قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ القرار المصري بفتح الأجواء مع قطر وإعادة رحلات الطيران المباشر بين البلدين وشيك للغاية، ومن المقرر الإعلان عنه في غضون ساعات، مؤكدةً أنّ النظام المصري ملتزم أمام شركائه الخليجيين بالانخراط في التزامات اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه أخيراً. وحول استكمال خطوات المصالحة وتسمية مصر سفيراً لها في قطر وعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، قالت المصادر: "القرار لن يتم اتخاذه بشكل مخصص لقطر، ولكن من المنتظر أن يكون ضمن الحركة الدورية للسفراء التي تجريها الخارجية المصرية"، مشيرةً إلى أنّ "تعيين مصر سفيراً جديداً لها في قطر سيكون في نهاية مارس/ آذار المقبل على أقصى تقدير".
مصر تعيّن سفيراً جديداً لها في قطر في نهاية مارس/ آذار المقبل
وأوضحت المصادر أنّ زيارة وزير المالية القطري علي شريف العمادي للقاهرة، قبل أيام، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة الخليجية لافتتاح أحد الفنادق المملوكة لمجموعة "الديار" القطرية، تخللتها مباحثات اقتصادية مع مسؤولين مصريين، كان من بين ثمارها إنهاء الخلافات بين مجموعة "الديار" والجانب المصري بشأن أحد المشروعات العقارية الضخمة في القاهرة الجديدة، وإصدار القرارات اللازمة بشأن تسهيل واستئناف العمل بالمشروع المعطل منذ سنوات عدة. كما تمّ التوافق المبدئي بشأن إمكانية المشاركة في الاستثمار في المشروعات الكبرى التي تعكف السلطات في مصر على تنفيذها، فضلاً عن التطرق إلى مشاريع في العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة.
من جهة أخرى، كشفت المصادر عن بدء إجراءات تلقي مصر دعماً اقتصادياً سعودياً، في إطار تفاهمات جرت بين البلدين، قائلةً: "كان هناك اتفاق بين القاهرة والرياض بشأن حزمة مساعدات، بعضها نفطي والآخر اقتصادي، تم التوافق بشأنها بعد توقيع القاهرة على وثيقة تشكيل تجمع الدول المشاطئة على البحر الأحمر بقيادة السعودية، مطلع العام الماضي". وأوضحت المصادر أنه تم إرجاء تنفيذ الاتفاق مرات عدة.
بدء إجراءات تلقي مصر دعماً اقتصادياً سعودياً
يذكر أنّ وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اعتبر، أمس الأحد، أنّ فتح الأجواء مع قطر "خطوة إيجابية لبناء الثقة"، لكنه أكد أنّ "هناك قضايا مع قطر لا تزال تحتاج للتعاون من أجل حلها". وقال في تصريحات صحافية، إنّ "عودة العمل الخليجي لمسيرته المعتادة قد بدأت".
واستضافت السعودية، الأسبوع الماضي، القمة الخليجية الحادية والأربعين التي شهدت حل النزاع السياسي الذي قامت الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة على أثره بفرض حصار على قطر قبل أكثر من ثلاث سنوات. وعلى أثر هذه المصالحة، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية إعادة فتح المجال الجوي واستئناف حركة الطيران مع قطر، اعتباراً من السبت الماضي، في 9 يناير/ كانون الثاني الحالي. كما أعادت البحرين فتح مجالها الجوي مع قطر، اليوم الإثنين. كذلك، أعادت السعودية، السبت الماضي، فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر، بعدما كانت قد أغلقتها في يونيو/ حزيران عام 2017.