مضادات الطائرات في غزة.. المقاومة تسعى لتحييد سلاح الجو الإسرائيلي

21 ابريل 2022
منظومة "ستريلا 2" نظام صاروخي أرض-جو محمول على الكتف (أرشيف/Getty)
+ الخط -

استخدمت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس" فجر الثلاثاء الماضي صاروخاً من طراز "ستريلا-2" الروسي في التصدي لطائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية قصف تعرض لها قطاع غزة.

ومنظومة "ستريلا 2" هي نظام صاروخي أرض-جو خفيف الوزن محمول على الكتف، مصمم لاستهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، مع توجيه سلبي بالأشعة تحت الحمراء ورأس حربي شديد الانفجار، حيث يجبر الطائرة المستهدفة على التحليق فوق نطاق السلاح.

ودخلت المنظومة الاستخدام فعليا في عام 1968، وبدأ الإنتاج على نطاق واسع في عام 1970، فيما كانت هذه الصواريخ عنصرًا أساسيًا في الحرب الباردة وتم إنتاجها بأعداد ضخمة للاتحاد السوفييتي وحلفائه، فضلاً عن الحركات الثورية.

وحظي هذا الاستخدام بإشادة فلسطينية واسعة في ظل نقص الإمكانيات التي تواجه المقاومة وحالة الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ عام 2006 واللجوء لعمليات التصنيع والتطوير المحلي للتغلب على الإجراءات المتخذة.

وشكلت مقاطع الفيديو التي بثتها الذراع العسكرية لحركة حماس مزيداً من تعزيز حالة الاحتفاء من قبل الفلسطينيين بمقاومتهم وقدرتها على توجيه ضربات عسكرية ذات طابع نوعي تجبر الاحتلال على وقف عدوانه وقصفه.

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تظهر فيها المنظومة في القطاع، إذ سبق أن تحدث الاحتلال الإسرائيلي عام 2012 وخلال الحرب التي شنها عن استخدام المقاومة الفلسطينية لمضادات "أرض جو" من أجل التصدي للطائرات وقت قصفها لغزة.

وتتابع الأمر خلال حرب 2014 وخلال جولة التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل عام 2019، إذ استخدمت المقاومة منظومتي "ستريلا2" و"سام 7" في محاولتها لإصابة الطائرات الإسرائيلية ووقف الغارات على القطاع.

وسعت المقاومة في غزة خلال السنوات الماضية لابتكار بعض الأدوات التي تم تصنيعها محلياً من أجل إطلاق الأعيرة النارية تجاه الطائرات، غير أنها ذات جدوى قليلة نظراً للتطور الكبير في سلاح الجو الإسرائيلي مقارنة مع إمكانيات هذه الأسلحة.

ويستخدم الاحتلال طائرات حربية من طراز "F16" و"F35" وطائرات الشبح التي لا يمكن رصدها إلا بنوعيات متطورة من الرادارات والمنظومات التي تمتلكها كبار الدول في العالم، إلى جانب الأباتشي والمسيرات بدون طيار والتي نجحت المقاومة في استهداف بعضها.

في الأثناء، يقول المختص في الشأن العسكري واصف عريقات إن إطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ هو بمثابة رسالة سياسية عسكرية بأنها لن تسمح ببقاء سماء غزة متاحة أمام القصف الإسرائيلي دون أي رد أو محاولة لعرقلته.

ويضيف عريقات لـ"العربي الجديد" أن ما جرى يعكس إعلان المقاومة رسمياً عن امتلاكها لمخزون جيد لهذا السلاح إلى جانب وجود قرار باستخدامه في الميدان من أجل الرد على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف القطاع ومواقع المقاومة.

ووفق عريقات، فإن السلاح لن يكون ذا تأثير ميداني كبير في ظل استخدامه بكميات قليلة عبر إطلاق صاروخ أو صاروخين منه، إضافة إلى عدم توفر منظومة رادارات متطورة في مجال تعقب الطائرات الحربية.

لكن عريقات يعتبر أن لجوء المقاومة إلى استخدام هذه المنظومة بغزارة مع تطوير كفاءة المقاومين المستخدمين لها سيؤدي للحد من مناورة الطائرات الحربية الإسرائيلية، وهو ما قد يجبرها على الارتفاع أو الهبوط على الأرض شريطة إطلاق دفعات كبيرة.

ويشير إلى أن هذا السلاح رغم فعاليته فإنه، وأمام تطور سلاح الطيران الإسرائيلي، سيكون من الصعب تحييد كامل الطيران نظراً لقيام الاحتلال بالقصف عن بعد في الكثير من الأحيان، وعدم اللجوء للقصف من مناطق منخفضة أو خلال تحرك الطائرات ببطء.

ويرى المختص في الشأن العسكري أن إطلاق المقاومة لمنظومة "ستريلا 2" والإفصاح الرسمي عنها يعود إلى امتلاكها كميات جيدة وعددا لا بأس به منها كما كان الحال في منظومة "الكورنيت" قبل سنوات، وهو الأمر الذي تقرأه إسرائيل بنوع من القلق.

المساهمون