قتل اللفتنانت جنرال (فريق) في الجيش الروسي ياكوف ريزانتسيف، في غارة أوكرانية على مطار بالقرب من خيرسون التي تحتلها القوات الروسية، شمال شبه جزيرة القرم، والذي تفاخر سابقاً بأنّ الحرب في أوكرانيا "ستنتهي في غضون ساعات". ليغدو سابع جنرال روسي يلقى حتفه خلال هذه الحرب، وصاحب الرتبة الأعلى، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وريزانتسيف هو قائد جيش السلاح المشترك الـ49 للمنطقة العسكرية الجنوبية، ومقره في ستافروبول جنوبي روسيا، على بعد حوالي 480 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.
وفي اليوم الرابع من الغزو الروسي، ادعى ريزانتسيف (48 عاماً) أمام جنوده أنّ الحملة "لنزع السلاح" من أوكرانيا ستحقق النصر في غضون ساعات، وفقاً لاتصالات تم اعتراضها من قبل الجيش الأوكراني.
ونُشرت المكالمة بين جندي روسي محبط وقائده على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جهاز الأمن الأوكراني في وقت سابق من هذا الأسبوع. وفي المحادثة، يرسم الجندي الروسي صورة قاتمة للأوضاع على خط الجبهة، قائلاً إنّ وحدته تعرضت لنيران صديقة، وإنّ نصف قواته أصيبت أقدامهم بلسعات الصقيع.
وفي المحادثة يقول الجندي: "ريزانتسيف هو المسؤول هنا"، ويضيف: "لقد التقينا به مرة واحدة فقط منذ أن جئنا إلى هنا، أي بعد أربعة أيام من وصولنا. هل تعلم ماذا قال لنا؟ قال: ليس سراً أنه لم يتبقَ سوى بضع ساعات حتى تنتهي هذه العملية الخاصة". ويضيف الجندي ساخراً: "حسناً، ما زلنا نعد تلك الساعات".
وفي محاولة لرفع الروح المعنوية للقوات الروسية، تعرّض الجنرالات الروس لضغوط للسفر إلى خطوط الجبهة، ما يعرضهم لخطر الكمائن الأوكرانية، وفقاً لمسؤولين غربيين نقلت عنهم "ذا تايمز".
مقتل سبعة جنرالات روس في حرب أوكرانيا حتى الآن
وقتل الأوكرانيون حتى الآن سبعة جنرالات روس، ستة من الجيش التقليدي وواحد من القوات الخاصة الشيشانية، كما أقال الرئيس فلاديمير بوتين جنرالاً ثامناً، هو فلاديسلاف يرشوف، وتم وضعه رهن الإقامة الجبرية.
وأفادت تقارير بأنّ إقالته المفاجئة سببها الخسائر الفادحة والإخفاقات الاستراتيجية التي جرت خلال غزو الجيش الروسي لأوكرانيا.
ومن بين القتلى الجنرال ماغوميد توشايف من القوات الخاصة الشيشانية التي أرسلها الرئيس بوتين إلى أوكرانيا.
وعُزي ارتفاع عدد القتلى جزئياً إلى مشكلات في الاتصالات واللوجستيات دفعت كبار الضباط إلى استخدام قنوات تواصل غير مشفرة كشفتهم للقوات الأوكرانية.
ولم تتمكن الولايات المتحدة من تحديد ما إذا كان قد جرى تعيين قائد واحد لإدارة الغزو الروسي. ويرى خبراء في الدفاع أنّ معظم الفوضى في الهجوم الروسي يمكن تفسيرها بعدم وجود قيادة واضحة.
ومع ظهور شائعات بأنّ بوتين مصاب بالإحباط من مسار الحرب المتعثر؛ قدّم العقيد سيرغي رودسكوي، نائب رئيس الأركان العامة، في مؤتمر صحافي في موسكو أمس الجمعة، إحاطة دفاعية أعلن فيها عن تغيير جذري في التكتيكات. وقال إنّ القوات الروسية ستركّز على تأمين منطقة دونباس الشرقية، ما قد يمهد الطريق أمام انسحاب روسي من كييف، بحسب "ذا تايمز"، حيث توشك القوات الروسية على محاصرة القوات الأوكرانية.
وجرى حتى الآن تحديد ستة من كبار القادة المسؤولين عن الإشراف على مناطق مختلفة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وهم ألكسندر لابين، وألكسندر تشايكو، وألكسندر دفورنيكوف، وألكسندر زورافليف، وأندري سيرديوكوف، وسيرغي سوروفكين، وقد شاركوا جميعاً في سورية في إطار التدخل الروسي الداعم لنظام بشار الأسد، بحسب معلومات الصحيفة.
"وكر دبابير"
وأعلن الكرملين، الجمعة، أنّ ما يزيد قليلاً عن 1300 عسكري روسي لقوا حتفهم في الحرب، لكن هناك تقديرات موثوقة في العواصم الغربية تصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف هذا العدد.
ويعتقد مسؤولون أنّ حوالي 20 من الكتائب التكتيكية المنشورة في أوكرانيا، والتي يراوح عددها بين 115 و120، "لم تعد فعالة قتالياً" بسبب الخسائر التي تكبدتها.
وقال مسؤول غربي، لوكالة "فرانس برس"، إنه "عندما يصير نحو سدس قواتك غير فعّال قتالياً بعد شهر من المعارك، فإنّ ذلك لافت للنظر".
كما زعم أنّ قائد لواء البندقية الآلية السابع والثلاثين في روسيا قتل على يد قواته "نتيجة لحجم الخسائر التي تكبّدها اللواء".
وتابع المسؤول "نعتقد أنه قُتل عمداً على يد قواته" مشيراً إلى أنه "دُهس". واعتبر أنّ هذه علامة أخرى على "التحديات المعنوية التي تواجهها القوات الروسية". وختم المسؤول الغربي بأنّ القوات الروسية "وجدت نفسها في وكر دبابير وهي تعاني بشدة".