مقتل أحد قادة العصابات الأمنية في مدينة السويداء

07 مارس 2023
قاد مزهر عصابة اشتهرت بأعمال الخطف والتعذيب والقتل (فيسبوك)
+ الخط -

قُتل رامي مزهر، أحد قادة عصابة "مزهر" المعروفة بتبعيتها لجهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري في مدينة السويداء، جنوب سورية، رمياً بالرصاص خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.

وقال مصدر خاص داخل مشفى مدينة السويداء العام، الذي وصل إليه مزهر عند الساعة الثالثة من صباح اليوم، لـ"العربي الجديد"، إن التحقيقات الأولية بينت إصابة مزهر بثلاث طلقات نارية قاتلة في منطقة الرأس من مسافة قريبة أثناء وجوده في سيارته على أحد المفارق المؤدية إلى منزله، مما يدل على أن الفاعل كان بصحبة القتيل.  

وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن القاتل يدعى حازم منذر، وهو صديق مقرب من مزهر، وقد فر إلى جهة مجهولة، فيما تناقلت حسابات محلية على وسائل التواصل خبر إلقاء القبض على أحد المتهمين بالقتل، من قبل فرع الأمن الجنائي في مدينة السويداء، ويدعى أنس أبو صعب، إذ بينت التحقيقات التي تسربت بسرعة أن الثلاثة كانوا في حالة سكر ويتعاطون المخدرات، وأن خلافاً شب بين مزهر ومنذر، فقام الأخير بسحب مسدسه وإطلاق الرصاص على رأس القتيل فأرداه على الفور. 

أحد المقرّبين من مزهر قال لـ"العربي الجديد، طالباً عدم ذكر اسمه، إنه قُتل في مكان قريب من منزله، حيث كان يسهر ليلاً في سيارته لاعتقاده أنه المكان الأكثر أماناً لتحركاته وعلاقاته، بعد أن بدأ يشعر بالخطر والخوف منذ الاحتجاجات الشعبية التي أودت بحليفه زعيم عصابة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري في يوليو/تموز الماضي، وبعد التهديدات التي تلقاها علناً من بعض قادة الفصائل المحلية، حيث دأب في الفترة الأخيرة على الظهور للعلن وهو يرتدي حزاماً ناسفاً في منطقة سكنه الواقعة غرب المدينة.

وكان قد تكرر اسم رامي مزهر خلال السنوات السابقة على خلفية العديد من عمليات الخطف والنصب والترهيب والاعتداء الجسدي والجنسي، بالإضافة لتورطه بعدد من جرائم قتل مسجلة قضائيّاً.

واحد من ضحايا عمليات الخطف (ه.ز) ذكر لـ"العربي الجديد" أن المدعو مزهر اختطفه مع مجموعة من عصابته قبل حوالي سنة، ثم أودعه لأيام عدة في أحد الأفرع الأمنية في مدينة السويداء، ومن ثم استعاده بعد أن تعرض للتعذيب في الفرع الأمني، ليحبسه لأكثر من عشرين يوماً في مزرعته الواقعة بالقرب من طريق بلدة الثعلة غربي مدينة السويداء إلى حين حصوله على فدية مالية.

ومن المعروف لدى الأهالي وجميع السلطات المحلية أن هذه المزرعة التي يملكها مزهر، ويحرسها عدد كبير من عصابته، استقبلت عشرات الضحايا المخطوفين، كما استقبلت العديد من الشركاء في أعمال الخطف والسطو والاتجار بالمخدرات والبشر. وقد هوجمت هذه المزرعة أكثر من مرة من قبل فصائل محلية معارضة للسلطة، واستطاع مزهر في كل مرة الهرب، ومن ثم العودة لممارسة نشاطه.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وعندما هاجمت فصائل المعارضة مقر عصابة راجي فلحوط في 27 يوليو/ تموز 2022، أمنت الجهات الأمنية الطريق لمزهر وبعض أفراد عصابته للوصول بأمان إلى محافظة اللاذقية ريثما تنتهي الأحداث في السويداء، وما زال منذ ذلك التاريخ يتجول بين المحافظات السورية بكل أمان. 

تقول المواطنة أم عبد، وهي من أهالي محافظة إدلب الوافدين إلى السويداء، لـ"العربي الجديد"؛ إنه بعد أن عجزت عن معرفة مصير ولدها المغيب منذ أعوام في سجون النظام، أشاروا عليها أن تقصد المدعو رامي مزهر، فطلب مبلغ 1000 دولار للإفراج عنه؛ ثم سمعت بخبر مقتله؛ وإلى اليوم لم تعرف أين ولدها ولم تستطع أن تستعيد أي جزء من المبلغ.

وكان مزهر، الذي يشكل جناحاً في عصابة اشتهرت منذ بداية الأحداث السورية بأعمال القتل والتعذيب، وبالعمل المباشر مع رئيس فرع الأمن العسكري السابق في السويداء وفيق ناصر، قد اتهم بالمشاركة مع قادة العصابة من أبناء عمومته، هيثم ومهند مزهر، في قتل عدد من الشبان في أحداث متفرقة، أهمها التفجير الذي حصل على طريق قنوات بالقرب من الكنيسة صيف عام 2021، وراح ضحيته ثلاثة يافعين، بالإضافة إلى مقتل شابين بالقرب من دوار الملعب، وشاب آخر وافد من حلب.

الناشط الإعلامي حمزة المعروفي شدد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن رئيس شعبة المخابرات العسكرية في سورية كفاح الملحم تخلى عن حماية عصابة مزهر (أقوى العصابات في مدينة السويداء)، وباتت تلك العصابة بلا غطاء أمني منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ما جعلها مكشوفة، بينما بدأ بعض أفرادها يخططون للفرار خارج البلاد، فيما حاول عدد آخر تلميع صورة العصابة بتوزيع المساعدات الإنسانية على الفقراء، والقبض على عدد كبير من اللصوص، وتسليمهم للقضاء.

ويذهب المعروفي إلى أن السلطة السورية تحاول إبراز فرع الأمن العسكري من جديد بصورة أخرى، بعد أن كشف دوره العلني في الفوضى والمخدرات والخطف؛ إذ غيّر النظام السوري خططه، وسحب ضباط الفرع واستبدلهم بآخرين لتحسين الصورة، وقد بدأوا بسحب البطاقات الأمنية من المدنيين المتعاقدين، والترويج لتسوية أوضاع كل المطلوبين.