كشفت مصادر إيرانية مطلعة، اليوم الثلاثاء، أنّ الجولة الرابعة للحوار الإيراني السعودي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، يوم 18 سبتمبر/أيلول الجاري، بمشاركة وفدين رفيعي المستوى من طهران والرياض.
وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ نائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية سعيد إيرواني، ترأس الوفد الإيراني في المباحثات، وفي المقابل ترأس خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودية وفد بلاده.
وكشفت المصادر أنّ الجانبين عقدا المباحثات بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشيرة إلى أنّ الطرفين راجعا في الجولة الجديدة المباحثات في الجولات السابقة.
ولفتت إلى أنّ الجانب السعودي يركّز في المباحثات على الأزمة اليمنية، "لكن الجانب الإيراني مصرّ على موقفه بشأنها، وأبلغ المفاوض السعودي بأنّ هذا الأمر يستدعي إجراء حوار مباشر بين الرياض وصنعاء".
وأكدت المصادر الإيرانية أنّ الوفد الإيراني أبلغ الحميدان بأنّ طهران "مستعدة لتسهيل هذا الحوار"، مشيرة إلى أنّ المباحثات حول العلاقات الثنائية "طور التقدم والأجواء إيجابية".
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان الماضي في بغداد بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية، مطلع أغسطس/آب الماضي.
وتوقفت الحوارات بين الطرفين بعض الوقت؛ بحجة انتقال السلطة التنفيذية في إيران قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أعرب، الأربعاء الماضي في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أمله في تحقيق مباحثات بلاده مع طهران "نتائج ملموسة" لبناء الثقة بين الطرفين. وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول سعودي رفيع المستوى إجراء الرياض مباحثات مع طهران.
وسرعان ما رحّب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الخميس الماضي، بتصريحات العاهل السعودي، قائلاً إنّ إيران والسعودية "عقدتا خلال الشهور الماضية مباحثات منتظمة"، مشيراً إلى أنّ هذه المباحثات "كانت حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك"، واصفاً إياها بأنها "جيدة".
وأضاف أنّ الحوار حول أمن الخليج "حقق تقدّماً جاداً للغاية"، مؤكداً أنه "إذا أبدت المملكة العربية السعودية اهتماماً جاداً برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنّ حل مشاكل المنطقة يكمن في داخلها ويجب التوصل إلى آلية إقليمية شاملة، فبالإمكان تحقيق علاقات مستدامة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة".
كما شارك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد أواخر الشهر الماضي في بغداد، لكن لم يجريا لقاء ومباحثات مباشرة.
غير أنّ عبد اللهيان، وفقاً لموقع الخارجية الإيرانية، شارك في لقاء عام، عقده السفير العراقي، الثلاثاء الماضي، في مقره في نيويورك بعنوان "اجتماع بغداد متعدد الأطراف"، شارك فيه وزراء خارجية ومندوبو الأردن والسعودية وتركيا والكويت ومصر وقطر وفرنسا ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف.
وذكرت الخارجية الإيرانية أنّ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ترأس هذا الاجتماع.
وكانت السعودية قد طلبت عدة مرات خلال الشهور الأخيرة الانضمام إلى مباحثات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، لكن إيران رفضت الطلب، مؤكدة أن لا علاقة للرياض بهذه المفاوضات.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016 بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.