مشعل يزور الكويت ويلتقي عباس بقطر...وفابيوس ينعي التهدئة

20 يوليو 2014
مشعل يحتمل أن يغادر إلى القاهرة (أشرف الشاذلي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أكد مسؤول فلسطيني مقرّب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء السبت، أن الأخير سيلتقي، الأحد، في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، لبحث التهدئة في غزة.

وقال المسؤول، طالباً عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس"، إن "عباس سيلتقي مشعل في قطر، لبحث التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة". ومن المحتمل أن يسافر مشعل إلى القاهرة أيضاً، ويشارك في اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية.

في سياق متصل، يصل مشعل، فجر اليوم الأحد، إلى الكويت على رأس وفد من قيادات الحركة، في زيارة إليها تستمر يوماً واحداً.

ومن المقرر أن يلتقي مشعل والوفد المرافق له أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، وعدداً من المسؤولين الكويتيين، قبل ان يغادر مساءً. وأشارت بعض المصادر إلى أن اللقاءات ستتمحور حول الأوضاع في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها، وما خلّفه من دمار وخسائر في الأرواح والممتلكات.

وأفادت بعض المصادر بأن الزيارة جاءت لتبيان أسباب رفض "حماس" للمبادرة المصرية التي تصبّ في صالح المحتل الاسرائيلي، إضافة الى عرض مبادرة لم يكشف عن تفاصيلها لإيقاف الحرب المسعورة من جهة المحتل تجاه قطاع غزة، والطلب من الكويت دعمها باعتبارها تشغل منصب الرئيس الحالي للقمة العربية، فضلاً عن علاقاتها المنفتحة مع محيطها المؤثر في القضية الفلسطينية.

وعلّلت مصادر مقرّبة من الحكومة عدم رغبة الكويت، حتى الآن، في الدعوة الى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة العدوان على غزة بسبب عدم جدوى تلك القمم في إيجاد حلول قياساً على حالات وقمم سابقة لم تخرج في أحسن الأحوال، وفقاً للمصادر، سوى ببيانات شجب واستنكار، إضافه إلى تعقيدات جمع الدول العربية في ظل الأحداث التي تجري، في ظل الخلافات العميقة بين الدول العربية التي تكرست في الفترة الأخيرة بسبب قوى تدعم الثورات المضادة، وازدادت حدتها، وهو ما قد يعكر أجواء القمة إذا ما عقدت.

من جهته، قال رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، رامي الحمد الله، إن هناك مؤشرات إيجابية على توصل عباس مع بقية الأطراف إلى تفاهمات تؤدي إلى تهدئة أو هدنة مؤقتة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. 

فشل اتفاق التهدئة

وعلى الرغم من تفاؤل الحمد الله، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إن محاولات إبرام اتفاق هدنة في الصراع الذي مضى عليه 13 يوماً في غزة باءت بالفشل.

وأكد فابيوس، الذي جاء إلى إسرائيل بعد محادثات في مصر والأردن، للصحافيين بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه "مع الأسف يمكنني القول إن الدعوة إلى وقف إطلاق النار لم يستجب لها، بل على النقيض لاح خطر وقوع مزيد من الخسائر بين المدنيين، وهو ما يثير قلقناً".

وكان فابيوس قد قال إن على حركة "حماس" وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل "إذا ما أرادت إنهاء العنف" في قطاع غزة.

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، في عمّان، أوضح الوزير الفرنسي أن "إسرائيل لها الحق بالعيش كدولة، ولا يمكن القبول بسقوط صواريخ عليها، وأن من حق الفلسطينيين إنشاء دولتهم الفلسطينية المستقلة".

وفي ما يتعلق بالمبادرة المصرية، أعرب فابيوس وجودة، عن اعتقادهما بضرورة موافقة "حماس" عليها بعد حصول الاتفاقية على ترحيب عربي ودولي واسع.

وطرحت مصر، الاثنين الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على ما سمته وقف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. لكن "حماس" أعلنت أنها لن تقبل بأي مبادرة لوقف إطلاق النار لا تستجيب سلفاً للشروط الفلسطينية. 

السعودية تؤيد المبادرة المصرية

في غضون ذلك، قالت الرئاسة المصرية إن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أعرب عن تأييد الرياض للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، خلال اتصال هاتفي أجراه، يوم السبت، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، بأن "خادم الحرمين الشريفين حرص خلال الاتصال التليفوني على تأكيد تأييد السعودية ودعمها للمُبادرة المصرية الرامية لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وتحقيق التهدئة في غزة".

وأضاف بدوي، في تصريحات صحافية، أن الملك السعودي أشار إلى أن المبادرة المصرية "جاءت حقناً لدماء المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها".

كما نوّه الملك بأهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته إزاء الشعب الفلسطيني، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية من المؤن الغذائية والأدوية إلى داخل القطاع، مشيداً بما قال إن مصر قدمته في هذا الصدد من مساعدات إنسانية.

وتحدث السيسي بدوره، خلال الاتصال الهاتفي، عن محورية القضية الفلسطينية ومكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية، باعتبارها قضية العرب الأولى، مشيداً بمواقف المملكة العربية السعودية ذات الصلة.

المغرب دعت لوقف إطلاق النار

من جهتها، دعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، في بيان، إلى "تحكيم الضمير والوقف الفوري للعدوان على غزة، هذا العدوان الذي يبقى غير مقبول وبدون مبرر، ومدان بمقتضى القانون الدولي والقيم الإنسانية التي تجمع البشرية جمعاء".

وقالت إنه "ليس من شأن أي عملية عسكرية برية إلا أن تزيد من إراقة دماء المدنيين الأبرياء وتعمل على تكريس تعقيد الأوضاع وتوسيع دائرة التوتر وانتشار ثقافة العداء والكراهية".

وهذا هو البيان الثاني من نوعه الذي يصدر عن الخارجية المغربية بشأن موقف المملكة من الهجوم الإسرائيلي على غزة، إذ دعا المغرب، في بيان يوم 10 يوليو/ تموز الجاري، المجتمع الدولي إلى التدخل فوراً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، محملاً إسرائيل مسؤولية "هذا الاعتداء السافر".

ودان المغرب هذا "التصعيد غير المبرر وغير المقبول لإسرائيل"، محذراً من "عواقبه الوخيمة على كل الجهود التي بذلت حتى الآن من أجل الدفع بعملية السلام، وفتح مصير المنطقة ككل على المجهول"، بحسب البيان ذاته.

المساهمون