مصدر ينفي مزاعم روسية عن استهداف معسكر تدريبي بمحيط تدمر

مصدر في المعارضة السورية ينفي المزاعم الروسية حول استهداف معسكر تدريبي بمحيط تدمر

20 ابريل 2021
روسيا ادعت قتل 200 "مسلح إرهابي" (حسين ناصر/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانٍ لها نقلته وسائل إعلام روسية، الإثنين، أن سلاح الجو الروسي تمكن من قتل ما يقارب الـ200 "مسلح إرهابي"، إثر استهداف معسكر تدريبي في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، شرق سورية، دون ذكر تفاصيل أخرى عن تبعية المعسكر الذي جرى استهدافه.

وقال نائب مدير مركز المصالحة الروسي في حميميم، والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري ألكسندر كاربوف، في البيان الذي صدر مساء الإثنين، إن معلومات متوفرة أفادت بإنشاء المسلحين قاعدة مختبئة شمال شرق تدمر، مضيفاً أنه جرى تشكيل "جماعات قتالية" لإرسالها إلى مناطق مختلفة ضمن سيطرة النظام، و"تنفيذ عمليات إرهابية هناك". وأشار إلى أن ذلك المعسكر الذي تم استهدافه تم فيه إنتاج عبوات ناسفة يدوية الصنع.

وأوضح كاربوف: "بعد تأكيد المعطيات من قنوات عدة بشأن إحداثيات وجود مواقع (الإرهابيين)، نفذت طائرات تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية ضربات أسفرت عن تدمير أماكن الاختباء والقضاء على ما يصل إلى 200 مسلح، و24 سيارة رباعية الدفع محملة برشاشات من العيار الثقيل، إضافة إلى نحو 500 كيلوغرام من الذخائر والمكونات لإنتاج عبوات ناسفة يدوية الصنع".

وادعى نائب مدير مركز المصالح أن "جماعات مسلحة غير شرعية تخطط لشن عمليات إرهابية وهجمات على مؤسسات الدولة السورية في مدن كبيرة لزعزعة الاستقرار في البلاد"، مشيراً إلى أن ذلك التخطيط يأتي قبيل انتخابات الرئاسة في سورية، والتي من المقرر أن تجري يوم 26 يونيو/ حزيران المقبل.

من جهته، نفى مصدر عسكري من المعارضة مطلع على المعارك في البادية، الادعاءات الروسية عن وقوع هذا العدد من القتلى من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تنشط خلاياه في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. 

وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أن الطائرات الحربية الروسية شنت، الإثنين، 12 غارة جوية، مستهدفةً كهوفاً ومقرات لخلايا تنظيم "داعش" في مناطق كباجب وجبل البشري جنوب محافظة دير الزور، والرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، وطريق "أثريا- خناصر" جنوبي حلب وشرقي حماة، ومحيط السخنة شرق حمص.

نفى مصدر عسكري من المعارضة مطلع على المعارك في البادية، الادعاءات الروسية عن وقوع هذا العدد من القتلى من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تنشط خلاياه في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي

ولفت المصدر إلى أن خلايا "داعش" تعتمد على الهجمات المباغتة بين الحين والآخر ضد أرتال النظام العسكرية وشحناته النفطية ضمن البادية السورية، ولكن من الاستحالة تجمع خلايا التنظيم ضمن معسكر بهذا العدد من المقاتلين، لا سيما أن جميع التعزيزات التي أرسلتها القوات والميليشيات المرتبطة بروسيا توزعت على بادية مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي.

وأشار المصدر إلى أن ستة أرتال من "الفرقة الرابعة"، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، التي انطلقت من قلعة المضيق بريف حماة الغربي، وصلت خلال الأيام الماضية إلى بادية تدمر والسخنة وانتشرت في المنطقة بعتادها العسكري الثقيل من دبابات ومدافع وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، بالإضافة إلى أرتال من ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، وقوات "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة" انطلقت من جبهات إدلب، وتحديداً مدينتي معرة النعمان وسراقب، وصلت إلى البادية وانتشرت معظمها في محيط مدينتي تدمر والسخنة، وتعمل على تمشيط البادية بشكل يومي ومستمر، وحتى اللحظة لم تتمكن من إيجاد أي مخبأ لخلايا "داعش" أو إيقاع أي أسرى من عناصر التنظيم.

وشاركت طائرات النظام الحربية، الإثنين، بـ17 غارة جوية استهدفت منطقة البادية، أقلعت ثماني طائرات من مطاري حماة العسكري، والتيفور، لكن جميع الغارات التي نفذتها لم تحقق أي هدف، بحسب وحدات الرصد والمتابعة للمعارضة السورية.

وكان تنظيم "داعش" قد تبنى، السبت الماضي، مقتل جنديين من القوات الروسية، وإصابة آخرين، إثر إفشال عملية إنزال جوي لمروحية روسية في بادية السخنة بريف حمص الشرقي، بحسب ما جاء في بيانٍ نشرته وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش".

وكان التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وحليفه الرئيسي في سورية "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أعلنوا في ربيع 2019 هزيمة تنظيم "داعش" في سورية بآخر جيب له في بلدة الباغوز السورية، عند الحدود العراقية، إلا أن منتصف العام الماضي شهد بداية عودة ظهور خلايا التنظيم من جديد، والتي زادت من نشاطها بشكل تدريجي، مستهدفةً بشكلٍ أساسي قوات النظام في البادية، والميليشيات الحليفة لها المدعومة من كل من إيران وروسيا، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة بصفوف تلك القوات والميليشيات، نتيجة الهجمات المباغتة والخاطفة التي باتت أسلوب التنظيم بعد اندحاره عن معاقله الرئيسية، الأمر الذي تطلب من النظام وروسيا، وحتى الإيرانيين، شن حملات للقضاء على خلايا التنظيم في البادية دون تحقيق حسم كامل.