مقتل قيادي بارز في "داعش" بعملية أمنية شمال حلب

29 ابريل 2023
نُفذت العملية بشكل مشترك بين الاستخبارات التركية والجيش الوطني السوري (Getty)
+ الخط -

قُتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" الإرهابي، ليل الجمعة/ السبت، إثر عملية أمنية نفذها "جهاز الاستخبارات التركية" (MİT) بالاشتراك مع "الجيش الوطني السوري" في منطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، شمالي سورية، فيما قال زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، خلال مؤتمر عقدته "حكومة الإنقاذ"، الذراع المدنية للهيئة، مع مجموعة من "الوجهاء والكوادر" لمعايدتهم في منطقة إدلب، شمال غربي سورية، إن الحل السياسي للحالة السورية شيء متعذر، مؤكداً أن الحل العسكري هو الاعتماد الأساسي لتحقيق "انتصار كبير".

وقال مصدر مطلع من "الشرطة العسكرية" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قياديّاً بارزاً في تنظيم "داعش" فجّر نفسه ليل الجمعة/ السبت، الساعة الثانية ليلاً، إثر عملية أمنية نفذها "جهاز الاستخبارات التركية" بالاشتراك مع مجموعات أمنية من "الجيش الوطني السوري" في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، مؤكداً أن الهدف من العملية كان إلقاء القبض على القيادي، لكنه فجّر نفسه. وبيّن المصدر أن مهمة الشرطة العسكرية خلال العملية كانت تأمين الطرقات والحواجز للاستخبارات التركية، ولم يفصح المصدر عن اسم ومنصب القيادي، مكتفياً بالإشارة إلى أنه قيادي بارز بالتنظيم.

بدوره، قال الصحافي التركي ليفانت كمال، في تغريدة له على حسابه الرسمي في "تويتر"، إن "الاشتباكات التي اندلعت في بلدة جنديرس الليلة الماضية وقعت أثناء اعتقال قيادي بارز في تنظيم (داعش)"، مؤكداً أن "القيادي في داعش المشتبه به فجّر نفسه في نهاية الاشتباك".

من جهة أخرى، قال زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، خلال اللقاء الذي بثته حكومة الإنقاذ ليل أمس الجمعة، إن "الثورة السورية تمر في عصر ذهبي، لأنها تجتمع للمرة الأولى بين القوى العسكرية والمدنية على قلب واحد؛ فتجابه النظام في القوى العسكرية والأمنية، وفي نفس الوقت تعمل على البناء". واستطرد الجولاني قائلًا إن "الحرب تناقض البناء؛ أن نقاتل النظام ونبني في نفس الوقت، هذه مهمة عظيمة، وبما أن الثورة السورية وصلت إلى مرحلة عالية جداً من المكتسبات، رغم كل التحديات التي تحيط بها، إلا أنها في نفس الوقت تواجه تحديات كبيرة أيضاً". وأشار الجولاني إلى أن "هناك محاولة كبيرة جداً من الكثير من الدول المحيطة بنا إلى إعادة تعويم النظام"، مبيناً أنه "عندما بدأت الثورة لم يكن النظام معزولاً دولياً، بل كان مجمعاً عليه دولياً، ومع ذلك، لم تكن الثورة تملك من القوى سوى القوى الشعبية التي تخرج في التظاهرات، واستطاعت أن توصل النظام إلى ما وصل إليه اليوم من عزلة دولية وإنهاك في قوته العسكرية والأمنية، حتى وصلنا إلى هذه المكتسبات، وأن نحوز رقعة جغرافية وأن نبني فيها نموذجاً يصلح الاعتماد عليه في الأيام القادمة".

وأكد الجولاني أن "أكبر مصدر قوة ورأسمال للثورة السورية هو الدمج المجتمعي والشعبي مع القوى العسكرية"، معتبراً أن "هذا الشيء قوة هائلة لا تستطيع أي دولة في العالم أن تجابهها إذا ما بُنيت بشكلٍ صحيح وقويم واتفقت على أهداف واضحة وجلية ونبيلة"، مضيفاً، أنه "كلما ملكنا أوراق قوية، واستطعنا أن ندير هذه الأوراق بحرفية ومهنية عالية رغم الفارق العسكري بيننا وبين عدونا، فإننا نحصل على النصر". وشدد الجولاني على أن "الحل السياسي للحالة السورية شيء متعذر في المنظور القريب والبعيد، لأن هناك العديد من الدول التي تتدخل في الشأن السوري، سواء من جهة النظام أو من جهة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو من جهة الثورة السورية، وكل هذه الدول مصالحها تتعارض مع بعضها، وكل دولة لها مصلحة لا تكتمل إلا على حساب مصلحة الدول الأخرى، وبالتالي الحالة التوافقية متعذرة إلى حد كبير"، لافتاً إلى أن "الاعتماد على الحل العسكري هو الاعتماد الأساسي، هو كان خيار الثورة منذ البداية وسيبقى حتى نحقق انتصاراً كبيراً في دمشق". وتأتي تصريحات زعيم "تحرير الشام" عقب التقارب السعودي من النظام السوري، لا سيما أن وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، التقى رأس النظام السوري بشار الأسد في قصر المؤتمرات في العاصمة السورية دمشق قبل أسبوع، حيث تعتبر هذه أول زيارة له منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار عام 2011، سبقها بأسبوع زيارة لوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إلى مدينة جدة، بناء على دعوة من نظيره السعودي، لا سيما أن الجانبين "رحبا ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية"، وفق وزارة الخارجية السعودية. وكانت "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى فصائل عسكرية أخرى تابعة لغرفة عمليات "الفتح المبين"، قد نفذت، خلال الأشهر الخمسة الماضية، أكثر من 25 عملية أسمتها "انغماسية" ضد مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا على خطوط التماس في أرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات العناصر والضباط من قوات النظام وتلك المليشيات، لا سيما أن وتيرة العمليات "الانغماسية" ازدادت في الآونة الأخيرة عقب التقارب التركي من النظام السوري بُغية إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.

المساهمون