أعلن حذيفة أبو الفتوح، نجل السياسي المصري البارز ورئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، اعتداء أحد ضباط الشرطة في سجن طرة، على والده، ما أدى لإصابته بأزمة قلبية كادت تودي بحياته.
وكتب حذيفة أبو الفتوح، عبر حسابه على فيسبوك، تفاصيل الواقعة "أبويا أبلغني أنه تم الاعتداء عليه يوم الأربعاء 23 مارس/ آذار، عصرًا بعد انتهاء فترة التريض، بدفعه بعنف وإدخاله إلى الزنزانة بالقوة، من قبل العميد أحمد الوكيل، مفتش مباحث منطقة سجون طرة، وضابط آخر اسمه أشرف شلبي - بأنفسهم وبقوة من العساكر -، وتسبب هذا الاعتداء له في نوبة قلبية حادة استمرت 6 ساعات تقريبًا تناول خلالها جرعتين من موسع الشرايين".
وعانى أبو الفتوح، في حبسه الانفرادي المطول، من عدة نوبات من أمراض القلب الإقفارية (نوبات الذبحة الصدرية)، اقتصرت فيها الاستجابة الطبية دائمًا على تزويده بأقراص النترات تحت اللسان.
وتابع حذيفة أبو الفتوح "مأمور سجن المزرعة العقيد أسامة الرويني لم يسمح لوالدي بتحرير محضر بالواقعة. كما لم يسمح له بعمل محضر إثبات امتناعه عن الزيارة، بعد عدم استجابة إدارة السجن لطلب أبويا بعودة الزيارة الطبيعية".
وفي محاولة منه لمعرفة أسباب عدم السماح لوالده بإثبات امتناعه عن الزيارة، كتب حذيفة "بعد الزيارة عدت لسجن المزرعة لمعرفة أسباب الامتناع عن إثبات امتناع والدي عن الخروج للزيارة أو تحرير محضر واقعة الاعتداء عليه، وطلبت مقابلة مأمور سجن المزرعة العقيد أسامة الرويني، وقابلته فعلًا أمام باب السجن وسألته، وكانت إجابته: مينفعش مسجون يعمل محضر".
وتابع حذيفة "أبلغت مأمور السجن أن قانون تنظيم السجون رقم 396 أقر بحقه وحق أي مسجون في تحرير محاضر إثبات حالة، وأن مأمور السجن ملزم بذلك".
وأعلن حذيفة عزم أسرته اتخاذ الإجراءات القانونية كافة تجاه الاعتداء على والده، وحمّل المسؤولية المباشرة عن سلامة والده الجسدية والنفسية للعقيد أسامة الرويني، مأمور سجن المزرعة، والعميد أحمد الوكيل، مفتش مباحث منطقة سجون طره، والضابط أشرف شلبي.
وبعدها مباشرة، أصدرت أسرة عبد المنعم أبو الفتوح بياناً نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شددت فيه على استنكارها وإدانتها بشدّة الاعتداء الهمجي الذي تعرّض له في محبسه بسجن مزرعة طرة، وحمّلت النظام الحالي المسؤولية الكاملة عن حياته وسلامته الجسدية والنفسية.
أعلن حذيفة عزم أسرته اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه الاعتداء على والده
كذلك حملت أسرة عبد المنعم أبو الفتوح وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون ومأمور سجن المزرعة المصريين المسؤولية المباشرة عن ذلك.
وأشارت الأسرة في بيانها إلى أنه عقب انتهاء آخر زيارة لأسرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، أبلغ أبو الفتوح إدارة سجن المزرعة امتناعه عن الزيارة بعد ذلك في حال استمرت بالطريقة الاستثنائية التي تتم بها منذ بداية عام 2019، إذ تُفرَض عليه خلالها عدّة قيود دون مبرر، وتمثل امتداداً للتنكيل المستمرّ به على مدار أكثر من أربع سنوات في حبس احتياطي منذ 14 فبراير/ شباط 2018.
أبو الفتوح صاحب الواحد وسبعين عامًا محبوس في زنزانة انفرادية، على ذمة القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ، باتهامات "تأسيس وقيادة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها".
وتابعت الأسرة أنه خلال محاولتها زيارته يوم 2 مارس/ آذار الماضي امتنع الدكتور أبو الفتوح عن الخروج للزيارة، وقد كانت تلك هي أول مرّة يمتنع فيها فعلياً عن الخروج من محبسه للزيارة بعد عدم استجابة إدارة سجن المزرعة لعودتها إلى ما كانت عليه بصورة طبيعية. واستمر امتناعه ذلك خلال كافة محاولات الأسرة زيارته وحتى الزيارة أمس السبت الموافق 2 إبريل/ نيسان، والأول من شهر رمضان.
ومنذ 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، وخلال تلك الفترة، تكرر طلب أبو الفتوح مقابلة مأمور سجن المزرعة العقيد أسامة الرويني لمعرفة موقف طلبه عودة الزيارة لصورتها الطبيعية، إلّا أن طلبه كان يتم تجاهله في كل مرّة.
وأكدت أسرة أبو الفتوح أن استجابة إدارة السجن له اقتصرت على إعطائه موسعاً للشرايين مرتين على مدار 6 ساعات إلى أن استقرت حالته قرابة العاشرة مساء. طلب يومها، وخلال الأيام التالية مقابلة مأمور السجن أو ضابط مباحث السجن لعمل محضر بما حدث إلا أنه لم يُسمح له، لا بمقابلتهما، ولا بعمل محضر، وكان يتم الرد عليه بأن إدارة السجن تُخبره عبر أحد المخبرين بالسجن (المسيّر) "مفيش مسجون بيعمل محضر".
ويعاني أبو الفتوح كذلك من عدة أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما أصيب بانزلاق غضروفي في عموده الفقري أثناء وجوده في السجن.
كما أنه يعاني من مرض متقدم في البروستاتا، ما يتطلب جراحة عاجلة، مع تداعيات متعددة، بما في ذلك التهابات المسالك البولية، والمغص البولي المؤلم للغاية، وعدم القدرة على التحكم في التبول، وكذلك من مشكلات حصوات الكلى والمثانة، واقترحت عائلته مراراً وتكراراً تغطية جميع نفقات أي خدمة طبية مطلوبة، ولكن دون جدوى حتى الآن.
وكانت آخر رسالة استلمتها الأسرة منه يوم الاثنين الموافق 21 مارس/ آذار الماضي. بعدها، منعت إدارة السجن أية رسائل منه إلى أسرته، تحديداً يوم الأربعاء 23 مارس/ آذار، ويوم الاثنين 28 مارس، ويوم الأربعاء 30 مارس، ويوم الخميس 31 مارس. وذلك رغم تأكيده لأسرته اليوم تسليمه إدارة السجن رسائله إلى أسرته.
وقد ظلّت الأسرة في حالة انقطاع تام عنه حتى زيارته السبت 2 إبريل.
كذلك أبلغ أبو الفتوح أسرته في الزيارة الأخيرة أنه كان قد قرر بالفعل تعليق امتناعه عن الزيارة بعد واقعة الاعتداء عليه من قبل إدارة السجن، وخاصة بعد عدم استجابتها لطلبه عمل محضر بما حدث، وأنه قد كتب في رسالته إلى الأسرة يوم الاثنين 28 مارس ما يفيد بتعرّضه لذبحة صدرية وقراره تعليق الامتناع عن الزيارة، بل وطلبه من أسرته الحضور لزيارته. وهي إحدى الرسائل التي امتنعت إدارة السجن عن تسليمها لأسرته في ذلك اليوم رغم حضور أسرته إلى السجن في ذلك اليوم، وطلبها زيارته، وانتظارها حتى الخامسة مساء، قبل أن يتم إبلاغها مثل كل مرّة بامتناع دكتور أبو الفتوح عن الخروج للزيارة، فضلاً على عدم وجود أية رسائل منه، وهو ما استمر حتى زيارته الأخيرة.
كما أبلغ الدكتور أبو الفتوح أسرته أيضاً أنه لم يتم إبلاغه بحضور أحد لزيارته بعد واقعة الاعتداء عليه يوم 23 مارس وحتى اليوم 2 أبريل، وأن "الطبلية"، أي الطعام من خارج السجن، كانت تصل إليه قرابة الساعة الخامسة مساء وكذلك الأدوية عند إحضارها خلال تلك الفترة وكان يتم إبلاغه عند استفساره عمن أحضرها ولِمَاذا لَم يتم إبلاغه بحضور أحد للزيارة بأن "ابنه أحضرها ورحل مباشرة".
ودانت أسرة عبد المنعم أبو الفتوح هذا الاعتداء "غير المسبوق عليه" وأعلنت احتفاظها بحقوقه وحقوق أسرته كافة في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه كافة.