كشف مسؤول أمني عراقي في العاصمة بغداد، اليوم الأحد، عن توصل أجهزة الأمن إلى معلومات جديدة بشأن مصير الإسرائيلية المختطفة في العراق منذ مطلع العام الماضي، إليزابيث تسوركوف، مؤكداً نقلها إلى مكان خارج بغداد خاضع لسيطرة فصائل مسلحة نافذة.
وتواصل الجهات الأمنية العراقية المختصة التحقيقات للتوصل إلى معلومات عن مصير المختطفة الإسرائيلية، تسوركوف، في العاصمة بغداد، التي كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم مليشيا عراقية مسلحة باختطافها في تموز/ يوليو الماضي.
وأعلنت السلطات العراقية رسمياً، في 7 يوليو/ تموز الماضي، أنها فتحت تحقيقاً بشأن "اختطاف باحثة إسرائيلية روسية اختفت قبل أشهر في البلاد"، وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق، وليس لديها تعليق آخر.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "التحقيقات الخاصة بشأن مصير المختطفة الإسرائيلية، إليزابيث تسوركوف، توصلت أخيراً إلى نقلها خارج بغداد وفي منطقة تسيطر عليها فصائل مسلحة نافذة، مبيناً أنها "على قيد الحياة لدى فصيل عراقي معروف"، على حدّ تعبيره.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "التحقيقات رغم صعوبتها متواصلة، واللجنة توصلت إلى حقيقة أنها نُقلت أخيراً خارج بغداد باتجاه محافظة بابل، وهي على قيد الحياة"، مبيناً أن العراق يتعرض لضغوط أميركية بشأن المختطفة، التي تحمل جوازي سفر، روسي وآخر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ودخلت العراق بصفة باحثة، وعملت فترة طويلة تحت هذا العنوان في عدة مناطق".
ونشرت جماعة عراقية مسلحة تسجيلاً مصوراً للإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المختطفة، في نوفمبر/تشرين الثاني، تتحدث فيه باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وتكليفها مهمات داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.
اعترافات الأسيرة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق pic.twitter.com/R1F2VygjAV
— sonya ayoub (@NismaAyoub2) November 13, 2023
وتُتهم كتائب "حزب الله" العراقية بالوقوف وراء خطف تسوركوف، لكن التسجيل لم يحمل أي تأكيد بشأن الجهة التي تتحفظ عليها، إلا أنه يؤكد وجودها على قيد الحياة بعد إشاعات عن مقتلها على يد خاطفيها.
وتُعرّف تسوركوف نفسها عبر صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة مقرّها القدس المحتلة.
وخلال الأيام الماضية، ظهرت عدة حسابات على منصة "فيسبوك"، لشقيقة المختطفة تسوركوف، تطالب عبر إعلانات ممولة الجهة الخاطفة بالتواصل معها لمعرفة ما تريده الجهة الخاطفة.
تسوركوف: ملف غير قابل للحسم
السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، استبعد في حديث مع "العربي الجديد"، قدرة الحكومة والأجهزة الأمنية على حسم هذا الملف.
وقال حيدر إن "عملية اختطاف الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف من نوع الجرائم التي تقف الدولة عاجزة أمامها لفعل شيء يذكر، لكونها ترتبط بفصائل مسلحة معروفة وفاعلة على الأرض"، مبيناً أنه رغم مرور 13 شهراً على عملية الاختطاف، و4 أشهر منذ بثّ الخاطفين شريطاً مصوراً لها قالوا إنها اعترافات أدلت بها تسوركوف، و8 أشهر على إعلان الحكومة تشكيل لجنة لتعقب الخاطفين وتحديد مكان المختطفة، إلا أن الدولة لم تفعل شيئاً حيال هذا الملف".
الخبير في الشأن الأمني العراقي مخلد حازم، قال: "التحقيق بقضية المختطفة تسوركوف يعتبر من المواضيع المعقدة، خصوصاً أنه في العراق عندما يكون الاستهداف بدافع سياسي، تكون أوراق القضية وخيوطها مفقودة، فمن يقومون بهذا العمل لديهم الغطاء الذي يسهل عليهم التحرك وتنفيذ ما يريدونه".
وبيّن حازم "أن اختطاف الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف ضمن الاستهداف السياسي، فالجهة الخاطفة جهة متنفذة، ولهذا خيوط الجريمة مفقودة، وحتى إذا وصل الجهاز الأمني إلى بعض الخيوط، فستكون هناك معوّقات ومعرقلات تمنع استكمال التحقيق وكشف الجناة وكشف القضية بشكل كامل".