أفاد مسؤولون، اليوم الإثنين، بأن بعض معتقلي حركة "طالبان باكستان" (تحريك طالبان) تمكنوا من التغلب على حراسهم في مركز لمكافحة الإرهاب في شمال غربي باكستان وخطفوا أسلحة الشرطة وسيطروا على المرفق.
واحتجز متطرفون عناصر الشرطة وآخرين داخل مركز الاحتجاز في بانو كرهائن، بحسب ما ذكره المتحدث باسم حكومة الإقليم محمد علي سيف. وتقع بانو في إقليم خيبر بختونخوا وجزء من منطقة قبلية سابقة.
أشار مسؤولون إلى أن 30 على الأقل من مقاتلي "طالبان باكستان" متورطون في عملية الاستيلاء، وأنه قد يكون هناك ما يصل إلى 10 رهائن محتجزين.
وبدأت السلطات الباكستانية محادثات لمحاولة تفادي مواجهة وتحرير الرهائن، وطوقت قوات الأمن مركز الاعتقال.
وقال محمد علي سيف لوكالة "رويترز": "نجري مفاوضات مع القادة الكبار في طالبان الباكستانية في أفغانستان".
وأضاف أن أقارب لمتشددين شاركوا أيضا في بدء محادثات مع المسلحين داخل المركز.
وأوضح سيف أن مسؤولا واحدا على الأقل عن مكافحة الإرهاب قُتل على يد المسلحين الذين خطفوا أسلحة حراسهم أثناء استجوابهم، بحسب السلطات. وأردف سيف أن العديد من أعضاء حركة "طالبان باكستان" المهمين موجودون في المركز.
ولم يذكر عدد أفراد الأمن المحتجزين كرهائن. لكن ضابط مخابرات قال لـ"رويترز" إن هناك ست رهائن؛ أربع من الجيش واثنتان من مكافحة الإرهاب.
ويعكس الحادث عدم قدرة الحكومة الباكستانية على ممارسة سيطرتها في جميع الأوقات على المنطقة النائية على طول الحدود مع أفغانستان.
وطالبان الباكستانية جماعة منفصلة لكنها متحالفة أيضًا مع حركة طالبان الأفغانية، التي استولت على السلطة في الدولة المجاورة العام الماضي، حيث كانت القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في المراحل الأخيرة من انسحابها من أفغانستان.
ظهر القليل من التفاصيل الأخرى حول الحادث الذي بدأ في وقت متأخر الأحد، على ما يبدو أثناء استجواب الشرطة لمعتقلي "طالبان باكستان"، بحسب سيف.
وفي رسالة مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، هدد الخاطفون بقتل الضباط إذا لم يتم ترتيب عبورهم الآمن بسرعة من قبل الحكومة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة "طالبان باكستان"، محمد الخراساني، وقوع الحادث. وقال إن بعض الخاطفين أعضاء في الحركة ومحتجزون منذ سنوات.
أضاف الخراساني أن مقاتلي حركة "طالبان باكستان" يطالبون بممر آمن إلى وزيرستان الشمالية أو الجنوبية.
كانت تلك المناطق معقلًا للحركة حتى موجة من الهجمات العسكرية على مدى السنوات الماضية أعلنت المنطقة خالية من المسلحين.
منذ ذلك الحين، يختبئ كبار قادة ومقاتلي حركة "طالبان باكستان" في أفغانستان المجاورة، بالرغم من أن المسلحين لا يزالون يتمتعون بحرية السيطرة نسبيًا في مناطق الإقليم.
في وقت سابق، طلب خاطفو الرهائن في رسالة مصورة، بنقلهم جوًا إلى أفغانستان، لكن الخراساني قال إن الطلب تم عن طريق الخطأ، لأن مقاتليهم لم يكونوا على علم، بسبب احتجازهم المطول، بأن حركة "طالبان باكستان" الآن "تتمتع بالسيطرة في بعض أجزاء" من خيبر بختونخوا بالقرب من الحدود الأفغانية.
صعّدت حركة "طالبان باكستان" هجماتها على قوات الأمن منذ الشهر الماضي، عندما أنهت من جانب واحد وقف إطلاق النار الذي دام شهرا مع الحكومة الباكستانية. وتسبب العنف في توتر العلاقات بين باكستان وحركة "طالبان" الأفغانية التي توسطت في وقف إطلاق النار في مايو/ أيار.
شنت حركة "طالبان باكستان" تمردًا في باكستان على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، وتقاتل من أجل تطبيق أكثر صرامة للشريعة الإسلامية في البلاد، والإفراج عن أعضائها المحتجزين لدى الحكومة، وتقليل الوجود العسكري الباكستاني في المناطق القبلية السابقة في البلاد.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)