مقترح إسرائيلي لوقف القتال بغزة أسبوعاً مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً

مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة أسبوعاً مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً

20 ديسمبر 2023
قالت الشبكة إن الوسطاء القطريين يعرضون الصفقة على حماس (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

قالت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل قدمت مقترحاً يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع مقابل إطلاق حركة حماس سراح 40 محتجزاً من النساء وكبار السن والأشخاص الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.

وبحسب ما تنقل الشبكة عن محلل السياسة الخارجية لديها، باراك رافيد، الذي استشهد بتقرير له نشر على موقع "أكسيوس"، فإن الصفقة يجري عرضها على حركة حماس من جانب الوسطاء القطريين.

ووفقا لـ"سي أن أن"، فإن طرح إسرائيل مقترحات على الطاولة لوقف القتال مقابل إطلاق سراح باقي المحتجزين في غزة، يعد تحولًا كبيرًا منذ استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة عقب انتهاء الهدنة الإنسانية.

وأكد مصدر للشبكة أن التوصل إلى اتفاق في هذه اللحظة ليس وشيكاً، وأن مناقشة المقترحات يمثل على الأغلب بداية المفاوضات، فيما أشار إلى أن الإطار العام الذي تقترحه إسرائيل هو إطلاق سراح المحتجزين على مراحل حتى خروج الجميع.

يأتي ذلك فيما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته ضغوطاً هائلة من قبل أسر المحتجزين، وخاصة بعد أن قتل جيشه ثلاثة منهم خلال عملياته في غزة.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون وأميركيون عن اعتقادهم أن زيادة الضغط على حركة حماس وخاصة في جنوب قطاع غزة، من شأنه أن يزيد الضغوط على الحركة لحملها على قبول وقف إطلاق نار مؤقت آخر.

وطبقا لـ"سي أن أن" فإن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح أسرى ذوي ثقل أكبر من قبل، في إشارة إلى الأسرى من الأطفال والنساء الذين جرى إطلاق سراحهم ضمن الصفقات السابقة.

بدوره، قال مصدر مطلع لوكالة رويترز اليوم الأربعاء، إن محادثات مكثفة تجري بوساطة قطرية ومصرية للتوصل إلى هدنة ثانية محتملة في قطاع غزة ستعيد حركة حماس بموجبها بعض المحتجزين مقابل إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين.

وأضاف المصدر أن عدد الأشخاص المقرر إطلاق سراحهم ما زال قيد البحث، وتصرّ إسرائيل على إدراج المحتجزين من النساء والرجال الأكثر ضعفاً. وتابع قائلاً إن أسرى فلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية يمكن أن يكونوا على القائمة أيضاً.

من جهته، أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، أن إسرائيل مستعدة لوقف القتال مؤقتاً إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين، لكنه لم يؤكد ما إذا كان قد جرى التوصل إلى اتفاق.

وقال هرتسوغ خلال حديث مع الشبكة: "أعتقد أنّ من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان لدينا اتفاق أو لا، لأن حماس رفضت حتى الآن إبرام اتفاق آخر".

وأضاف: "لقد كانوا (حماس) يأملون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنني آمل أنه تحت ضغط ما نقوم به على الأرض، بالإضافة إلى الضغط من القطريين، سيوافقون على التوصل إلى اتفاق، لكن من السابق لأوانه معرفة ذلك في هذه المرحلة".

وأكد "أكسيوس"، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الاقتراح يظهر أن إسرائيل مصممة على إعادة إطلاق مفاوضات جادة من أجل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين، رغم تصريحات حماس بأنها لن تستأنف المفاوضات طالما استمر القتال.

وفيما يشير الموقع إلى وجود نحو 130 إسرائيلياً وأجنبياً محتجزاً في غزة، أكد أن الصفقة المقترحة تشمل إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً وغيرهم من المرضى والمصابين بجراح خطيرة ويحتاجون لرعاية طبية عاجلة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية.

وكانت سلطات الاحتلال قد وافقت خلال الهدنة الماضية التي جرت بوساطة قطرية على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح 80 محتجزاً، بالإضافة إلى إطلاق سراح العشرات من الأطفال والنساء من سجونها.

وقال المسؤولون الإسرائيليون والمصدر المطلع على المحادثات لـ"أكسيوس"، إن رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي ديفيد برنيع ومدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، الاثنين الماضي، في وارسو لمناقشة الصفقة المحتملة لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.

وبحسب الموقع، فقد نقل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري خلال الاجتماع موقف حماس من ضرورة وقف إطلاق النار قبل بدء أي مفاوضات بشأن المحتجزين، فيما رفض برنيع الاقتراح، قائلاً إنه يتعين على حماس إلقاء سلاحها وتسليم قادتها المتورطين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتأمل إسرائيل أن تمارس قطر ضغوطاً على الحركة للقبول بالصفقة المقترحة، إذ قال مسؤول إسرائيلي شارك في المحادثات لموقع "أكسيوس"، إن المقترح المطروح اختبار حقيقي للوساطة القطرية، مضيفاً: "إذا أرادوا أن يظهروا أن بإمكانهم القيام بدور بناء، فالآن هو الوقت المناسب للقيام بذلك".

وفيما أعرب المسؤول عن اعتقاده باستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، أشار في الوقت ذاته إلى أن مطلب إسرائيل وطلبات حماس بشأن إنهاء الحرب تزيد الوضع تعقيداً.