صدر العدد 83 من أسبوعية "لو 1" الفرنسيّة (Le 1) التي يرأس تحريرها إريك فوتورينو، الصحافي السابق في يومية "لوموند"، حيث جاء العدد مخصصاً عن الاعتداءات الأخيرة التي ضربت باريس الأسبوع الماضي. فكانت مقالات كَتَبة ومؤرخين وعلماء نفس ومختصين في الجيوستراتيجيا صدى طبيعيًا للشارع الفرنسي الذي يصرّ على إكمال حياته اليومية بكافة مشاغلها وتفاصيلها.
في افتتاحية العدد التي حملت عنوان "سنكمل حياتنا"، كتب إريك فوتورينو "الساديون الذين كتبوا رسالتهم بالدم في شوارع باريس نهار الجمعة، كانوا قد فعلوا الأمر نفسه قبل يومين في بيروت، إذ شهدت العاصمة اللبنانية تفجيرين انتحاريين هما الأعنف والأشد خسارة من حيث الأرواح منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990. أفضل رد على القتلة هو في استمرارنا وإصرارنا على الحياة، لنملأ المطاعم والمقاهي وملاعب الكرة والمسارح ودور السينما لنقول للضحايا إنّ حياتهم لم تذهب سدى، فهم أحياء طالما نحن مستمرون في حب الحياة".
الطاهر بن جلون عبّر في مادته "ضد الحياة" عن حزنه لاستهداف الفرح في الشوارع، ودعا الدول الإسلامية التي تعتقد بالسلام والشعوب المسلمة التي لا تريد كل هذا الدم إلى إعلاء الصوت في وجه بربرية التنظيمات الجهادية. وقال بن جلون "على المسلمين أن يخرجوا ويقولوا: لا ليس باسمنا وباسم رسالتنا المباركة تقتلون الأبرياء. علينا اليوم مسؤولية كبيرة، لأن مسؤولية الإنسانية جمعاء تتوقف على موقف المسلمين من هذه المجازر التي يرتكبها من نصّبوا أنفسهم أولياء الله على الأرض".
الكاتب وعالم النفس فيليب غريمبير، عالج في مادته "التروما التي تقطع الكلام"، بطريقة التحليل النفسي، الحالات الناتجة عن مشاهد الرعب وما سيعانيه الناجون من اعتداءات باريس من خوف من الآخر واعتبار الغريب القادم من الخارج حاملا للموت وعدم القدرة على مقاومة الأفكار السلبية التي ستتوالد مع تكرار الأحداث المؤسفة. وقال غريمبير "ينجح البرابرة في تحقيق هدفهم عندما يتحوّل الخطر الجسدي إلى خطر فكري يثير الشك لدى المعرّضين للموت، ينجحون أكثر عندما يصبح الموت وحده الحاضر ويدفعوننا بذلك إلى مزاوجة خطابهم القائم على ترفيع الموت وتدليله". وختم "علينا ألا نسمح أن تحتل صورة القتلة، التي يريدونها لنا، حياتنا. علينا أن نمنع اندفاعها في اللاوعي الجماعي لجدلية هيغل عن العبد والسيد فلا يصبح القتلة أسيادا فقط لأنهم لا يخشون الموت".
في مادة عن "الميديا والصدمة التي لا توصف"، كتب المؤرخ كريستيان ديلبورت عن ظاهرة "الطوارئ المعلوماتية" التي راقبها العالم بعد اعتداءات باريس "الإصدارات على مدار الساعة، تجديد الصفحة الأولى في المواقع الإلكترونية، الأخبار العاجلة، الأعداد الخاصة من الصحف، كلها جعلت من وسائل الإعلام تتجه إلى انتهاج أسلوب غير نمطي في التعاطي مع الحدث. ففي حين يشاهد المتلقي ما يبثه الإعلام، أصبح الإعلام يرى نفسه بنفسه وهذا ما جعل من الأمر تظاهرة معلوماتية تحاكي بناء السرد الجماعي". وأضاف ديلبورت "صباح اليوم التالي تغيّر كل شيء في الصفحات الأولى للصحف، فرأينا "الرعب" و"الحرب" و"المذبحة"، كلها كلمات أعطاها الإعلام سطوة الوجود وكرّس حقيقتها وفتح لها سياقا في فصل جديد لا أحد يعرف كيف ستكون نهايته".
اقرأ أيضاً: بروباغندا "داعش": التنظيم يتجمّل في مناطقه
في افتتاحية العدد التي حملت عنوان "سنكمل حياتنا"، كتب إريك فوتورينو "الساديون الذين كتبوا رسالتهم بالدم في شوارع باريس نهار الجمعة، كانوا قد فعلوا الأمر نفسه قبل يومين في بيروت، إذ شهدت العاصمة اللبنانية تفجيرين انتحاريين هما الأعنف والأشد خسارة من حيث الأرواح منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990. أفضل رد على القتلة هو في استمرارنا وإصرارنا على الحياة، لنملأ المطاعم والمقاهي وملاعب الكرة والمسارح ودور السينما لنقول للضحايا إنّ حياتهم لم تذهب سدى، فهم أحياء طالما نحن مستمرون في حب الحياة".
الطاهر بن جلون عبّر في مادته "ضد الحياة" عن حزنه لاستهداف الفرح في الشوارع، ودعا الدول الإسلامية التي تعتقد بالسلام والشعوب المسلمة التي لا تريد كل هذا الدم إلى إعلاء الصوت في وجه بربرية التنظيمات الجهادية. وقال بن جلون "على المسلمين أن يخرجوا ويقولوا: لا ليس باسمنا وباسم رسالتنا المباركة تقتلون الأبرياء. علينا اليوم مسؤولية كبيرة، لأن مسؤولية الإنسانية جمعاء تتوقف على موقف المسلمين من هذه المجازر التي يرتكبها من نصّبوا أنفسهم أولياء الله على الأرض".
الكاتب وعالم النفس فيليب غريمبير، عالج في مادته "التروما التي تقطع الكلام"، بطريقة التحليل النفسي، الحالات الناتجة عن مشاهد الرعب وما سيعانيه الناجون من اعتداءات باريس من خوف من الآخر واعتبار الغريب القادم من الخارج حاملا للموت وعدم القدرة على مقاومة الأفكار السلبية التي ستتوالد مع تكرار الأحداث المؤسفة. وقال غريمبير "ينجح البرابرة في تحقيق هدفهم عندما يتحوّل الخطر الجسدي إلى خطر فكري يثير الشك لدى المعرّضين للموت، ينجحون أكثر عندما يصبح الموت وحده الحاضر ويدفعوننا بذلك إلى مزاوجة خطابهم القائم على ترفيع الموت وتدليله". وختم "علينا ألا نسمح أن تحتل صورة القتلة، التي يريدونها لنا، حياتنا. علينا أن نمنع اندفاعها في اللاوعي الجماعي لجدلية هيغل عن العبد والسيد فلا يصبح القتلة أسيادا فقط لأنهم لا يخشون الموت".
في مادة عن "الميديا والصدمة التي لا توصف"، كتب المؤرخ كريستيان ديلبورت عن ظاهرة "الطوارئ المعلوماتية" التي راقبها العالم بعد اعتداءات باريس "الإصدارات على مدار الساعة، تجديد الصفحة الأولى في المواقع الإلكترونية، الأخبار العاجلة، الأعداد الخاصة من الصحف، كلها جعلت من وسائل الإعلام تتجه إلى انتهاج أسلوب غير نمطي في التعاطي مع الحدث. ففي حين يشاهد المتلقي ما يبثه الإعلام، أصبح الإعلام يرى نفسه بنفسه وهذا ما جعل من الأمر تظاهرة معلوماتية تحاكي بناء السرد الجماعي". وأضاف ديلبورت "صباح اليوم التالي تغيّر كل شيء في الصفحات الأولى للصحف، فرأينا "الرعب" و"الحرب" و"المذبحة"، كلها كلمات أعطاها الإعلام سطوة الوجود وكرّس حقيقتها وفتح لها سياقا في فصل جديد لا أحد يعرف كيف ستكون نهايته".
اقرأ أيضاً: بروباغندا "داعش": التنظيم يتجمّل في مناطقه