قالت الخارجية المصرية، اليوم الخميس، إنّ "إنجاز مصالحة حقيقية بين دول الرباعي العربي وقطر يتطلب صدق النوايا، لتعود للعلاقات العربية خصوصيتها، وتزكي التضامن والحفاظ على المصالح المشتركة ومراعاة مبادئ الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتصدي لكل ما يُهدد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية ويحافظ على الأمن القومي العربي".
وأضافت، في بيان، حول مسألة قرب التوصل إلى مصالحة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين مع قطر، أنّ "مصر دائماً ما تسعى لدعم الجهود الصادقة المبذولة للحفاظ على وحدة الصف العربي والتوصل إلى المصالحة وبما يُعيد اللُحمة داخل البيت العربي ويُتيح المجال للتعاون البنّاء وحفظ مصالح كافة الأطراف".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي، وبعد أربعة أيام من الصمت على التصريحات السعودية والقطرية والكويتية عن تقدم المفاوضات، قالت الخارجية المصرية إنها تأمل أن تسفر "المساعي المشكورة من دولة الكويت" عن حل شامل يعالج أسباب هذه الأزمة كافة، ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه.
وأشادت الخارجية المصرية باستمرار الجهود المبذولة من أمير الكويت الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح ودولة الكويت لرأب الصدع العربي وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي، وذلك في إطار الدور المعهود للكويت وحرصها الدائم على الاستقرار في المنطقة العربية، وذكرت أنه "انطلاقًا من مسؤولياتها ووضعها فإنها تضع دائماً في الصدارة الحفاظ على التضامن والاستقرار والأمن العربي".
وقبل هذا البيان بأيام معدودة، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بالتزامن مع اتصالات واسعة شاركت فيها واشنطن لدفع عملية المصالحة لإنهاء الأزمة الخليجية، واستطلاع مدى إمكانية مشاركة مصر في المصالحة مع قطر.
وقبل ذلك، احتلت الأزمة ومفاوضاتها صدارة نقاشات وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان ومساعديهما في الرياض مطلع الشهر، لكن ذلك الاجتماع لم يسفر عن تطابق وجهات النظر بين القاهرة والرياض، رغم التأكيد المعتاد على قوة العلاقات الثنائية ووحدة المواقف إزاء القضايا الإقليمية.
وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات صحافية، الأسبوع الماضي، عدم وجود أي معوقات على المستوى السياسي أمام حل الأزمة الخليجية، وأن مناقشات المصالحة الأخيرة كانت مع السعودية فقط، لكن المملكة كانت تمثل باقي أطراف الأزمة.