دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، والذي تصدرت كتلته نتائج الانتخابات البرلمانية بـ 73 مقعداً، إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وأن يضم البرلمان الجديد جهة معارضة.
وتأتي دعوة الصدر، في ظل استمرار أزمة نتائج الانتخابات في العراق، منذ ما يزيد عن أسبوعين، إذ ترفض القوى الحليفة لإيران نتائج الانتخابات المعلنة وتعتبرها مزوّرة وتم التلاعب بها، في وقت اتجهت مفوضية الانتخابات إلى عمليات عد وفرز يدوي لأصوات الناخبين في أكثر من 10 آلاف محطة انتخابية، من أصل نحو 55 ألف محطة انتخابية، ضمن مساعٍ لها للتأكيد على سلامة إجراءاتها فيما يتعلق باحتساب أصوات الناخبين.
وقال الصدر، في تغريدة له، "لا ينبغي القول بأن لي خلافاً مع الكتل السياسية، سوى مسألة الإصلاح الداخلي والخارجي، ومسألة الفرق بين الوطنية والتبعية"، مؤكداً "ليس لنا أي خلاف إلا بحب الوطن، وأرى أن أول ما ينبغي فعله للوطن هو حكومة أغلبية وطنية، وأن يكون البرلمان جهتين، جهة الموالاة التي تشكل الحكومة، وتأخذ على عاتقها الإصلاحات بكافة مستوياتها السياسية والحكومية والخدمية والدبلوماسية وغيرها، وجهة المعارضة، وسيكون لنا إخوة في الوطن، وسيكون توافقهم استشارة ملزمة لنا ولن نهمشهم".
وأضاف "نحن لا نمانع أن نكون بأي جهة من إحدى الجهتين، فكلاهما من أجل خدمة الوطن، وأن ذلك من أسس الديموقراطية".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) October 31, 2021
مقابل ذلك، لوّحت القوى الخاسرة بالانتخابات باللجوء إلى المرجعية الدينية، إذا لم تحصل على نتائج مرضية من خلال العد والفرز اليدوي الذي أعيد في عدد من المحطات الانتخابية.
وقال عضو تحالف عطاء، الذي يتزعمه رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، عقيل القرغولي، إنه "في حال لم تستجب مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية لمطالبنا، سنضغط باتجاه تدخل المرجعية بشكل مباشر". وأكد، في تصريح صحافي، أن "هناك اجتماعات تجرى للذهاب باتجاه المرجعية".
وتتواصل للأسبوع الثاني على التوالي الاعتصامات أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد رفضاً لنتائج الانتخابات والمطالبة بإلغاء العد والفرز الإلكتروني واستبداله بالعد اليدوي.
وكانت مصادر سياسية قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد" عن محاولات بدأت بها أطراف سياسية لتقريب وجهات النظر بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والقوى المعترضة على نتائج الانتخابات، التي حققت فيها نتائج متدنية.
يُذكر أن الانتخابات البرلمانية العراقية، التي جرت في العاشر من الشهر الحالي شهدت تصدر "الكتلة الصدرية" للنتائج الأولية بـ 73 مقعداً من أصل 329، يليها تحالف "تقدم" بـ37 مقعداً، ثم "ائتلاف دولة القانون" بـ 34 مقعداً.