استمع إلى الملخص
- **مقترح إسرائيلي حول محور فيلادلفيا**: تحفظت مصر على مقترح إسرائيلي يسمح بانسحاب مؤقت لجيش الاحتلال، مؤكدة رفض حماس لاستمرار السيطرة الإسرائيلية.
- **عرقلة تفعيل معبر رفح**: رفض نتنياهو مقترح تشغيل معبر رفح رغم ضمانات أميركية، مطالباً بدور إسرائيلي في المراقبة، مما عرقل الاتفاق.
أجرى مسؤولون إسرائيليون محادثات في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأحد، مع مسؤولين أمنيين مصريين، بهدف محاولة التوصل إلى حلول وسط في قضايا ثنائية أمنية، على رأسها ملف الحدود المشتركة بين قطاع غزة وسيناء أي محور فيلادلفيا وإمكانية إعادة تشغيل معبر رفح البري، وذلك استباقاً لجولة المفاوضات المقررة الأربعاء المقبل بحضور الوسطاء الأميركيين والقطريين. كما حصلت مفاوضات على مستوى آخر في القاهرة أمس بين فرق فنية من مصر وإسرائيل وقطر والولايات المتحدة، مرتبطة بالتصور الأميركي المطروح للمرحلة الأولى من صفقة غزة.
مقترح إسرائيلي حول محور فيلادلفيا
وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن المسؤولين المصريين تحفّظوا على مقترح للوفد الأمني الإسرائيلي يسمح لجيش الاحتلال بالانسحاب من محور فيلادلفيا الذي يفصل قطاع غزة عن مصر، لمدة معينة، مع الاحتفاظ بحق العودة إليه في أي وقت إذا اقتضت الضرورة. وبينما أبدى المسؤولون المصريون في محادثاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين تفهّم الجانب المصري للمخاوف الأمنية الإسرائيلية وحرص جيش الاحتلال على السيطرة على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، من أجل منع الاختراقات الأمنية، إلا أنهم نقلوا في الوقت ذاته تأكيدات من جانب قيادة حركة حماس، برفض استمرار احتلال محور فيلادلفيا والسيطرة عليه من جانب جيش الاحتلال، وذلك بالإضافة إلى رفض استمرار السيطرة الإسرائيلية على محور نتساريم وسط القطاع.
جهاد طه: موقفنا واضح بأن السيادة يجب أن تكون فلسطينية على كافة أرجاء قطاع غزة
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم "حماس" جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، إن "موقفنا واضح بأن السيادة يجب أن تكون فلسطينية على كافة أرجاء قطاع غزة، ونحن بصفتنا فلسطينيين نعمل على ترتيب شؤوننا الداخلية".
عرقلة تفعيل معبر رفح
ووفق معلومات "العربي الجديد"، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد رفض عبر وفده التفاوضي، خلال مفاوضات الدوحة الأخيرة، مقترحاً وافقت عليه وباركته كل من مصر والولايات المتحدة لتشغيل معبر رفح، مع تعهد الجانب المصري بحسم الأمور مع السلطة الفلسطينية بحيث يتولى عناصر منها إدارة المعبر من الجانب الفلسطيني. ورغم أن المقترح كان يتضمن إجراءات وضمانات، تعهدت واشنطن بمراقبتها لعدم السماح للمقاومة و"حماس" باستخدام المعبر لأغراض ذات طابع عسكري، إلا أن نتنياهو تمسك برفضه، مشترطاً دوراً إسرائيلياً مراقباً لعملية التشغيل.
نتنياهو رفض خلال مفاوضات الدوحة الأخيرة مقترحاً وافقت عليه مصر والولايات المتحدة لتشغيل معبر رفح
وبحسب المعلومات، كان مقرراً الإعلان عن تفعيل الاتفاق وتحديد موعد واضح لدخول المقترح حيز التنفيذ مع نهاية جولة الدوحة (التي عُقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين)، قبل أن يعارضه نتنياهو الذي تمسك بشروط وصفتها الدوائر المصرية والأميركية بـ"المتعنتة". وتشير التقديرات المصرية إلى تقارب كبير في وجهات النظر بشأن إمكانية قبول "حماس" بوجود السلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في إطار اتفاق فلسطيني داخلي من دون وجود الاحتلال.
وبينما طرحت الإدارة الأميركية خلال مفاوضات الدوحة تصوراً يقضي بالانسحاب التدريجي من محور فيلادلفيا وتشغيل معبر رفح بوجود طرف فلسطيني يتبع السلطة على الجانب الفلسطيني من المعبر، لم يتضمن طرح واشنطن الجديد انسحاباً إسرائيلياً من محور نتساريم وسط القطاع، حيث شمل ضمانة أميركية بعدم تفتيش أو فحص العائدين إلى شمال القطاع من جانب التمركزات الإسرائيلية في صيغة تعني ضمنياً وجود قوات في الممر وعدم انسحاب إسرائيل منه.
وبحسب المعلومات، فإن التصور الذي رحبت به كل من الولايات المتحدة ومصر بشأن تشغيل معبر رفح ورفضه نتنياهو خلال مفاوضات الدوحة، كان يتضمن وجود عناصر من السلطة الفلسطينية، وتركيب كاميرات مراقبة في كافة مراحل العمل على المعبر، بحيث يكون مركز متابعة وإدارة تلك الكاميرات لدى الجانب المصري، إلا أن نتنياهو اشترط أن تكون لتل أبيب آلية في متابعة تلك الكاميرات على مدار الساعة وهو ما عارضته القاهرة، مؤكدة أن تلك العملية أجزاء منها مرتبطة بالأراضي المصرية والجانب المصري من المعبر، مؤكدة أنه حال وجود أي خرق أو مخالفة، ستخطر به إسرائيل لحظياً.