أصدرت مصر بيانا تدين فيه تطرّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، إلى "الشأن الداخلي المصري"، بعد ساعات من استدعاء الخارجية المصرية للقائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة وإبلاغه الاعتراض الرسمي على تلك التصريحات.
وكان مفتي قد اتهم مصر، في مؤتمر صحافي منذ يومين، بافتعال مشكلة حول سد النهضة، للتهرب من الأوضاع الداخلية المأزومة. وأشار، في تصريحاته -لأول مرة على لسان مسؤول إثيوبي- إلى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة عام 2013 ووفاة الرئيس المعزول محمد مرسي في قاعة محاكمته في يونيو/حزيران 2019، باعتبارهما دليلين على تردي الأوضاع السياسية في مصر.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، إن "مصر تدين هذه التصريحات، وتعتبرها تجاوزاً سافراً، وغير مقبولة جملةً وتفصيلاً، كما تمثل خروجاً فجاً عن الالتزامات الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والذي ينص بوضوح في مادته الرابعة على التزام الدول الأعضاء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، ويعد خروجاً عن القيم الأفريقية العريقة التي تزكي الإخاء واحترام الآخر".
وأضاف أن "مثل هذا التهجُم على الدولة المصرية والتجني في تناول شؤونها الداخلية، لا يمثل سوى استمرار لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخلياً وخارجياً".
وذكر أن "مصر آثرت الامتناع دوماً عن التطرق بأي شكل للأوضاع والتطورات الداخلية في إثيوبيا"، مشيرا إلى أنه "كان من الأجدر على المتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية في بلاده التي تشهد الكثير من النزاعات والمآسي الإنسانية التي أفضت إلى مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، وآخرها ما يدور في إقليمى تيجراي وبني شنقول على مرأى ومسمع من الجميع، وكذا ما يشهده إقليم أوروميا من توتر وعدم استقرار متواصلين. هذا، فضلاً عن الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي، بما في ذلك ما يشهده الشريط الحدودي مع السودان مؤخراً من أعمال عسكرية وتوتر متصاعد".
ويأتي هذا التلاسن الحاد بين القاهرة وأديس أبابا قبل أيام معدودة من اجتماع مرتقب حول قضية سد النهضة.
وكانت جنوب أفريقيا، التي ترأس حاليا الاتحاد الأفريقي، قد دعت كلا من مصر والسودان وإثيوبيا إلى اجتماع، الأحد القادم، لاستئناف مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة، بعد اتصالات أجراها الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مع قيادات الدول الثلاث.
وفي الآونة الأخيرة، ساءت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، وألمح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى مسؤولية مصر عن توتر الأوضاع الداخلية في بلاده والتوتر الحدودي الأخير مع السودان.