خرج مئات من الأهالي، اليوم الأربعاء، في مظاهرة بمناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور شرق سورية احتجاجا على غلاء الخبز وفقدان الطحين في العديد من الأفران، إضافة لإضراب العديد منها عن العمل على خلفية اقتطاع "قسد" نسبة من الطحين المقدم لها.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن مئات الأهالي من قرى وبلدات منطقة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي تجمعوا في بلدة الحريجية وقطعوا الطرقات وتظاهروا احتجاجا على فقدان مادة الخبز في العديد من الأفران وغلاء أسعار المادة إضافة لفقدان الطحين.
المنطقة التي تغذي سورية عموما بالقمح والطحين تعاني من فقدان الخبز بسبب المحسوبية والفساد وعمليات التهريب
وقالت المصادر إن "قسد" قررت أن تقتطع 25 بالمائة من كمية الطحين المقدمة للأفران في مناطق سيطرتها، وذلك دفع العديد من الأفران إلى الإضراب ما تسبب بانقطاع الخبز، مضيفة أن الأهالي يحملون الإدارة المدينة التابعة لـ"قسد" مسؤولية تأمين الخبز.
وبحسب المصادر، فإن الأهالي مصابون بحالة من الغضب لأن المنطقة التي تغذي سورية عموما بالقمح والطحين تعاني من فقدان الخبز بسبب المحسوبية والفساد وتهريب الطحين والقمح إلى مناطق أخرى، ويحملون "قسد" المسؤولية ويطالبونها بالرحيل عن منطقتهم. ودعا المتظاهرون بقية المناطق الخاضعة لـ"قسد" إلى الخروج في مظاهرات حتى تحقق "قسد" مطالبهم.
قرار برفع سعر الخبز
إلى ذلك قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد" أصدرت اليوم قرارا جديدا يقضي برفع سعر كيلو الخبز في مناطق "قسد" من 250 ليرة إلى 300 ليرة سورية، وبحسب المصادر يسري العمل بالقرار الجديد اعتبارا من الـ8 من الشهر الجاري.
وبحسب المصادر، فقد حددت الإدارة وزن الربطة بـ1250 غراما بعدد 9 أرغفة، وهددت كل من يخالف ذلك بالتعرض للمساءلة والمحاسبة، وأضافت المصادر أن القرار صدر عما يسمى "هيئة الاقتصاد والزراعة" في الإدارة الذاتية.
حملة اعتقالات جديدة
من جانب آخر، شنت مليشيات "قسد" حملة اعتقالات جديدة في مداهمة بالقسم الخامس من مخيم الهول شرق الحسكة، كما اعتقلت ثلاثة أشخاص في مخيم روج بتهمة التعامل مع تنظيم "داعش". وذكرت مصادر أن المعتقلين هم ثلاث نساء من حملة الجنسية العراقية من ذوي عناصر تنظيم "داعش".
وكانت قوات الأمن التابعة لمليشيات "قسد" قد داهمت مساء أمس أيضا مخيم الهول في ريف الحسكة، وأجرت عمليات تفتيش بهدف "ضبط الأمن" في المخيم الذي يشهد فلتانا أمنيا مستمرا منذ شهور.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام السوري وصلت إلى مواقعه في محور عين عيسى واللواء 93، وهي الثانية خلال الأسبوع الجاري. وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن التعزيزات تزامنت مع اجتماعات بين "قسد" وضباط من الجيش الروسي في القاعدة الروسية بعين عيسى لبحث التطورات في المنطقة.
وأضافت المصادر أن اجتماعا آخر حصل بين ضباط من الجيش التركي وآخرين من الجيش الروسي في منطقة الشركاك بريف الرقة الشمالي، ولم ترد أي تسريبات عن محاور النقاش بين الطرفين، ومن المتوقع أنها متعلقة بـ التفاهمات بينهما حول مناطق "قسد".
ويذكر أن الجانبين الروسي والتركي نفذا عشرات الدوريات المشتركة على الحدود في مناطق سيطرة "قسد"، منذ طرد الجيش التركي، والجيش الوطني السوري، "قسد" من مناطق تل أبيض ورأس العين على الحدود السورية التركية.