مفاوضات غزة | هل تلعب تركيا دوراً في تحريك الجمود لإنهاء الحرب؟

19 سبتمبر 2024
أمام مبنى مدمّر في مخيم البريج بغزة، 19 سبتمبر 2024 (أشرف عمرة/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استمرار الاتصالات التركية مع حماس**: جهاد طه يؤكد استمرار الاتصالات مع تركيا لدعم حقوق الفلسطينيين وإدانة العدوان على غزة، ضمن جهود التواصل مع مصر وقطر.
- **الجمود في الوساطة والمفاوضات**: تصريحات طه تأتي في ظل الجمود في الوساطة المصرية والقطرية، مع تقدم جزئي في بعض بنود الاتفاق وفقاً لوزير الخارجية الأميركي.
- **الدور التركي والإقليمي**: تركيا تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي، لكن حل الأزمة في غزة يتطلب جهوداً دولية مشتركة وفقاً للسفير المصري السابق والمستشار التركي السابق.

القيادي في "حماس" جهاد طه: الاتصالات مستمرة مع تركيا بشأن حرب غزة

تشهد مفاوضات غزة جموداً وسط طرح الاحتلال مقترحات جديدة

دبلوماسي مصري: يحتاج أردوغان للتنسيق مع مصر للعب دور مؤثر

كشف الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، عن استمرار الاتصالات مع الحكومة التركية، في ما يخص ملف العدوان على قطاع غزة. وقال طه إن "التواصل مع المسؤولين الأتراك قائمٌ، خاصة أن تركيا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وترفض وتدين سياسة القتل والجرائم والمجازر التي وصلت إلى حرب الإبادة للشعب الفلسطيني"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "التواصل مع الجانب التركي يُعتبر جزءاً من التواصل مع الأطراف كافة، مثل مصر وقطر، بالنظر إلى أدوارهم المحورية في المفاوضات".

وتأتي تصريحات الناطق الرسمي باسم حماس، على خلفية الجمود الذي تشهده الوساطة التي تقوم بها كل من مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية، ووسط تساؤلات حول إمكانية أن تساهم أنقرة مع حلفائها في القاهرة والدوحة، في الدفع بمسار المفاوضات المتوقفة، والتي تتداخل فيها الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر.

وذكر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، أمس الأربعاء، أنه "جرى الاتفاق على 15 بنداً من بين 18 بنداً في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل"، معتبراً أن "حل القضايا المتبقية في الاتفاق مسألة إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر". وقال بلينكن رداً على سؤال من الصحافيين بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفي)، "قدمنا أفكاراً مع الجانبين المصري والقطري بشأن التوصل إلى اتفاق"، لافتاً إلى أن الأطراف ناقشت أيضاً تفاصيل بشأن ترتيبات "اليوم التالي" (للحرب)، والحكم في غزة، وإعادة الإعمار، معتبراً أن الأهم هو وجود نية سياسية للتوصل إلى اتفاق. بدوره، قال وزير الخارجية المصري، إنه اتفق مع بلينكن على الحاجة الملحة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، والنفاذ غير المشروط للمساعدات. وقال: "حركة حماس تؤكد لنا التزامها الكامل بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها مسبقاً".

وفي سياق الحديث عن الدور التركي في الأزمة، يقول السفير المصري السابق لدى تركيا، عبد الرحمن صلاح، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "حرب غزة ساهمت في تعقيد التفاعلات الإقليمية، مثل تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية في إطار صفقة ثلاثية سعودية - إسرائيلية - أميركية محتملة، تضمن أيضاً أمن السعودية، وتحقق وعوداً أميركية مستقبلية بدولة فلسطينية بديلاً عن اتفاق سلام لا يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن"، مضيفاً أنه "في ظل هذا الوضع يحتاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتنسيق مع مصر، للعب دور مؤثر في تلك التفاعلات، للحفاظ على صورة تركيا باعتبارها قوة إقليمية، سواء في مواجهة الغرب، أو في نظر الشعب التركي"، لافتاً إلى "إمكانية محاولة أردوغان إقناع مصر وإسرائيل بترتيب زيارة رمزية له إلى غزة من خلال معبر رفح، خاصة إذا ما جرى التوصل لوقف لإطلاق النيران"، رغم أنه "يستبعد الاحتمالين".

وأوضح الدبلوماسي المصري السابق، أن "كلاً من مصر وتركيا تسعيان إلى تعظيم نفوذهما الإقليمي، وإلى القيام بدور دولي كقوى متوسطة مؤثرة، تصلح لأن تكون همزة الوصل بين الشرق الأوسط ومراكز صنع القرار الدولي سواء في واشنطن والعواصم الغربية، أو بكين أو الهند"، مؤكداً أنه "رغم القيود التي تفرضها الأزمة الاقتصادية على ممارسة النفوذ المصري إقليمياً ودولياً، فإن عودة التعاون المصري التركي، يمكن أن يتيح لمصر مصادر إضافية لتعظيم قدرتها قوة إقليمية ودولية متوسطة".

وقال المستشار السابق برئاسة الوزراء التركية، جاهد طوز، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى اليوم، هناك اتصالات مستمرة بين حركة حماس وجهات تركية ومسؤولين أتراك، وتحديداً الرئيس، لأن ما يحدث في غزة هو إبادة بمعنى الكلمة، وتركيا لا يمكن أن تقبل بهذه الإبادة المستمرة بهذا الشكل، وتركيا، كما نعرف أيضاً، بذلت جهداً كبيراً على مستوى المنصات الإقليمية والعالمية لإنهاء هذه الأزمة، ولذلك تركيا تستخدم كل آليات القوة الموجودة عندها على مستوى الإقليم وعلى مستوى العالم، من الناحية السياسية والدبلوماسية، في محاولة إنهاء هذه الإبادة، وطبعاً الأهم في هذه النقطة هو استمرار الاتصالات بين تركيا وقياديي حماس"، مضيفاً أن "تركيا دولة قوية في المنطقة وعلى مستوى العالم، بإمكانها أن تؤثر وتضغط على الجهات التي تلعب دوراً في هذا الموضوع".

وتابع طوز: "السؤال الآن هو هل هذا الدور كافٍ أم لا؟ للأسف الشديد بإمكاننا القول إن هذا الدور ليس كافياً، ولو كان كذلك، لما وصلنا إلى أكثر من 11 شهراً لاستمرار هذه الإبادة الواضحة في غزة، لكن هناك نقطه مهمة، وهي أنه ليست هناك أي دولة حالياً على مستوى العالم تستطيع وحدها أن تنهي هذه الإبادة، لأن هذه الأزمة ليست موضوعاً لدولة وحيدة، وإنما موضوع العالم كله، فالدول التي تدعم الكيان الصهيوني بشكل مباشر، لا يناظرها أي كيان آخر يدعم غزة".