واصل وزير الخارجية المصري سامح شكري تصريحاته المتناقضة في قضية سد النهضة الإثيوبي. ففي مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، مساء الجمعة، وصف الملء الثاني للسد بأنه "تنصل إثيوبي من إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015"، مضيفاً في الوقت ذاته أن "هناك ضرراً يمكن تحمّله لتحقيق التنمية لأشقائنا الإثيوبيين، وهناك ضرر لا يمكننا تحمله".
وذكر شكري أن الجهات الفنية المصرية تعمل على مدار الساعة لمراقبة فيض مياه النيل، وتحديد مدى تأثير عمليات سد النهضة وحجم تأثيرها في مصر والضرر المحتمل وقوعه.
ورفض شكري اتهام إثيوبيا لمصر بتدويل القضية، قائلاً إن أديس أبابا وافقت بالفعل على تدويل الأزمة من خلال مشاركة الاتحاد الأفريقي بإرادتها الحرة، كذلك فإنها شاركت في المفاوضات التي عقدت في واشنطن، وأنها تلجأ لمثل هذه التصريحات عندما تعتقد أن الأمر سيكون في مصلحتها.
وشدد على أن مصر لن تسمح بالملء الثاني المنفرد دون وجود اتفاق شامل ينظم عملية الملء والتشغيل، وإذا قامت إثيوبيا بذلك، فسيُعتبَر تصرفاً مخالفاً لاتفاق المبادئ، وتكون بذلك متنصلة منه ومن التعهدات التي قدمتها.
وكان شكري قد فجّر أزمة منذ أيام بتصريحاته عن ثقة مصر في أن الملء الثاني لن يضرّ بمصالحها المائية، وهو ما استقبلته إثيوبيا بترحاب شديد، واعتبرته تغيراً في الموقف المصري.