مصر: لا ذكرى في 25 يناير إلا لعيد الشرطة

25 يناير 2023
شرطي مصري أمام ميدان التحرير، يناير 2017 (فرانس برس)
+ الخط -

استبقت المحطات التلفزيونية المصرية، الحكومية منها والخاصة، الاحتفال بذكرى 25 يناير/ كانون الثاني، بالتركيز على عيد الشرطة المصرية الحادي والسبعين، متغافلة عن عمد عن الذكرى الثانية عشرة لثورة 25 يناير 2011 التي اندلعت تنديداً بانتهاكات جهاز الشرطة ووزارة الداخلية المصرية، قبل أن يتحول الهتاف من "الداخلية بلطجية" إلى "الشعب يريد إسقاط النظام".

وضعت المحطات التلفزيونية شارات احتفال بعيد الشرطة، مطابقة للشارة التي أطلقتها وزارة الداخلية المصرية بهذه المناسبة. واحتفلت الوزارة، أول من أمس الإثنين، بهذا العيد في مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كرّم عدداً من الضباط.

التغافل عن ذكر الثورة المصرية

قناة واحدة، أو اثنتان على أقصى تقدير، وضعت شارة الاحتفال بذكرى الثورة إلى جانب شارة الاحتفال بعيد الشرطة، فيما وضعت الغالبية العظمى من القنوات شارة الاحتفال بعيد الشرطة فقط. كما انطبق هذا الوضع على تهنئات البرلمانيين المصريين في مجلسي الشعب والشورى، ممن أغرقوا دوائرهم الانتخابية بلافتات تهنئ الشرطة المصرية بعيدها، دون أي ذكر للثورة.

كذلك بادر مجلس النواب المصري بهذه المناسبة إلى الموافقة على مشروع قانون تعديل بعض أحكام القانون رقم 109 لسنة 1971 في شأن تنظيم هيئة الشرطة، والذي يهدف إلى "تحقيق الاستقرار الوظيفي لأعضاء هيئة الشرطة وترسيخ قيم الانضباط بما يتواكب مع التشريعات التي صدرت أخيراً".

وضعت الغالبية العظمى من القنوات شارة الاحتفال بعيد الشرطة فقط

كما يهدف إلى "ضبط صياغة بعض النصوص، وتعديل بعض معايير وقواعد توقيع الجزاءات والإحالة لمجلس التأديب لأعضاء هيئة الشرطة من ضباط وأفراد، لتحقيق التجانس والتكامل التشريعي مع القوانين ذات الصلة".

إلى جانب ذلك، أغرق النواب حساباتهم الخاصة وصفحاتهم العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، بتهنئات لجميع العاملين في جهاز الشرطة ووزارة الداخلية. كذلك كتب عدد منهم مقالات في الصحف التي ينشرون فيها أعمدة ثابتة للتهنئة بعيد الشرطة.

قصة تاريخ عيد الشرطة المصرية

انتشر عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منذ أيام، منشور يحكي قصة تخصيص يوم 25 يناير عيداً للشرطة منذ عام 1952. المنشور بدا أنه موحد على الصفحات العامة والخاصة، كما انتشر على حسابات عدد من النواب والصحافيين والإعلاميين العاملين في الصحف والقنوات الحكومية والتابعة لأجهزة سيادية.

وأشار المنشور إلى أنه "تبقّت من الزمن ثلاثة أيام وبضع ساعات ليحتفل المصريون بإحياء ذكرى أحداث معركة الإسماعيلية". كما لفت المنشور إلى أن هذه المعركة "دارت رحاها صبيحة يوم 25 يناير 1952 بين رجال البوليس المصري البواسل الذين رفضوا الامتثال لإنذار قائد قوات الاحتلال البريطاني بتسليم أسلحتهم والمعسكرات الشرطية ومبنى محافظة الإسماعيلية واستبسلوا في الدفاع عن أرضهم وأسلحتهم ودارت المعركة غير المتكافئة".

وأوضح أن هذه المعركة شهدت استشهاد وإصابة "الكثيرين من رجال الشرطة في ما سُمّي بعيد الشرطة الذي اعتادت الشرطة المصرية والشعب الاحتفال به منذ 71 عاماً".

انتشر منشور يحكي قصة تخصيص يوم 25 يناير عيداً للشرطة منذ عام 1952

كما جاء في المنشور أن "الأربعاء المقبل عيد الشرطة، ولا يسعنا في هذا اليوم وكل يوم إلا أن نتقدم بالتهنئة لرجالات الشرطة الوطنية من مختلف الرتب والمناصب والإدارات والمصالح الشرطية، فهنيئاً لكم يوم عيدكم وعيدنا وكل سنة وأنتم طيبون".

كما سأل المنشور "ألا يستحق رجال الشرطة أن نشاركهم فرحتهم في الاحتفال بيوم عيدهم؟ ألم تتفتح أعيننا على الدنيا ونحن نعتبر يوم 25 يناير من كل عام عيداً للشرطة حتى قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك اعتباره يوم إجازة رسمية اعترافاً بتضحياتهم؟".

وأوضح المنشور أنه "في عيد الشرطة، كل شرطي على أرض الوطن في خير وأمن وأمان، وسلاماً للأبطال ورحم الله الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن والشعب، وكل عام ومصرنا بخير في أمن وأمان في ظل قيادة القائد والزعيم البطل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي".

المساهمون