة أسفرت عن مقتل الشخص المستهدف وشخصين مسلحَين، دون إصابات في صفوف الجنود الأميركيين أو تلف وإصابة أي طائرات لها خلال الإنزال، ودون سقوط قتلى أو جرحى بين المدنيين".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فضلت عدم ذكر اسمها، إن طائرات مروحية أميركية نفذت عملية إنزال، فجر الاثنين، في قرية السويدية الخاضعة للمعارضة السورية، ما أدى لمقتل شخص كان معتقلاً سابقاً في سجون "قوات سوريا الديمقراطية/قسد"، ومقتل اثنين من عناصر فصيل "صقور الشمال" التابع للجيش الوطني السوري المعارض.
وتضاربت الأنباء حول العملية، وقالت مصادر إن المستهدف هو "إبراهيم المعن" المعروف بلقب (دلهم) كان معتقلاً في سجون "قسد" وجاء وسكن في القرية بعد الإفراج عنه قبل 6 شهور.
لكن فصيل "صقور الشمال" قال في بيان له، بحسب ما نقله "موقع الخابور"، إن العملية استهدفت "عايد الهلال" وهو نازح من السفيرة منذ ستة أشهر ولا ينتمي للفصيل، مضيفاً "أثناء عملية الإنزال في ريف حلب استهدفت قوات التحالف الدولي اثنين من عناصرنا أثناء خروجهم لتفقد ما يحصل ما أدى لمقتلهما".
A US Central Command helicopter raid in northern Syria targeted a Senior ISIS Leader. pic.twitter.com/BoenvFfbmS
— U.S. Central Command (@CENTCOM) April 17, 2023
من جانبه، نقل "موقع تلفزيون سوريا" عن مصادر قولها إن قوات التحالف استهدفت في الإنزال منزل قيادي في "صقور الشمال" يدعى "أبو ضياء صقور"، وأضافت أن الاشتباكات أدت إلى مقتل عنصرين من الفصيل.
وفي الشأن ذاته قالت شبكة "نهر ميديا" إنّ الإنزال الجوي استهدف أيضاً منزل شخص آخر معروف باسم "أبي طالب السفراني"، وينحدر من منطقة سفيرة بريف حلب الشرقي، وبدورها قالت شبكة "فرات بوست" إن المستهدف هو "عايد الهلال" الملقب "أبو طالب" وأضافت أنه ينحدر من منطقة سفيرة بريف حلب الجنوبي، وسكن المنطقة منذ قرابة 6 أشهر بصفة نازح.
بدوره، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن العملية استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "داعش" وهو المدعو "أبو البراء"، وينحدر من بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي، وقد سكن ضمن مبنى في قرية السويدية منذ قرابة الشهر.
وأضاف المرصد أن الطائرات المروحية التابعة لقوات التحالف الدولي التي شاركت في عملية الإنزال انطلقت من قاعدة خراب عشك في ناحية عين العرب (كوباني)، ودارت اشتباكات عنيفة بعد عملية الإنزال تخللها قصف بصاروخين استهدفا المبنى الذي يسكنه المستهدف وانتهت العملية باعتقاله.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية أن الشخص المقتول في العملية "عايد الهلال" ليس هو المستهدف، بل المستهدف شخص آخر جرى اعتقاله أو قتله في العملية وأخذ جثته، وهو ما يقوم به التحالف عادة عندما يقتل قيادياً في التنظيم حيث يسحب جثته ولا يعرف مصيرها لاحقاً. موضحة أن جثة "عايد الهلال" بقيت في المكان، وعدم سحبها يؤكد أن المستهدف شخص آخر إما جرى اعتقاله أو فر من العملية أو أن العملية حصلت وفق معلومات لم تكن دقيقة.
وذهبت مصادر أخرى إلى أن المستهدف في العملية هو "معن أبو ضياء" وكان قيادياً سابقاً في تنظيم "داعش"، وبعد هروبه من منبج انتسب سراً إلى فصيل "صقور الشمال"، وأدت العملية إلى مقتل "إبراهيم شيخ موسى" الملقب "دلهم" وأخيه "أبو علي" وشخص ثالث اسمه "محمد السلطان" من أقارب "معن أبو ضياء".
وكان التحالف الدولي استهدف سابقاً قياديين وعناصر من تنظيم "داعش" في عمليات إنزال جوي بمناطق تخضع للمعارضة السورية، وأدت العمليات إلى مقتل أبرزهم "أبو بكر البغدادي" القائد الأسبق للتنظيم في سورية والعراق.
إجراء دوريات شمال شرق سورية
وبعيد عملية جرابلس، سيرت القوات الأميركية دوريتين في شمال وشرق سورية في دير الزور والحسكة.
وقال مراسل "العربي الجديد"، إن القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي سيرت دورية من قاعدة رميلان شمال شرقي سورية باتجاه قرى وبلدات ناحية القحطانية، وضمت الدورية مدرعات برادلي وسيارات عسكرية، ورافق الدورية عناصر من مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد".
وفي غضون ذلك، سيرت القوات الأميركية دورية استطلاع مؤلفة من 6 مدرعات إلى جانب عناصر من "قسد" في ناحية الحوايج وشحيل بريف دير الزور الشرقي، وكانت الدورية قد انطلقت من قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي.
وتأتي الدوريتان بحسب المراسل في إطار عمليات الاستطلاع والحماية التي تقوم بها قوات التحالف بشكل دوري في المناطق المحيطة بقواعدها في شمال شرق وشرقي سورية، وتعد قاعدة حقل العمر من أكبر قواعد التحالف في سورية إلى جانب قاعدة حقل كونيكو في دير الزور.