مقتل وإصابة عناصر للنظام السوري.. وحوادث قطع الرؤوس تعود إلى دير الزور

15 ديسمبر 2020
هجمات متفرقة طاولت عناصر النظام على عدة جبهات (فرانس برس)
+ الخط -

قتل وجرح عشرة عناصر من قوات النظام السوري، الليلة الماضية، بهجمات متفرقة من مجهولين طاولت مواقع في ريف القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل، وريف درعا جنوبي البلاد، وفي ريفي دير الزور والرقة شرقي وشمالي البلاد، في حين أجرى التحالف الدولي مناورات عسكرية في ريف دير الزور.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا مقرا لقوات النظام بعبوة ناسفة في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة القريب من الجولان السوري المحتل، جنوب غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر المقر وإصابة ثالث بجروح خطرة، مضيفة أن المقر يتبع لفرع "المخابرات الجوية" والذي يضم أيضا مقر "شعبة التجنيد" التابعة للنظام.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في وقت هاجم فيه مسلحون مجهولون أيضا عنصرا من قوات النظام في مدينة الحراك بريف درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.

وتشهد محافظتا درعا والقنيطرة، بشكل شبه يومي، هجمات من مجهولين على مواقع ودوريات لقوات النظام بالأسلحة النارية والعبوات الناسفة، الأمر الذي كبده خسائر بالأرواح والعتاد.

إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إن دورية لقوات النظام السوري وقعت في كمين نصبه مجهولون، يرجح أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، في بادية البويطة بريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى مقتل عنصرين على الأقل وإصابة آخرين، مضيفا أن عنصرين قتلا أيضا في هجوم آخر وقع على دورية من مليشيات "الدفاع الوطني" في بادية المسرب جنوب محافظة دير الزور.

وكانت بادية دير الزور الجنوبية قد شهدت أمس اشتباكات في ناحية جبل البشري، تزامنا مع اشتباكات بين قوات النظام وخلايا تابعة لـ"داعش" في ناحية السعن بريف حماة الشمالي الشرقي، أدت إلى وقوع عشرة جرحى على الأقل من قوات النظام.

وقتل عنصر من قوات النظام أيضا، الليلة الماضية، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على طريق قرية الشريدة في ريف الرقة الشرقي. 

وقالت مصادر محلية في ريف الرقة، لـ"العربي الجديد"، إن أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف تزامنت مع دوي انفجارات مصدره بادية معدان في ريف الرقة الجنوبي، وذلك نتيجة هجوم من خلايا تنظيم "داعش" على مواقع لقوات النظام والمليشيات في محيط حقول النفط بالمنطقة.

وذكرت المصادر أن الطيران الروسي شن غارات على المنطقة وأطلق قنابل ضوئية فوقها، فيما لم يتبين حجم الخسائر التي منيت بها قوات النظام جراء الهجوم.

انفجارات وتحليق مكثف للتحالف الدولي في دير الزور

من جانب آخر، شهدت عدة مناطق من ريف دير الزور دوي انفجارات وتحليقا مكثفا من طيران التحالف الدولي ضد "داعش"، حيث شهدت مناطق عضمان وجليب في البادية الشمالية مناورات عسكرية للقوات الأميركية، رافقها إطلاق قنابل ضوئية من الطيران الحربي.

وذكرت مصادر من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أن التحالف الدولي يقيم بالتعاون مع "قسد" مناورات عسكرية تحاكي عمليات اقتحام على مواقع خلايا تنظيم "داعش"، وعمليات اشتباك مع الخلايا، واعتقال أشخاص منها.

وكانت قوات التحالف الدولي قد نفذت سابقا عشرات عمليات الإنزال الجوي بالتعاون مع "قسد"، بهدف اعتقال أشخاص يعتقد أنهم منتسبون لتنظيم "داعش"، وأعلنت "قسد" في عدة بيانات إلقاء القبض على قياديين سابقين في التنظيم خلال تلك العمليات.

من جانب آخر، تجددت الاشتباكات بين الجيش الوطني السوري ومليشيات "قسد" على محور أبو راسين في ريف الحسكة الشمالي، في حين جدد الجيش التركي قصفه على مواقع لـ"قسد" في محيط عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.

وتشهد ناحية عين عيسى توترا وارتفاعا في وتيرة القصف التركي، في حين تسعى روسيا إلى عقد اتفاق مع "قسد" ينتهي بسيطرة قوات النظام السوري على المدينة.

حادثة فصل رؤوس تعيد "داعش" إلى ريف دير الزور

من جهة أخرى، استفاق أهالي مدينة البصيرة في ريف دير الزور، شرقي سورية، على حادثة مروعة تعيد للأذهان أيام سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على المدينة وتنفيذه عمليات إعدام وتعليق المقتولين وسط المدينة، في وقت تتضارب فيه الأحاديث عن الخلل الأمني الحاصل في ظل سيطرة "قسد" على المنطقة.

مصادر أهلية من المدينة الخاضعة لمليشيات "قسد" قالت لـ"لعربي الجديد" إن الأهالي فوجئوا، صباح اليوم، بوجود جثتين لشخصين معلقين على سياج الحديقة العامة في وسط المدينة، وقد فُصل رأساهما.

وبحسب المصادر، فقد وُجدت ورقة معلقة على صدر الجثتين كتب عليها (هذا جزاء كل من يقوم بالتشليح باسم الدولة الإسلامية). وأكدت المصادر هوية الشخصين المقتولين وهما (كروم الحميد وعيسى الشاهر).

ووفق ما ذكره شهود، فإن الشخصين كانا قد عملا سابقاً في تنظيم "داعش" ويعيشان في المدينة بعلم "قسد"، وقد تكون الجريمة على خلفية عملية ثأر مع أشخاص آخرين في المدينة.

وبحسب المصادر، فإن هناك خلايا تظهر فجأة وتداهم منازل ومتاجر المدنيين، وتطالبهم بدفع "زكاة" تحت تهديد العقاب في حال عدم الدفع، وقد تصل المبالغ المطلوبة إلى "ألف دولار أميركي"، حيث تفرض تلك الخلايا عملية الدفع بـ"الدولار" حصراً.

تلك الخلايا، وفق المصادر، مجهولة الهوية تماماً، ويأتي أفرادها بشكل ملثم ويظهرون فجأة على الرغم من سيطرة "قسد" على المدينة، ما يثير الشكوك حولهم وأنهم مرتبطون فعلاً بـ"قسد".

وتكررت تلك الحالة مؤخراً وكان آخرها يوم أمس، إذ جاء ملثمون مجهولون إلى منزل مواطن في البصيرة ذاتها وطلبوا من صاحب المنزل دفع ما أسموه "زكاة المال" لـ"الدولة الإسلامية"، وقاموا بترهيبه وتوعدوا بالمحاسبة حال عدم الدفع.

وقال الناشط "محمد الجزراوي" إن العديد من الحوادث المشابهة بدأت بشكل ملحوظ في مناطق "قسد"، وبخاصة في ريف دير الزور، ومن غير المعروف كيف تولد تلك الخلايا فجأة وتختفي، وعن الحادثة الأخيرة يقول "لا يوجد تأكيد دقيق لسبب القتل وإن كانت تلك الورقة مرفقة مع الجثث، فلربما عملية ثأر، وهناك شماعة يُرمى عليها كل شيء وهي داعش".

وأكد الجزراوي على أن المسؤول الأول والأخير عن هذه الحالة، سواء أكان "داعش" ورائها أم لم يكن، هي مليشيات "قسد" وقوات الأمن التابعة لها ومن خلفها التحالف الدولي الذي يقف عاجزاً عن التصدي للفلتان الأمني، ويواجه المدنيين المحتجين على تردي الواقع الخدمي والصحي.

وتعيش معظم مناطق "قسد" في ريف دير الزور حالة من الفلتان الأمني المستمر، إذ تشهد بشكل يومي هجمات بأسلحة نارية وعبوات ناسفة على دوريات ومقرات تابعة للمليشيات، تقابلها "قسد" بشن حملات اعتقال وعمليات مداهمة على نقاط بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش".

وفي أكثر من مرة، أعلنت المليشيات، في بيانات لها، عن اعتقال عناصر وقياديين في تنظيم "داعش" خلال عمليات الدهم التي تقوم بها قوات خاصة بالتعاون مع القوات الأميركية تحت راية التحالف الدولي ضد "داعش".