معارك طاحنة في أطراف مأرب باليمن.. عشرات القتلى والتحالف يشن 47 غارة

06 ديسمبر 2021
تشتد ضراوة القتال بمحافظة مأرب (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت وتيرة القتال في الأطراف الشمالية الغربية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط، شرقي اليمن، اليوم الاثنين، إثر هجوم عنيف لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على منابع النفط والغاز في حقول صافر، فيما كثف التحالف السعودي الإماراتي من عملياته الجوية وشن 47 غارة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وغداة انكسار زحف واسع في الأطراف الجنوبية لمأرب، شنت جماعة الحوثيين هجوماً غير مسبوق على مواقع الجيش اليمني في حقول صافر، في مسعى منها لتحقيق اختراق جوهري عبر الصحراء.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن صحراء العلم والنضود، شهدت معارك هي الأعنف منذ أسابيع، وتمكن خلالها الجيش الوطني مسنوداً برجال القبائل من إحباط الزحف الحوثي وتكبيد المليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إلى أن جماعة الحوثيين دفعت بمجاميع بشرية في جبهتي العلم والنضود، لكنها وقعت في كماشة مدفعية الجيش الوطني وغارات مكثفة لمقاتلات التحالف، أسفرت عن تدمير نحو 5 آليات عسكرية بمن عليها من عناصر قتالية.

ولم تكشف المصادر عن حجم خسائر الجيش اليمني في المعارك، لكن اندلاع القتال من مسافة الصفر والاستبسال الحوثي في تنفيذ هجمات انتحارية، يرجح إمكانية وجود خسائر كبيرة في صفوف الجانبين.

وفي السياق، أعلن التحالف السعودي الإماراتي تنفيذ 47 عملية استهداف ضد المليشيات الحوثية في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية، في معدل قياسي يكشف ضراوة الهجوم والمعارك على الأرض.

اقتراب خطوط التماس

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد أسفرت الغارات عن تدمير 34 آلية عسكرية وموقعاً لتخزين الذخائر، فضلاً عن مقتل أكثر من 280 من عناصر جماعة الحوثيين، دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام.

وأظهرت لقطات مصورة بثها الجيش اليمني لحظات استهداف الطيران الحربي لمجاميع حوثية في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، حيث كشفت الغارات اقتراب خطوط التماس الأمامية بين الجانبين إلى مسافات متقاربة للغاية.

وصعّد التحالف من عملياته الجوية على مواقع الحوثيين في مأرب وعدد من المحافظات، وحسب قناة "المسيرة "الناطقة بلسان الجماعة، فقد شن الطيران الحربي 130 غارة على عدد من المحافظات، منها 26 على العاصمة صنعاء.

ومن الواضح أن تصعيد التحالف قد أصاب الحوثيين بخسائر حقيقية، حيث شيعت الجماعة، اليوم الإثنين، 28 عسكرياً في موكب جنائزي موحد بصنعاء.

وتوعدت الجماعة، مساء اليوم الإثنين، بالرد على التحالف واعتبرت تصعيده الأخير بأنه "دليل على الخسارة في الميادين العسكرية" وفقاً لتصريحات أطلقها القيادي فيما يعرف بـ"المجلس السياسي"، عبد الملك العجري.

وفيما أشار إلى أن عمليات التحالف "لن تمر مرور الكرام وأن دول العدوان ستدفع الثمن"، ذكر القيادي الحوثي، أنهم لا يعولون على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بل على قواتهم المسلحة.

وعلى الرغم من التصعيد الواسع، إلا أن الجيش اليمني وجماعة الحوثيين، تبادلا اليوم الإثنين، جثث 30 مقاتلاً بالتساوي، وفقاً لما أعلنه وسطاء محليون قاموا بانتشالها من جبهات القتال في مأرب.

هجوم بصاروخ باليستي

وبعيداً عن مأرب، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين أطلقت صاروخاً باليستياً من مواقعها في منطقة الجند شرقي تعز باتجاه مناطق الساحل الغربي حيث يخوض مقاتلوها معارك متصاعدة مع القوات المشتركة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي.

ولا تُعرف طبيعة الهدف المستهدف، لكن مصادر تحدثت عن قصف تجمع للقوات المشتركة في الساحل الغربي، بعد أسبوع من قصف مماثل أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

ولم تعلن القوات المشتركة رسمياً تعرضها لهجوم صاروخي للحوثيين، لكن الموقع الإلكتروني لـ"ألوية العمالقة" السلفية، نشر مساء الإثنين، بياناً نعى فيه القيادي حكيم مرزاح وعدداً من منتسبي القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية.

في الأثناء، دعا "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، الحكومة الشرعية إلى اتخاذ "موقف جريء" يحدد بوضوح هوية الجهة التي تعرقل مهامها، وتسببت بوصول الأوضاع الاقتصادية إلى حافة الانهيار، وفقاً لبيان صادر عن هيئة رئاسة المجلس.

وأشار "الانتقالي" إلى أنه "سيعقد اجتماعا طارئا خلال الفترة المقبلة لتدارس الخطوات اللاحقة، في حال لم تصدر أي تصريحات عن رئاسة الحكومة خلال هذه الفترة تحدد تلك الجهة التي تعيقها عن معالجة مسببات هذه الأوضاع".

المساهمون